http://anapress.net/a/13707648130107
في عتمة الليل تحت أقبية الظلام في غوطة دمشق الشرقية في السابع من مارس (آذار) 2018، أثناء الحملة الجوية على المدنيين قبيل تهجيرهم، سقط بناء كامل على أهله وقتل النساء والأطفال والرجال دون القدرة على إخراجهم، إلا طفلة واحدة فقط.
الطفلة منيرة مؤيد عباس، البالغة من العمر ثمانية أشهر، هي الناجية الوحيدة في التاريخ السابق من تحت أنقاض البناء المدمر، والتي تعكس حالتها مأساة إنسانية تنضم إلى حالات المآسي التي تشهدها سوريا بصفة عامة.
"خرجنا من حمورية ولا يزال هناك مدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة مفقودين.. لا نعلم إذا كانوا أحياء أو فارقوا الحياة.. قبل وقوع الحادثة كنت في ذات الملجأ بينما غادرته قبل أن يستهدفه الطيران الحربي بساعات.. شاهدت الطفلة في مشفى دار الشفاء في حمورية"، هذه التفاصيل التي أفاد بها الناشط عبد المعين حمص لـ "أنا برس"، وهو آخر من شاهد الطفلة.
أضاف: "في اليوم التالي تم نقل الطفلة إلى مشفى السل في كفربطنا وهي وحيدة بعد أن فقدت كل أفراد عائلتها وبقيت وحيدة، لتتكفل بها عائلة صادفتها في المشفى لتربيتها ورعايتها".
أكد عبد المعين أن إصابة الطفلة لم تكن خطيرة بل اقتصرت على الخدوش والجروح الخفيفة بالإضافة لبعض الرضوض في أعضاء جسدها. وأضاف أنه من الممكن أن الطفلة بقيت في الغوطة الشرقية لدى العائلة التي قدمت لها الرعاية قبل التهجير بأيام.
أقارب والدة الطفلة يبحثون عنها حاليًا -بحسب عبد المعين- ويريدون أن يأخذوها لديهم؛ ليعتنوا بها بعد أن وصلتهم أخبار مؤكدة بأن الطفلة على قيد الحياة وهي الناجية الوحيدة من العائلة بالكامل. (اقرأ أيضًا: بالصور: معاناة عائلة سورية..طفل فقد عينه وأخته احترقت).
ورصد مراسل "أنا برس" نداءات عبر غرف "الواتس آب" وبعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل أهالي الطفلة، يبحثون عنها، ويحاولون التوصل إلى مكان تواجدها أو معرفة عنوان العائلة التي تكفلت برعايتها بعد وفاة والدتها ووالدها وأخواتها.