المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تضارب في قرارات البقاء في سوريا والعودة إلى تركيا بعد انتهاء إجازة العيد

 
   
09:21

http://anapress.net/a/217082684403955
370
مشاهدة


تضارب في قرارات البقاء في سوريا والعودة إلى تركيا بعد انتهاء إجازة العيد

حجم الخط:

دخل أكثر من تسعين ألف لاجئ سوري من معبر باب الهوى الحدودي قادمين من تركيا لقضاء عطلة العيد التي تم تحديدها من قبل السلطات التركية، فيما أعلن قسم كبير من الوافدين إلى سوريا بأنهم جاؤوا بصفة إقامة دائمة بعد تحسّن الأوضاع الأمنية في سوريا عقب هدنة خفض التوتر السارية المفعول.

أعلنت تركيا في 30 أيار/مايو الماضي عن أنها ستسمح للسوريين اللاجئين لديها بالدخول إلى بلادهم لقضاء فترة شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى في بلادهم، وقد حددت موعد مغادرة السوريين لتركيا في الأول من حزيران الجاري وتتوقف في 23 من الشهر ذاته على أن يبدأ استقبال العائدين إلى تركيا في الثالث من تموز/يوليو القادم، مع إمكانية السوريين دمج عطلتي عيد الفطر وعيد الأضحى معاً والبقاء في بلادهم حتى 30 سبتمبر/أيلول المقبل.

وصل عدد اللاجئين الذين دخلوا إلى سوريا منذ بداية فتح المعبر حتى يوم الثلاثاء 92 ألف لاجئ

ويستمر تدفق السوريين من معبر  "جيلوة غوزو" المقابل لمعبر "باب الهوى" على الجانب السوري من الحدود، وقد وصل عدد اللاجئين الذين دخلوا إلى سوريا منذ بداية فتح المعبر حتى يوم أمس الثلاثاء 92 ألف لاجئ حسب تصريح من مسؤولي معبر "جيلوة غوزو" لمراسل وكالة الأناضول، مؤكدين على  أنه يمكن لللاجئين العبور من خلال "جيلوة غوزو" إلى "باب الهوى" ، باستخدام جوازات سفرهم أو هويات الحماية المؤقتة الممنوحة لهم في تركيا.

لكن السؤال هنا هل بالفعل يرغب قسم كبير من السوريين البقاء في بلادهم بعد توقف عمليات العنف فيها وقلة فرص العمل في البلد المضيف تركيا وغلاء المعيشة لمن لا يملك عملاً فيها؟، للإجابة عن هذا السؤال قمنا بإجراء استطلاع لعدد من اللاجئين الذين قدموا مجددا من تركيا حيث أكد قسم كبير منهم بأنهم جاؤوا بصفة إقامة دائمة لكن حتى اللحظة لازالوا متخوّفين من الوضع الأمني الذي ربما ينفجر في أيّ لحظة.

في لقاء مع "حسن الابراهيم" عنصر أمن منشق عن نظام الأسد ومقيم في تركيا منذ أربع سنوات يقول: "قدمت مع عائلتي إلى سوريا لقضاء عطلة العيد ولكن بعد التداول قررنا البقاء في بلدنا لعدة أسباب، أولها أن الوضع الأمني بات أفضل بكثير فالقصف متوقف نهائياً، الحركة والحياة عادت تقريباً بشكل طبيعي ولا شيء يغني الانسان عن أرضه مهما كان سعيد في البلد الآخر".

وتابع: والسبب الثاني هو أن العيش في تركيا يحتاج للكثير من المال ولعمل مستمر ودؤوب متى توقفت عن العمل بات أطفالك بلا طعام، بخلاف سوريا التي يمكن فيها الاستغناء عن الكثير من الأمور والمصاريف، فأنا أعمل أعمالاً حرّة لا يتجاوز أجري الشهري الألف ليرة تركية أي ما يعادل "270$" وهو مبلغ لا يكفي لآجار منزل وطعام وشراب وكسوة وفواتير الطاقة على اختلافها، أنا أعمل في تركيا باستمرار والأجر لا يكفيني يقوم اخوتي بإرسال نصيبي من زراعة الأرض حيث أتدبر بها أموري، لكن حسب ما رأيت هنا في سوريا فالعيش أفضل لأصحاب الدخل المحدود مثلي فإنني سوف أبقى".

تركيا التي تعد البلد الأول حول العام ممن استقبل اللاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم لديها الـ 3 ملايين لاجئ موزعين على المخيمات التي عملت تركيا على انشائها لهم وتقديم كافة الاحتياجات اللازمة منذ قرابة الخمسة أعوام ولازالت مستمرةً في العمل، والقسم الآخر منهم موزعون على المدن التركية ويعملون في منشآتها وهم من يتحمّل تكاليف العيش فيها.

في المقابل لم يحبذ البعض البقاء في سوريا خلال الفترة التي لم تتوضح معالمها بعد، فقد أشار عبد الهادي شاب من محافظة إدلب يقيم في مدينة الريحانية التركية يقول: "أنا شخصياً أفضل العودة إلى تركيا بعد قضاء العطلة لعدة أسباب أولها أن فرص العمل في سوريا لازالت شحيحة جداً وتحتاج إلى فترة طويلة لإعادة التأهيل والتنظيم، عداك على أن الأمور لازالت غامضة فالكثير من الدول لازالوا يلوّحون بمحاربة الفصائل الاسلامية التي لازالت منتشرة وهنا احتمال اعادة انفجار للوضع الأمني في أيّ لحظة، صحيح أنه لا عزّ للإنسان إلا في بلده لكن أنا شخصياً أفضل التريّث لاسيما أنني أنشأت عملاً جيداً في تركيا فقد قمت بافتتاح معهد تعليمي وحققت نجاحاً جيدً فيه، وإذا عدت حالياً إلى سوريا لا أرى أي فرصة عمل مناسبة حالياً".

تتعدد الآراء بين مؤيد للبقاء ومعارض له لحين توضح معالم الخطة التي يتم طبخها خلف الكواليس لا أحد يعلم نتائجها بعد، باختصار أصحاب الدخل المحدود الذين يعانون من شحّ فرص العمل في تركيا فضلوا البقاء في بلدهم فيما الذين أنشؤوا أعمالاً لهم واستقروا في البلد الجديد فضلوا التريّث في قرارا الاستقرار، في وقت أطالت فيه تركيا فترة عطلة العيد حتى انتهاء عيد الأضحى لإعطاء السوريين الوقت للتفكير وتحري الوضع الجديد في سوريا والمفاضلة بين البقاء في بلادهم أو العودة إلى تركيا بصفة لاجئ، والتي رغم كلّ التسهيلات وحسن المعاملة التي يتلقونها إلا أنهم لم يحصلوا على إقامة في تركيا تمحهم الحرية في الحياة.