المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مخيم لوف: شدة المعاناة تحرق خيم المدنيين

 
   
13:52

http://anapress.net/a/987972877609288
921
مشاهدة


مخيم لوف: شدة المعاناة تحرق خيم المدنيين

حجم الخط:

خيام متناثرة، في مخيمات عشوائية، قرب الحدود السورية التركية وفي أرياف ادلب، تعيشها عائلات فقيرة نازحة، مشردة لا تعرف معنى الحياة، ولا قدرة لها على إيجاد ملاذ أفضل بعد خسارتهم منازلهم وممتلكاتهم ونزوحهم، لينتهي بهم المطاف في خيمة جدارها النايلون والقماش المهترئ، لا يقي حر الصيف ولا برد الشتاء.

 

"نحن أهالي ضيعة واحدة بعد نزوحنا وجدنا أنفسنا داخل مخيم لوف في خيم صغيرة، لا مساعد لنا ولا ناظر علينا، نحاول تامين بعضٍ من مستلزماتنا من خلال الزراعة والعمل اليدوي، فأقل عائلة لديها خمسة أطفال، فهم بحاجة لكميات كبيرة من الخبز والطعام والرعاية الصحية"، هذا ما قاله أبو خالد، محمود الشمالي، منسق ومسؤول وأحد قاطني مخيم لوف شمال ادلب لـ"أنابرس".

وأضاف أبو خالد في حديثه مع "أنابرس" أن العائلات وأطفالهم يتمنون الحصول على كأس من الشاي، أو طبق من أكلة شعبية صغيرة كــ "المجدرة" لكن رغم بساطتها فهي مطلب صعب، لا البرغل متوفر ولا السكر والشاي يمكن شراءه، ولا منظمات اغاثية تدعمنا ولا أحد ينظر لنا أو يزورنا.

أما الخيم التي يعيش بها المدنيين في مخيم لوف، فقال أبو خالد أنها في حالٍ يرثى له، فهي متعبة مهترئة لا تحتوي على مقومات السكن من الفرش والغطاء الشتوي وغيره من تفاصيل الحياة الطبيعية التي يحتاجها المنزل.

"بينما لا تجد العائلات الطعام فكيف لها أن تؤمن لباسها"

يقول أبو خالد أن الأطفال تفتقر للباس متناسق مناسب للشتاء، فالعائلات لا تستطيع شراء اسوء أنواع الألبسة لأفراد اسرتها، نحن منذ أشهر طويلة لم نرى اللحم أو الأكل الطبيعي الذي يمكن أن تراه في منازل العائلات، فأشد المعاناة نواجهها حتى نتمكن بين الحين والآخر من الحصول على كيلو رز أو برغل، فهي فرحة عارمة لأن هذا جزء يسير قد يسد الفراغ في معدة الأطفال.

وذكر أبو خالد أنّ الضيف القاسي قد وصل، وباتت خيمنا تحت تهديده، فالشتاء القاسي والرياح العاتية لا تبقي ولا تذر، معظم خيمنا بالية مهترئة لا تتحمل فصل الشتاء، قد تذهب في مهب الريح مع أول عاصفة مطرية شديدة.

"احتراق خيمة تسكنها عائلة فقيرة"

وشدّد على برد الشتاء في الشهور الخمسة القادمة التي لا يمكن تحملها في ظل غياب اللباس المناسب والتدفئة، لا مدافئ تعمل على المحروقات ولا محروقات متوفرة لدينا، ولا أموال قادرين من خلالها شراء المحروقات والمدافئ، نحاول بعض الأحيان جمع الأحطاب لاستخدامها في عملية طهي الطعام عند توفره بجوار الخيمة.

في حادثة مؤلمة شهدها مخيم لوف وذكرها أبو خالد لـ "أنابرس" أن يوم أمس الثلاثاء وفي الوقت التي تقوم عائلة بعملية طهي الأرز لأطفالها بجوار الخيمة التي تسكن بها، انتقلت عيدان مشتعلة بفعل الرياح، لتصل إلى جدار الخيمة، مما أدى إلى اشتعالها واحتراقها بالكامل، فهذه معاناة الناس، بينما يعملون لتأمين لقمة صغيرة لأطفالهم، يجدون أنفسهم بلا مأوى، فالعجز واضح بالنسبة للأهالي، والمسؤولين عن المخيم ينادون بأعلى صوتهم، لكن لا مجيب من المنظمات الإغاثية.

دون استثناء جميع العائلات التي تعيش مخيم لوف ومنها عائلة أبو خالد ولديه ثمانية أطفال، يعانون من أزمة حقيقة بحاجة النظر لها في الحال، فوصف الواقع المعيشي بكلمات أبو خالد حسب قوله " لا تعطي حق المأساة التي يعانون منها، ولا حق الأطفال الذين يواجهون البرد والجوع ويفتقرون لأبسط حقوقهم الطبيعية في الحياة".

"كوفيد19 وتجمعات خزانات المياه!"

أما عن أحوال كوفيد19 ودور المدنيين من تفادي الإصابة به داخل المخيم، فلا حديث يُقال ولا كلام يُعَبِر، فهل يمكن للأطفال التي لا تجد طعاماً يكفيها أن تفهم معنى الحجر الصحي أو التباعد الاجتماعي، فأكثرهم لا يدرك معنى للمنزل غير هذه الخيمة التي تفتحَت فيها وفي المخيمات طفولتهم، وطنًا وأسلوب حياة كامل.

فهل من معنى حقيقي لـ "التباعد الاجتماعي" عندما يرتصف أهالي المخيم أمام خزانات المياه التي يتم ملؤها كل فترة ليستفيد منها أهالي المخيم، أو عندما يتجمعون حول سيارة توزع مساعدات عليهم كل حين يطول أو يقصر حسب حظوظ قاطنيه.

يذكر أنه ينتشر اليوم في المخيمات شمالي إدلب أكثر من 1.7 مليون مهجر، يعيشون ظروفًا استثنائية تجعل الحياة بالنسبة لهم أكثر صعوبة وأكثر ألم، فالكارثة تلو الأخرى، من عواصف وأمطار وكورونا إلى النقص الغذائي والدوائي وقصف النظام وعملياته العسكرية المستمرة.




كلمات مفتاحية

معرض الصور