المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أصحاب القباعات البيضاء.. أبطال لا يعرفون الهزيمة

 
   
11:12

http://anapress.net/a/971008228504735
437
مشاهدة


أصحاب القباعات البيضاء.. أبطال لا يعرفون الهزيمة

حجم الخط:

"أصحاب القبعات البيضاء" اسم أُطلق على عناصر الدفاع المدني أصحاب المهنة الأكثر إنسانيّة في خضم الأحداث التي تمرُّ بها سوريا بعد ستة أعوام من الحرب التي أنهكت كاهل البشر والحجر فيها.

عشرات الغارات الجوية التي تشنها المقاتلات الحربية التابعة لنظام والأسد وحلفائه ضدّ المدنيين في عموم سوريا، جعلت من أجسادهم أشلاء تناثرت بين ركام منازلهم التي توكل أصحاب القبعات البيضاء بجمعها وإخراجها من تحت الركام، بعمل مجهد وصعب لم يستطع الجميع التأقلم معه، ولكن إنسانية هؤلاء بالدرجة الأولى جعلت من حياتهم عملية استنفار دائمةً في الليل والنهار والجاهزية حين أي نداء استغاثة من قبل ضحايا الحرب المدمرة التي لا نهاية لها تلوح في أفق طُمس بالسواد.

لم يكن نظام الأسد ليغفل عن المهمة الكبرى التي يقوم بها هؤلاء الجنود المجهولون الذي يستحقون هذا اللقب بجدارة، فكانت مكافأتهم هي تدمير مراكزهم على رؤوسهم وتقتيلهم في أي مكان يحلّون فيه، ليحصل على وسام عدو الإنسانية بجدارة متناهية ويفوز بجائزة نوبل للإجرام التي لم ينجح رجال الدفاع المدني بالحصول عليها للسلام.

مئات من مراكز الدفاع المدني التي استهدفها الطيران الحربي منذ بداية الأحداث في سوريا وعشرات الضحايا الذين قضوا من عناصره وهم يقومون بإجلاء ضحايا مدنيين دمّرت طائراته منازلهم، عبر غارات متلاحقة ومقصودة باتت تستهدف النقطة ذاتها التي تعرضت للقصف في وقت سابق للنيل من أصحاب القبعات البيضاء والقضاء على جهودهم وإيقاف عملهم وإعطاء المجازر التي يرتكبها طابعاً مميزاً من خلال ترك ضحاياه دفناء تحت الركام لكن جهوده بالطبع باءت بالفشل، لأن عزيمة من قدّم حياته لهذا العمل الإنساني لن تثنه ضربات النظام واستهدافاته لهم، بل على العكس كانت مشجعاً لهم على التحدي والاستمرار.

أكثر من عشرين مركز دفاع مدني تعرضت للقصف والخروج عن الخدمة في عموم سوريا خلال الأشهر القليلة الفائتة توزعت على الشكل التالي:

خلال شهر حزيران الماضي، 7 مراكز للدفاع المدني تعرضت للقصف الجوي، راح ضحيتها ستة عناصر وتدمير 5 سيارات توزعت كالتالي حسب إحصائيات قدمها مركز التوثيق التابع للمركز الصحفي السوري:

1- مركز الدفاع المدني في كفر حلب في ريف حلب, استهدفه الطيران الروسي بإحدى غاراته ما تسبب بأضرار مادية كبيرة في بنائه وإصابة 2 من عناصره بتاريخ 8\6\2016.

2- مركز الدفاع المدني في كفر حلب, استهدفه الطيران السوري للمرة الثانية بعد أن استهدفه الطيران الروسي مخلفا ورائه دمار كبيرا في المبنى وخروجه عن الخدمة بتاريخ 10\6\2016.

3- سيارة إطفاء تابعة لمركز الدفاع المدني في حريتان واصابتها بأضرار مادية كبيرة إثر غارة من الطيران الروسي بتاريخ 12\6\2016.

4- سيارة تابعة للدفاع المدني في مدينة ادلب استهدفها طيران النظام  أثناء اسعاف الجرحى بعد غارة من الطيران استهدفت مديرية التربية  ما تسبب  بإصابتها بأضرار متوسطة بتاريخ 13\6\2016.

5- مركز الدفاع المدني في كفر تخاريم  بريف ادلب, استهدفه الطيران السوري بإحدى غاراته ما تسبب بدمار جزئي في بنائه و اصابة  بعض آلياته بأضرار متوسطة بتاريخ 15\6\2016.

