http://anapress.net/a/294144735233248
يستمر عناصر تنظيم الدولة "داعش" بنسف الحضارة الإنسانية في ريف حمص الشرقي وتحدداً في مدينة "تدمر" بعد نجاحه بإعادة السيطرة عليها أوائل شهر كانون الأول من العام 2016 الماضي.
وأقدم عناصر التنظيم يوم الأمس الجمعة على تفخيخ أربعة قواعد حجرية ضخمة في منتصف الشارع الطويل في المنطقة الأثرية "بتدمر" والمعرفة باسم "التترابيل" ، بالإضافة الى واجهة المسرح الروماني الذي تم بنائه في القرن الثاني للميلاد وتم ترميمه عدة مرات في العصر الحديث، محاولاً إزالتها بشكل كامل نظراً لما تحتويه من نقوش ورسوم اعتبرها عناصر التنظيم "إلحاداً".
وبحسب المكتب الإعلامي لمدينة "تدمر" فإن العواميد الاثرية " مشانق التترابيل" تخلوا من أي رسم يجسد شخصيات أو كائنات حية، وإنما يقتصر على وجود بعض الرسوم للنباتات والرموز التي كان لها دلالات معينة في ذلك العصر.
من جانبه تحدث المدير العام للمتاحف والآثار في سوريا مأمون عبد الكريم مساء الأمس الجمعة قائلًا: وصلتنا معلومات وصور توضح استهداف عناصر تنظيم الدولة داعش استهدافها لـ "التترابيلون الأثري" وهو عبارة عن 16 عموداً بينهم عامود تاريخي فقط وما تبقى تم ترميمهم على عدة مراحل في وقت سابق، ومن خلال تقاطع المعلومات أوضحت بعض الصور التي نشرتها يوم الأمس جامعة "بوسطن" أضراراً جسيمة حلت بواجهة المسرح الروماني أيضاً.
وحمّل "عبد الكريم" المجتمع الدولي المسؤولية عن تشويه هذا الإرث التاريخي، متسائلاً كيف يتم السماح من قبل الأخير اقبول بسقوط مدينة مثل تدمر بأيدي الجماعات المتطرفة، وأشار الى أن الجزء الأكبر من الآثار المتضررة أو الغير متضررة تم نقله الى العاصمة دمشق.
ومن الجدير ذكره بأن تنظيم الدولة تسبب بتدمير "معبد بعل شمين، قوس النصر، والمدافن البرجية" بالإضافة للعديد من اللوحات والتماثيل التي كانت متواجدة داخل المتحف عند سيطرته على المدينة في العام 2015.