http://anapress.net/a/25076337797259
رحلة طويلة خاضتها "منال"، تلك السورية المسنة الماضية في عقدها السابع من العمر، بداية من حياة هانئة في سورية شهدت فيها حقب مختلفة بظروف وأحوال مختلفة، وحتى أن وصل بها الأمر إلى أحد الأرصفة بمحافظة الجيزة المصرية.
"الست منال" وجه مألوف لدى سكان أحد شوارع مدينة الملك فيصل الشهيرة في مصر، ذلك أنها تتخذ من الرصيف بيتاً منذ فترة طويلة، بعد أن ضاق بها الحال في مصر، ولا يمكنها أن تعمل في هذا العمر المتقدم.
الحكاية –كما ترويها "منال" للمارة أو من يفتح حديثاً معها، منهم مراسلة "أنا برس"- تلخص قصة وطن تمزق بين أركان الحرب المشتعلة، فهي المرأة السعيدة الهانئة (التي لم تدم سعادتها وهنها كثيراً) في بيت زوجها، والذي وافته المنيّة في بدايات الحرب الراهنة في سوريا، فاضطرت بعدها إلى اللجوء إلى مصر، وقد اصطحبتها شقيقتها وزوجها في رحلة اللجوء، عاشوا معاً لفترة، قبل أن تقرر الأخت وزوجها الفرار إلى أوروبا، في فرصة ذهبية لا تتاح للكثيرين.
غادرت الأخت وزوجها وبقيت "الست منال" رفقة أحد المعارف قبل أن تقرر مغادرة المنزل لأسباب لم تفصح عنها، وتبقى في الشارع، على معونات أهل الخير.
سوريٌ أخذته حمية الدفاع عن أهل بلده، وجاء مدفوعاً برغبته في مساعدة تلك الأم السورية التي ضاق بها الحال في مصر عندما رآه تفترش الرصيف، فوّفر لها مسكناً، لكنها رفضت العيش فيه، على اعتبار أنه بعيد و"مهجور" وربما توفت دون أن يصل إليها أحد، كما تقول في روايتها.
فضّلت "الست منال" حياة الرصيف، يساعدها في ذلك أهل الخير، بالأكل والشرب ومستلزمات الحياة. وتنام ليلاً في غرفة حارس عقار تركها منذ فترة، وفي النهار تخرج إلى رصيفها الذي فضلته عن بيت مهجور، وآنست أهالي الحي.
تخشى "الست منال" العيش في دار مسنين، وهو ما أكدته لإحدى الدور الشهيرة في المنطقة عندما عرضت استضافتها لتقضي أيام شيخوختها فيها، وكان الرفض –طبقاً لما تقوله الست منال- هو أنها لا تحب أن تُقيد حركتها داخل الدار، وهي في الشارع حرّة تستطيع أن ترى الناس وتتحرك وتعيش حياتها بحرية.
لم تستطع "أنا برس" تأمين معلومات أخرى عن "الست منال" سوى ما تقدم.