6- مركز الدفاع المدني في حي سيف الدولة بحلب, استهدفته قوات النظام بصاروخ فيل أسفر عن دمار كبير في بنائه بتاريخ 18\6\2016.

7- مركز الدفاع المدني في بلدة حزرما بريف دمشق, استهدفه  طيران النظام ما تسبب بأضرار مادية  كبيرة في بنائه واستشهاد 3 عناصر من المركز بتاريخ 24 \6\2016.

8- مركز الدفاع المدني في مرج السلطان بريف دمشق, استهدف طيران النظام النقطة 116 التابعة لمركز الدفاع المدني في المرج واصابته بأضرار كبيرة في بنائه وألياته بتاريخ  24\6\2016.

9- مركز الدفاع المدني في كفر حلب بريف حلب , استهدفه الطيران الروسي للمرة الثانية ما تسبب بأضرار كبيرة في البناء وألياته وخروجه عن الخدمة بالكامل بتاريخ 27\6\2016.

10- إصابة سيارة اسعاف تابعة  لمركز الدفاع المدني في معارة الأر تيق بريف حلب الغربي, ما تسبب بإصابتها بأضرار كبيرة وخروجها عن الخدمة بتاريخ 27\6\2016.

11- إصابة عنصرين للدفاع المدني وإصابة سيارتهم بأضرار متوسطة أثناء اسعاف الجرحى جراء غارة من الطيران الحربي السوري بتاريخ 27\6\2016.

12- إصابة تركس تابع لمركز الدفاع المدني في مدينة حريتان بريف حلب, واصابته بأضرار مادية كبيرة إثر غارة من الطيران الروسي بتاريخ 29\6\2016.

 مئات من مراكز الدفاع المدني استهدفها الطيران الحربي منذ بداية الأزمة

أما خلال شهر تموز /يوليو الماضي فقد استهدف الطيران الحربي والمروحي سبعة مراكز للدفاع المدني توزعت على الشكل التالي:

1- مركز الدفاع المدني في حي مساكن هنانو بحلب, استهدفته قوات النظام بصاروخ أرض أرض ما تسبب بإصابته بأضرار مادية متوسطة وخروجه عن الخدمة, بتاريخ 3 يوليو.

2- مركز الدفاع المدني في مدينة حريتان بريف حلب, استهدفه الطيران الروسي بعدة غارات جوية ما تسبب بأضرار مادية متوسطة  في المركز وخروجه عن الخدمة, بالإضافة إلى اصابة عنصرين من المركز وخروج عدة أليات عن العمل, بتاريخ 3 يوليو.

3-  مركز الدفاع المدني في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي, استهدفه طيران النظام الحربي بغارتين جويتين, ما أسفر عن اصابته بأضرار مادية متوسطة, بتاريخ 16 يوليو.

4- مركز الدفاع المدني في مدينة اعزاز بريف حلب, استهدفه الطيران الروسي بغارتين جويتين, ما تسبب بإصابته بأضرار متوسطة وخروجه عن الخدمة,  بتاريخ  16 يوليو.

5- مركز الدفاع المدني في المرج في الغوطة الشرقية, استهدفه طيران النظام الحربي بعدة صواريخ أسفرت عن دمار هائل في بنائه بالإضافة لتدمير عدة أليات للإسعاف تدميرا كاملا, بتاريخ 18 يوليو.

6- مركز الدفاع المدني في حي باب النيرب بحلب, استهدفه طيران النظام المروحي ببرميل متفجر ما تسبب بدمار جزئي في المركز, بتاريخ 21 يوليو.

7- مركز الدفاع المدني في مدينة كفر تخاريم بريف ادلب الشمالي, استهدفه طيران النظام الحربي بغارة جوية, ما تسبب بأضرار مادية متوسطة وخروجه عن الخدمة, بتاريخ 29 يوليو.

أما في شهر أيلول/سبتنمر الفائت فقد أحصى المكتب استهداف ثمانية مراكز للدفاع المدني تعرضت للقصف الجوي وأسفرت عن خروج أربعة منها عن الخدمة بشكل كامل، إضافة إلى مقتل ستة عناصر للدفاع، ومقتل 12 آخرين من عناصر الهلال الأحمر السوري عقب استهداف قافلةً لهم كانت متوجهة إلى ريف حلب، توزعت المراكز خلالها كالتالي:

