http://anapress.net/a/294196986675621
نقلت تقارير أنباء عن استخدام النظام السوري لغاز الكلور السام في الغوطة الشرقية، واستطاع سكان المدينة شم رائحة الغاز، فيما تلقى البعض علاجًا من أعراض تنفسية مختلفة جراء غاز الكلور المستخدم وفق ما أكده عاملون في القطاع الطبي لـ "البي بي سي".
ويقبع قرابة الـ 400 ألف شخص تحت حصار النظام في الغوطة الشرقية، يواجهون شبح الموت كل يوم، في ضوء تصعيد النظام هجماتها الجوية والبرية على المدينة التي تشهد أوضاعًا إنسانية كارثية.
ومنذ نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحتى اليوم قتل قرابة الـ 85 مدنيًا في الغوطة الشرقية، حسب إحصائية أعلن عنها المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، قبل أيام قليلة، والذي شدد على أن هنالك زيادة مطردة في الضربات الجوية والهجمات الأرضية في سوريا.
"في الغوطة الشرقية حيث سبب الحصار كارثة إنسانية، تتعرض المناطق السكنية ليلا ونهارا للقصف من البر والجو ما أجبر المدنيين على الاختباء في أقبية تحت الأرض".. يقول الحسين إن النظام قد كثف هجماته ما خلف عشرات الضحايا.
ووثق ناشطون إعلاميون في وقت سابق مقتل ما يزيد عن 1400 شخص في الغوطة الشرقية العام الماضي، كما وثقوا 34 مجزرة ارتكبها النظام بحق المدنيين في المنطقة على مدار العام الماضي 2017.
فيما حذرت الأمم المتحدة من "ارتكاب جرائم حرب" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ذلك في الوقت الذي تعيش فيه المدنيون أوضاعًا كارثية، لاسيما الأطفال عقب ان أغلقت معظم المدارس، فضلًا عن تعرضهم لمخاطر صحية خطيرة جراء الحصار.
ووفق إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة فإن 12 في المئة من الأطفال دون الخامسة من العمر في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية الحاد، وأن عشرات الأطفال بحاجة إلى الإجلاء فورًا لتلقي العلاج خارج الغوطة، خاصة من أمراض الكلى.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن إحدى مناطق تخفيف التوتر، وعلى رغم إعلان روسيا في 22 من تموز الماضي سريان مفعول وقف إطلاق النار في الغوطة، فإن النظام يواصل هجماته عليها من دون انقطاع.
وكان رئيس أركان الجيش الحر سابقًا اللواء سليم إدريس، قد أوضح في تصريحات سابقة لـ "أنا برس" أسباب تصعيد النظام وحليفه الروسي في الغوطة بقوله: " إن روسيا التي ساندت نظام الاستبداد في دمشق عسكريا وسياسياً ودبلوماسيا واقتصاديا ماضية في محاولات قمع الثورة والقضاء عليها وتثبيت أركان نظام الطائفية والاستبداد. مشددًا على أن روسيا تريد من خلال التصعيد العسكرية في الغوطة وفي إدلب وأريافها وأرياف حماة أن تجبر المعارضة عسكريا على الرضوخ لشروطها.
وأفاد بأن "روسيا شريكة الاسد في الإجرام بحق السوريين وعلى المعارضة المسلحة أن تكون واعية ومدركة لفصول هذه المسرحية الهزلية وكان من الواجب وقبل أن تبدأ روسيا بالتصعيد أن تكون المعارضة المسلحة قد أكملت استعداداته لأي طارئ.. فاليوم كل شيء أصبح واضحاً واللعب يتم على وجه الطاولة وليس تحتها أو وراء الكواليس والمعطيات تشير على تصعيد غير مسبوق في الإجرام الروسي على جميع الجبهات التي تشمل الغوطة، وارياف حمص الشمالية، وجبهات أرياف حماه وإدلب والساحل".