خيارات ضيقة أمام قوات سوريا الديمقراطية

قال رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق فؤاد إيليا، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد قد حدد موقفه من الأكراد بوضوح في خطابه الأخير، إذ أنه "لا يقبل بأي مفاوضات مع الأكراد فيما يتعلق بالمنطقة الشرقية"، مشيرا إلى أن الأكراد حاولوا إجراء مفاوضات مع النظام لكنه لم يقبل بأي شروط أو طلبات قدمت من جانبهم.

وبعد يومين من خطاب الأسد، غازل نظام بشار الأسد أكراد سوريا، وذلك بعد "توصيّة" روسية بضرورة أن تقوم دمشق بالحوار مع الأكراد. جاءت تلك المغازلة هذه المرّة من خلال المستشارة السياسية والإعلامية لرئيس النظام بشار الأسد، بثينة شعبان. وبحسب التصريحات الحصرية التي نقلتها وكالة "إنترفاكس" الروسية عن شعبان، فإن "النظام السوري مستعد لحماية الأكراد في شمالي سوريا، باعتبارهم جزء من الشعب السوري". (المزيد من التفاصيل)

وأوضح إيليا لـ "أنا برس" أن أكثر ما يمكن أن يقدمه النظام في هذا المجال هو الإدارة اللامركزية ولكن بآليات يفرضها هو وليس أحد آخر في إطار تعديلات بسيطة على قانون الإدارة المحلية، مضيفا أنه "لم يعد للأكراد من يدافع عنهم إلا الأمريكان الذين يستخدمون ورقتهم كعامل ضغط على الأطراف الأخرى كتركيا وروسيا أيضاً".

وحول مصير قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في كل ما يجري من ضغوطات على المناطق الشرقية، أوضح إيليا أنهم سيعاملون مثل فصائل الجيش الحر تدريجيا وسيتم سحب السلاح منهم بالتراضي أو بالقوة وسيطلب من بعض منهم الاندماج في الجيش الوطني أو التحول إلى العمل السياسي ولكن بعيدا عن إدارة قنديل. (اقرأ/ي أيضاً: روسيا وأميركا.. وبينهما قسد والنظام).

ويختم إيليا قوله إن هذا تصور أولي ولكن كل شيء محكوم بكيفية التفاهم بين الأمريكان والأتراك من ناحية وبين الأمريكان والروس من ناحية ثانية. على حد تعبيره.

وقالت المستشارة السياسية والإعلامية للنظام السوري بثينة شعبان قد أكدت بالأمس، حول إمكانية منح الأكراد صلاحيات واسعة في أي مفاوضات قادمة تتمثل باتفاق لمنحهم الحكم الذاتي، قالت إن "الحكم الذاتي يعني تقسيم سوريا.. ليس لدينا أي سبيل لتقسيم سوريا".

وتحاول "قسد" إقناع الولايات المتحدة بالبقاء في سوريا، خشية وقوعها فريسة سهلة لمقاتلي الجيش الحر والتركي في حال تطبيق أي عملية عسكرية شرق الفرات تعيد ألاف المدنيين المهرجين من "قسد" إلى قراهم.

وكان القيادي الكردي، ومسؤول العلاقات الدبلوماسية في حركة "المجتمع الديمقراطي"، ألدار خليل، قد أكد أمس الأربعاء، عزم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية القوة الرئيسية فيها، التفاهم مع نظام الأسد لإرسال قوات عسكرية إلى الحدود لحمايتهم، في حال تخلي الدول الأوروبية عن دعمها بعد انتهاء المعارك مع تنظيم "داعش" شرق سوريا. (المصدر)