هذا ما ارتكبه التحالف الدولي بدير الزور.. ولا معارك حقيقيّة على الأرض

قال ناشطون من ريف دير الزور الشرقي إنّ 40 مدنيّاً قتل بقصف لطيران التحالف اليوم السبت، على قرية "البقعان جزيرة" بالقرب من مدينة هجين الواقعة شرق الفرات في ريف دير الزور الشرقي.

وأكّد مصدر ميداني خاص لـ "أنا برس"، رفض ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، إن طائرات التحالف الدولي قصفت مناطق عدّة في مدينة هجين وقرى السوسة والباغوز في إطار ما أطلقت عليه قوّات سوريا الديمقراطيّة "المرحلة الأخيرة من معركة عاصفة الجزيرة" ضدّ تنظيم الدولة، في ريف محافظة دير الزور الشرقي، ولم تكن هذا المجزرة هي الأولى من نوعها.

وأوضح المصدر أنّ "المناطق التي يتمّ قصفها لا توجد بها أيّة مراكز هامّة لتنظيم الدولة، فأغلب المقرّات هي مراكز شرطة ومراكز دعويّة فالقادة المهمّين ومقاتلي النخبة لهم مقار خارج المدن، وإنّ أغلب القصف يطال المدنيين أو من أبقاهم التنظيم في تلك المناطق للتضحية بهم أساسا".

وكشف عن أنّ تعداد التنظيم، أو ما تبقّى منهم، لا يتجاوز الألفي مقاتل نصفهم يعانون من إصابات في المعارك أو يعملون في الأمور الإداريّة وحراسة المؤسّسات الخدميّة الخاصّة بالتنظيم.

ولفت المصدر الموثوق به، إلى أنّ "قوّات سوريا الديمقراطيّة لا يبدو أنّها تسعى جديّا للقضاء على التنظيم في الوقت الحالي، فمن يتم استخدامهم في المعارك هم من أبناء المناطق الذين انضمّوا إليها حديثاً أو أجبروا على القتال ضمن حملة التجنيد الإجباري، أو ممّن تم إغراؤهم بالمال"، مضيفاّ أنّ "قسد لم تزج بمقاتليها الأكراد حتّى اليوم في تلك المعارك، باستثناء بعض الاستشاريين العسكريين الذين يتواصلون مع قادة المجالس العسكريّة فقط".  (اقرأ/ي أيضًا: مفاوضات بين قسد وتنظيم الدولة شرق دير الزور).

أوامر

من جهته، قال مصدر مقرّب من مجلس دير الزور العسكري التابع لقوّات سوريا الديمقراطيّة إنّ "المجلس لا يمكنه شنّ معارك ضدّ التنظيم دون أوامر تصدر له من قيادة القوّات، وحتّى الآن كل ما يقومون به هو تأمين المناطق التي تحت سيطرتهم وشن معارك متقطّعة لا يمكن من خلالها السيطرة على مساحات واسعة" على حد وصفه.

وأضاف أنّه "لا تجري حالياً معارك فعليّة على الأرض؛ فالقصف الجوي هو سيّد الموقف حاليّاً ولا يمكن الاشتباك المباشر مع التنظيم قبل أن ينهي التحالف عمليّاته الجويّة، والهدف الواضح حاليَا هو إنهاك التنظيم وإجباره على الخروج خارج مراكز القرة والمدن لتبدأ بعدها عمليّات التمشيط من الأرض".

ولفت إلى أنّ "قوام مجلس دير الزور العسكري في غالبيّته من أبناء المنطقة، إلّا أنّه لا يستطيع شنّ المعارك ضدّ التنظيم بقرار فردي منه، فالقرارات بهذا الخصوص من اختصاص قيادة قوّات سوريا الديمقراطيّة".