المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تلك هي دير الزور.. وهكذا يعيش أهلها

 
   
10:00

http://anapress.net/a/752709731118060
851
مشاهدة


تلك هي دير الزور.. وهكذا يعيش أهلها

حجم الخط:

يراقب أبناء دير الزور من نوافذ منازلهم ازدحام السماء بقذائف تنظيم الدولة وطائرات نظام الأسد وحلفائه الروس بسبب الصراع على السيطرة خلال اليومين الماضيين، قد يشعر القارئ أنّ هذا مشهد من أحد الأفلام الخياليّة التي تعرض على شاشات القنوات الفضائيّة، إلا أنّ مايجري هناك فاق الخيال بكثير، ففي دير الزور لاكهرباء ولا شاشات ولا أفلام ولا مسلسلات فالخيال والرعب والحرب والموت تعيشه دير الزور واقعاً، حيث لامونتاج ولا إضاءة ولا إخراج ولا حتّى موسيقى تصويريّة سوى نواح الثكالى وصرخات الأطفال، فالمشهد في دير الزور مجرّد من كلّ شيء إلّا الموت.

"لم نعد تشعر بالجوع، فنحن ننتظر الموت، مصيرنا المحتوم" بهذه الكلمات لخّصت "أحلام" مأساة نحو 180 ألف نسمة يعيشون في مناطق سيطرة النظام بدير الزور والتي شحد حصاراً خانقاً منذ أكثر من عامين، مضيفة "كلّ منّا خسر أكثر من نصف وزنه جوعاً ورعباً: مضيفة "يكذب من يقول أنّ عناصر النظام يقتلون بقذائف داعش، فالقذائف لاتنهال إلّا على مناطق المدنيين".

 

 آخر عملية إسقاط للمساعدات كانت يوم الأحد.. برنامج الأغذية نفذ 177 عملية لما يصل إلى 110 آلاف شخص
 بيتينا لوشر

قد تكون هذه الشهادة ردّاً على ما صرّحت به مؤخّراً المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة "بيتينا لوشر" إن آخر عملية إسقاط للمساعدات هناك كانت يوم الأحد مضيفة أن "البرنامج نفذ 177 عملية إنزال جوي لما يصل إلى 110 آلاف شخص في المدينة منذ بدء العملية في أبريل نيسان".

فأحلام تؤكّد "إنّ المستفيد من عمليّات إسقاط الأغذية لايتجاوز عشرات العوائل من المدنيين تمّ تصويرهم أمام كميرات التلفزة الموالية لنظام الأسد، وما تبقّى تمّ توزيع قسم منه على ميليشيا الدفاع الوطني وأسرهم وأسر ضبّاط وعناصر جيش الأسد، أمّا القسم الآخر فتمّ بيعه لتجّار الازمة في شارع الوادي حيث تباع البضائع بأسعار خياليّة، دون أيّ رقيب أو حسيب".

فيما ذهب "محمّد " وهو موظّف في مديريّة الزراعة بدير الزور إلى ابعد من ذلك، فوصف المناطق المحاصرة بالجحيم، المشافي أغلقت أبوابها أمام المدنيين، الأمراض السارية كالتهاب الكبد وغيرها انتشرت في المدينة، ومستوصف الهلال الأحمر لايغطّي جميع الحالات، الأدوية وعدومة، وما يتوافر منها في البقاليات ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، "ماذا يعني أن يصبح ثمن حبّة المسكّن الواحدة 300 ليرة سوريّة، إنّها القيامة" يقول محمدّ.

في الجانب الآخر حيث يسيطر تنظيم الدولة يقول "أبو عبد الهادي" وإن كانت الأسعار قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد تدمير طائرات التحالف لدولي جميع الجسور بدير الزور فضلاً عن الشحّ في المواد الغذائيّة والطبيّة والدوائيّة، إلا أنّ الوضع أفضل بكثير من ناحية توفّر الطعام أفضل بكثير من الوضع في المناطق المحاصرة، إلا أنّ القصف اليومي الذي تشهده الأحياء المدنيّة في مناطق سيطرة التنظيم أصبح بفوق كلّ وصف.

موضوع ذا صلة

ويؤكّد "أبو عبد الهادي" أنّ مقرّات التنظيم لم تشهد أي قصف، وأنّ من يقتل من عناصر التنظيم على إثر غارات الطائرات لا يشكّل 1 بالمئة من المدنيين الذين يقتلون في تلك الغارات، "أصبح الموت قصفاً حالة اعتياديّة في دير الزور".

يختلف مستوى المعيشة وتوفّر الطعام بين مناطق السيطرة في دير الزور، لكن لاتختلف مطلقاً صرخات الأطفال والنساء والرجال بين الموت جوعا والموت بحدّ السيف في كلتا المنطقتين، ولا تختلف صرخات المدنيين تحت قذائف المدافع وصواريخ الطائرات في كلتا المنطقتين أيضاً، "تلك هي دير الزور وهكذا يعيش أهلها" يقول مراقبون.