- مركز الدفاع المدني في  مدينة خان شيخون في محافظة إدلب, استهدفه الطيران الروسي بغاراته الجوية, ما أسفر عن إصابته بأضرار مادية كبيرة وتحطم سيارات الإسعاف, بتاريخ 4 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني في مدينة سراقب في محافظة إدلب, استهدفه الطيران الروسي بغاراته الجوية, ما أسفر عن إصابة 3 عناصر من المركز ودمار جزئي ببناء المركز بالإضافة لأضرار في سيارات الاسعاف والإطفاء  والمعدات. بتاريخ 11 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة  بريف ادلب الجنوبي استهدفه طيران النظام  الحربي بغارة جوية ما أسفر عن إصابته بأضرار كبيرة وخروجه عن الخدمة بشكل كامل بالإضافة لتدمير بعض الآليات التابعة للمركز,  بتاريخ 15 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني في حي الصاخور بحلب, استهدفه الطيران الروسي بغاراته الجوية, ما أسفر عن اصابته بأضرار مادية متوسطة, بتاريخ 22 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني في حي الأنصاري بحلب, استهدفه الطيران الروسي بإحدى غاراته الجوية ما أسفر عن استشهاد 8 مدنيين واصابة المركز بأضرار مادية متوسطة وخروجه عن الخدمة, بتاريخ 23 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني في حي مساكن هنانو بمدينة حلب، استهدفه الطيران الروسي بالصواريخ  الفراغية ما أسفر عن إصابة بناء المركز ومعداته بأضرار مادية كبيرة، وخروجه عن الخدمة,  بتاريخ 23 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني "إنقاذ هنانو" المتواجد في حي الصاخور بحلب, استهدفه طيران النظام المروحي, ما أسفر عن اصابته بأضرار مادية كبيرة, وخروجه عن الخدمة, بتاريخ 25 سبتمبر "أيلول".

- مركز الدفاع المدني في دارة عزة بريف حلب الغربي, استهدفه طيران النظام الحربي بالقنابل العنقودية, ما أسفر عن اعطاب بعض آليات المركز, بتاريخ 25 سبتمبر "أيلول".

جائزة نوبل

دعوات متتالية تم توجيهها من أجل تتويج رجال الدفاع المدني في سوريا ومنحهم جائزة نوبل للسلام للعام الجاري، بسبب الجهود الكبيرة التي يبذلونها في الأعمال الإنسانية اليومية التي لم تقدمها أي جهة في العالم حتى اللحظة، لا سيما مدينة حلب التي قدّمت صورة جلية لعمل هؤلاء الأبطال الذي يرمون بأنفسهم تحت حميم الطائرات لإنقاذ من يمكن انقاذهم من ضحايا الحرب المدمرة، وتم بث مئات التسجيلات المصورة التي تظهر الظروف التي يعمل بها هؤلاء، لا سيما الصور التي تظهر رجال الدفاع المدني وهم يهرعون إلى الأماكن الأخطر في العالم أثناء سقوط القنابل المدمرة على المباني السكنية وقيامهم بإزالة الركام بأيديهم بحثاً عن ناجين.

رئيس النظام السوري الذي خرج على الإعلام ساخراً من ترشيح رجال الدفاع المدني لنيل جائزة نوبل للسلام، مستهزئاً بالأعمال التي يقومون بها، متناسياً أن هؤلاء الضحايا الذين ينقذهم هؤلاء ويعرضون حياتهم للخطر لأجلهم هي نتاج جرائمه التي باتت أكثر من أن تحصيها كتب التاريخ أو تحفظها ذواكر الروائيين والقصاصيين، تصريحات قوبل بالاستنكار من قبل عشرات الناشطين والمنظمات الإنسانية المعنية.

ظهرت "كارين كولمان" فايف رئيسة لجنة نوبل للسلام في أوسلو يوم الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول للإعلان عن الفائز في جائزة نوبل للسلام لهذا العام ورجال الدفاع المدني أعينهم شاخصة يترقبون النتيجة والحصول على أدنى حقّ لهم يقدر لهم جهودهم المبذولة التي خفيت عنها أعين العالم لكن الآمال خابت بمنح الجائزة للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس (تقديرا لبذله الجهود من أجل إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يربو عن 50 عاما مع حركة "الفارك" المتمردة)، رغم أن النزاع المسلح في كولومبيا قد حصد أرواح نحو 220 ألف شخص، بالإضافة إلى تشريد قرابة 6 ملايين آخرين، حسب ما أوردت الصحف العالمية.

جهود حثيثة بذلها هؤلاء ولا زالوا في سبيل الحفاظ على أرواح القليل ممن يمكن انقاذهم من جرائم أعداء الإنسانية، لكن حقوقهم لازالت غير مقدّرة من أي جهة كانت، وأعمالهم لا تحظى بالتقدير الذي يجب ألا يقابله تقدير لأي جهة كانت في العالم.