http://anapress.net/a/143455177150879
احتج عدد من أهالي مناطق جنوب العاصمة السورية دمشق في الآونة الأخيرة من بعض الممارسات التي تحدث في شوارع المناطق الخارجة عن سيطرة قوات الأسد، لاسيما تلك التي يتخللها اقتتال بالسلاح الأبيض أو ما يعرف بـ السكاكين وسيوف الشنتيانات".
طالب الأهالي بوضع حدّ لما آلت إليه الأمور مؤخراً، داعيين النقاط الأمنية ومخافر الشرطة والمحكمة العامة المتواجدة في "مدينة يلدا" لأخذ زمام المبادرة لإنهاء تلك المظاهر، التي باتت تشكل هاجسًا للجميع وتروع الأطفال والنساء، معتبرين أن مثل هذه التجاوزات تشكل عقبة أمام استقرار الأمن الداخلي للمنطقة ككل.
وقال الصحفي الميداني مطر اسماعيل (وهو من سكان بلدة يلدا) لـ "أنا برس": التراخي الأمني المتواجد في مناطق جنوب العاصمة دمشق، أدى لحدوث بلطجة وتشبيح إضافي من قبل بعض الفئات التي أمنت العقاب، مؤكداً وقوع مشاكل يومية في بلدة يلدا وتحديداً في شارع النخيل الواقع في نهاية البلدة باتجاه "مخيم اليرموك" والمطل على حاجز العروبة، حيث اندلعت إحدى المشكلات يوم الأمس ما بين إثنين من الفلسطينيين، الذين استخدموا السيوف والسكاكين قبل أن يتدخل بعض العقلاء لحل المشكلة، مضيفاً لا يكاد يخلو شارع أو شارعين من المشاكل اليومية في البلدة وسط عجز واضح عن احتواء هذه الظاهرة.
وعن فرصة إيجاد حل لهذه المشكلات من قبل الأهالي شدد "مطر" على أنه يتوجب على الفعاليات المتواجدة على الأرض ككل "عسكرية دينية مدنية إعلامية" الضغط بالإتجاه الصحيح، من أجل الوصول الى خطوة أولى باتجاه منع حصول هذه المشكلات التي باتت ترهق الجميع، مضيفاً أن "من أمن العقوبة أساء الأدب".
وعن الجهة المسؤولة بشكل رئيسي عن حل المشكلات في جنوب دمشق أردف "اسماعيل" بأن المحكمة العامة في جنوب دمشق هي المسؤولة عن فضّ النزاعات الداخلية، ولكن ضعف الإمكانيات وقلة دعمها من قبل التشكيلات العسكرية المتواجدة في المنطقة، أدت الى ضعف القوة التنفيذية المؤتمرة بأمرها، وبالتالي ليس لديها القدرة على حل المشكلات التي تتضاعف في كل عام خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن الأهالي اعتادوا على حصول تلك التجاوزات خلال الشهر الفضيل.
وأشار مطر إلى أنه على الرغم أيضاً من وجود عدة نقاط أمنية "مخافر" في كل من بيت سحم ببيلا ويلدا إلا أن غياب دعمها وتركيز قدرات عناصرها للحيلولة دون تلك المشكلات جعل الشرطة المدنية الحرة وجودها كعدمه في المنطقة بشكل عام.
من جهة أخرى، أشار الناشط الإعلامي "عز أبو حذيفة" -من منطقة التضامن- لـ "أنا برس" إلى أن الوضع في حي التضامن أهدأ نسبياً من باقي مناطق جنوب دمشق، معللاً الأسباب بكثرة الإشتباكات على جبهات الحي مع قوات الأسد، وهو ما يشغل المدنيين بالدرجة الأولى، إضافة الى سيطرة تنظيم الدولة على جزء من الحي، وهذه الأسباب تحول دون حصول أي اشتباك بين أبناء المنطقة، حتى لا تتفاقم الأمور وتتطور الى اشتباك مع عناصر التنظيم.
وأضاف: معظم المشاكل التي تحصل في حي التضامن يتولى مسألة حلها الكبار في السن من وجهاء الحي، بالإضافة لبعض الفصائل العسكرية المتمثلة بألوية "شهداء دمشق" التي تتدخل في حالات الضرورة.
ونوه أنه لم يتم تسجيل أي حالة اشتباك بالأسلحة في حي التضامن منذ اندلاع الثورة السورية. وأرجع "عز" سبب كثرة المشاكل والمشاحنات في منطقة يلدا لوجود كثافة سكانية أكبر من حي التضامن، خاصة مع وجود نازحين من المناطق التي سيطرت عيها قوات الأسد مؤخراً جنوب دمشق.
معيشياً، يعاني أهالي المنطقة من ارتفاع فاحش في أسعار المواد الغذائية، والألبسة بسبب الحصار المفروض منذ العام 2013، إذ تبلغ كسوة العيد لطفل واحد نحو 10 ألاف ليرة سورية، في ظل حالة مطبقة من البطالة المنتشرة بين الأهالي، حيث اعتبرت تحضيرات الأعياد في الأسواق للمشاهدة عن بعد فقط دون الجرأة عن سؤال أصحاب المحلات عن أسعار بضائعها.