http://anapress.net/a/894399380757554
"تخيل للحظة واحدة أنك منذ أربعة أيام وبرفقتك نساء وأطفال يتجاوز عددهم الــ٦٠٠ شخص، والهلال الأحمر السوري لم يقدم خدماته الكاملة لهم سوى بعض الوجبات التي تحتوي على الحليب ومستلزمات الاطفال لـ 48 حافلة فقط".
"منذ صباح يومي الأحد والاثنين خرجت القافلات من جنوب دمشق وبداخلها حالات إنسانية يندى لها الجبين، ينامون في العراء وأرض الحافلات وعلى المقاعد،".. بهذه العبارات وصف الناشط أيهم العمر حالهم في رحلة التهجير من داخل قوافل التهجير.
مسؤول التنسيق في الحافلات، ذكروا لـ "أنا برس" أنه تم الانطلاق في اليوم السابع من الشهر الجاري، وتم الوصول بعد 17 ساعة إلى الحدود القريبة من الشمال السوري المحرر، بينما لم يتمكنون من الدخول إلى المكان الهدف حتى تاريخ اليوم الحادي عشر من آيار (مايو) الجاري صباحًا.
من داخل قوافل الموت
أيهم العمر في تصريحاته لـ "أنا برس"، قال إنه ضمن الحافلة حالات مرضية سيئة، منهم من تعرض لفقدان وعي، وتوجد حالات ولادة مستعجلة تتجاوز العشر حالات، ولا يوجد مكان للراحة سوى الحافلة التي تركب بها، موضحًا أن قوات النظام تحيط بالحافلات من كل الجهات وتمنعهم من أي تحرك خارج القافلة، بينما يصعب على المهجرين في الحافلات قضاء حوائجهم في العراء، فلا أماكن مجهزة لذلك ولا أية مقومات إنسانية تساعد المدنيين داخل القافلة على الصبر.
رفض أهالي ريف حمص الشمالي إرسال المزيد من القوافل نحو الشمال السوري في الوقت الذي لا يجد فيه المهجرون مأوى لهم ويعانون من صعوبات فائقة في الحصول على الموافقة واذن الدخول إلى المناطق المحررة في الشمال السوري.
رصد مراسل "أنا برس" حالات إنسانية صعبة جداً للمهجرين الواصلين حديثا والقاطنين ضمن المخيمات في ظل المنخفض الجوي الذي سبب حالات مرضية وحالات وفاة واقتلع الخيم وأغرقها بمياه الأمطار.