في الرقّة.. يعيش الأسد ويسقط ترمب

جاب العشرات من أهالي محافظة الرقّة، إحدى أهمّ معاقل قوّات سوريا الديمقراطيّة المدعومة أمريكيّاً، شوارع المدينة، وتمركزوا في شارع سيف الدولة ضمن مسيرة تأييد لرئيس النظام السوري "بشار الأسد" وتنديداً بالقصف الأمريكي الذي طال مواقع تابعة لجيش الأسد، تنفيذاً للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عقب استخدام نظام الأسد لسلاح الكيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقيّة.

وأظهرت مقاطع مصوّرة عدداً من أبناء مدينة الرقّة يمجّدون رأس النظام السوري بشّار الأسد ويسقطون الولايات المتّحدة الأمريكيّة ورئيسها دونالد ترامب، في مشهد يعتبر الأوّل من نوعه بعد خضوع الرقّة بالكامل لسيطرة قوّات سوريا الديمقراطيّة التي يقودها حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD، ودخولها ضمن مناطق النفوذ الأمريكي شرق نهر الفرات.

https://youtu.be/kzFu3qqtNkw

وقال مسؤول في الخارجيّة الأمريكيّة لـ"أنا برس": "نحن ندعم حقوق الناس في الاحتجاج بحرية والتعبيرعن آرائهم السياسية، مضيفاً أن الهجمات الأخيرة على المدنيين في الغوطة الشرقية وضربات الأسلحة الكيميائية على دوما، تذكرنا بأن الأسد ليس لديه أي شرعية كحاكم لسورية.

وأردف، نحن نشجع جميع السوريين على العمل من أجل عملية جنيف التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال بعيدا عن حكم الأسد.

وفي سياق متّصل أوضح عضو الهيئة السياسيّة في الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الوطني الكردي "فؤاد عليكو" أنّ هذا الأمر له شقّين، فالأوّل هو علاقة حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD ببشّار الأسد وهذه العلاقة قديمة ومعروفة بالنسبة لنا ولا يوجد أي مشكلة لديهم بالتعامل مع نظام الأسد، وقد سلّمهم الأسد مدن عفرين وكوباني وغيرها دون قتال والآن قيادات PYD  موجودة في مناطق سيطرة نظام الأسد وينسّقون معه، وبالتالي التنسيق مع الأسد في الرقّة والجزيرة السوريّة هو أمر طبيعي بالنسبة لهم، ولا يزال النظام وPYD يتشاركون إدارة القامشلي والحسكة، إلا أنّ ماحصل في المنطقة مؤخّراً دفعهم للاستقواء والاستفادة من أمريكا ماديّاً وعسكريّاً دون قطع العلاقات مع الأسد.

أقرأ أيضاً:هكذا حددت واشنطن مصير "قسد"

وتابع، أمّا الشق الثاني فإنّ ماحصل في الرقّة فقد يكون رسالة من حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD لأمريكا بسبب شعورهم أنّه قد تكون هناك صفقة بين تركيا وأمريكا للتفاهم حول إبعادهم، كما حصل في الصفقة بين روسيا وتركيا حول عفرين، وهذا الشعور يدفعهم إلى مثل هذه الاحتجاجات وإرسال رسالة لأمريكا بأنّنا سوف نذهب إلى الأسد إذا تخلّيتم عنّا.

وأضاف، على الرغم من كل ماجرى لم يعترض الأمريكيّون على علاقة PYD مع نظام الأسد حتّى الآن، لكن إن تمّ التفاهم مع تركيا حول مستقبل المنطقة فستكون المعادلة مختلفة تماماً.

ودعا حزب الاتّحاد الديمقراطي الذي يعتبر عماد قوّات سوريا الديمقراطيّة في وقت سابق جيش الأسد للمشاركة معه جنبا إلى جنب، لصدّ الحملة العسكريّة التي أطلقتها فصائل المعارضة السوريّة ضدّه في مدينة عفرين ضمن معركة أطلق عليها اسم "غصن الزيتون" في أواخر شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام.