لهذه الأسباب اجتمعت هيئة المفاوضات في الرياض

تجتمع الهيئة العليا للمفاوضات في العاصمة السعودية "الرياض" دونما الإعلان عن جدول مُحدد للاجتماع أو الكشف عن أهدافه حتى اللحظة، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر بالمعارضة لـ "أنا برس" في تصريحات متفرقة عن بعض أهداف ذلك الاجتماع الذي تمت خلاله دعوة الـ 50 مرشّحا للجنة الدستوريّة إلى الرياض.

كامل أعضاء مؤتمر الرياض، مع كامل أعضاء اللجنة الدستوريّة، بحسب عضو في هيئة المفاوضات "تحمّلت السعوديّة تكاليف اجتماعاتهم على مدى خمسة ايّام مع تأمين الفيزا والإقامة والتنقّلات وكامل الاحتياجات اللوجستيّة"، ويتساءل: "هل تتحمّل السعوديّة كلّ هذه التكاليف خدمة للمعارضة السوريّة، أم أنّ استراتيجيّة جديدة تنهجها المملكة في هذه المرحلة؟".

بينما عضو هيئة المفاوضات عن منصّة موسكو فراس الخالدي، قد قال لـ "أنا برس": إنّ "الهدف من اجتماع هيئة الرياض هو تبادل الرؤى والتجهيز لأية ساحة من الممكن أن يحدث فيها أي معركة". (اقرأ/ي أيضًا: السر وراء استقالة خالد المحاميد).

أمّا فيما يخص عدم وجود نصر الحريري بين أعضاء اللجنة الدستوريّة، فأوضح الخالدي أنّ "الأسماء التي وضعت ضمن لائحة اللجنة الدستوريّة هي ترشيح الهيئة للجنة، وبالنهاية فإنّ الحريري هو رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، وبالتالي هو المرجعيّة".

تكتيك سعودي

سياسي مطلع على عمل هيئة المفاوضات قال إنّ "السعوديّة تخشى أن تحلّ اللجنة الدستوريّة ومحور أستانة محلّ هيئة المفاوضات، وبالتالي خروجها من الملف السوري سياسيّاً، لذلك بدأت بالعمل على بث رسائل من شأنها إظهار الهيئة بمظهر المرجعيّة للجنة الدستوريّة، ومن هنا كانت الدعوة، وهذه هي المرّة الأولى التي يتم فيها اجتماع أعضاء اللجنة وجها لوجه بعيداً عن غرفة الواتساب التي تم إنشائها لهذا السبب".

وأضاف لـ "أنا برس" إن اللجنة الدستوريّة وإن كانت من مخرجات جنيف، إلّا أنّ الخطوة جاءت على يد محور أستانة، وهذا ما وضع محور جنيف أمام الأمر الواقع، لاسيما أنّه تمّت مباركتها ورعايتها من الأمم المتّحدة، وهذا يعني أنّ الدول الراعية أو المراقبة ستكون روسيا وتركيا، وبالتالي لن تجد السعوديّة مدخلا لها في هذا الملف إلّا من خلال الهيئة العليا للمفاوضات.

دوافع هيئة المفاوضات

إنّ رغبة نصر الحريري -بحسب معارضين من هيئة المفاوضات السابقة تحدّثوا لأنا برس في تصريحات متفرقة ورفضوا جميعم ذكر اسمهم- في أن يكون رأس الهرم السياسي المعارض، وجد في هذا الاجتماع رسالة للمعارضة مفادها أنّ الحل السياسي ينطلق من هيئة المفاوضات، وبالتالي كل الاستحقاقات السياسيّة، والأطراف الفاعلة، واللجان المشكّلة، يجب أن تكون مرجعيّتها في النهاية هيئة المفاوضات.

"من هنا لم يكن للحريري اسم في اللجنة الدستوريّة، لأنّها -بحسب رأيه- إحدى مكوّنات الهيئة العليا، وبالتالي هو المرجعيّة الأعلى للجنة الدستوريّة، وما اجتماع هيئة المفاوضات الذي قيل إنّه دوري، إلّا لبحث -أو فرض- هذا الأمر على أعضاء اللجنة الدستوريّة" بحسبهم.

توقّعات وسيناريوهات

بينما يتحضّر أعضاء اللجنة الدستوريّة للسفر اليوم إلى الرياض لعقد اللقاء المرتقب، تدور في كواليس الواتساب أحاديث حول كيفيّة رفضهم ما سيتم طرحه خلال هذا اللقاء، إذ يرى عضو من المرشّحين للجنة الدستوريّة أنّ محور استانا هو المسؤول عن عمل اللجنة، لذلك قد يتحوّل الاجتماع إلى معركة بين مؤيّد ورافض لما سيتمّ تداوله، حسب ما أكده العضو الذي رفض ذكر اسمه لـ "أنا برس".

فيما يرى عضو آخر –رفض ذكر اسمه أيضًا- أنّ الاجتماع سينتهي بانسحاب الجزء الأكبر في اللجنة الدستوريّة من اللقاء مع الهيئة العامة للمفاوضات، وآخرون لن يذهبوا للاجتماع أساساً، خوفاً من الحرج الذي سيقعون به مع أصدقاء الأمس.