المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

مشاهد من "أوضاع غير إنسانية" في مخيم فيال

 
   
16:34

http://anapress.net/a/690817750838713
781
مشاهدة



حجم الخط:

شتاء قارص وخيام باردة قد تنهار تحت وطأة الثلوج، أرضية تتجمد ليلا وتتحول إلى وحل في النهار، الهروب من الموت إلى الموت.. هذا ما يحدث للاجئين سوريين وغيرهم في مخيمات الجزر اليونانية، بموازاة حالة من البؤس والإحباط التي تُحيطهم هناك.

يقول أحد اللاجئين في جزيرة خيوس اليونانية، ويدعى أبو محمود، وهو من سكان دير الزور سابقاً ومقيم في مخيم "فيال" للاجئين السوريين، بنبرة صوت مستاءة من الوضع المأساوي هناك، إنهم يواجهون صعوبات من نقص الأغذية وسوء جودة الأطعمة، ذلك أنهم تقدم إليهم الأطعمة غير الصالحة والمنتهية مدة صلاحيتها.

ويشير خلال حديثه مع " أنا برس" إلى أن "الخبز في معظم الأحيان لا يؤكل". ويردف: "الخبز معفن والأكل مدود"، على حد تعبيره. ويضيف على ذلك أنهم يسكنون في خيم صغيرة "غير صالحة للسكن"، وفي الطرقات تتكاثر الجرذان والفئران التي تسبب أمراض خطيرة.

وحول الخدمات الصحية يفيد أبو محمود بأن "المراكز الصحية هناك سيئة، وذلك بسبب كثافة اللاجئين، ما يؤدي إلى حالات وفاة بسبب تأخر إعطائهم العلاج والتأخير في اسعافهم وتحويلهم إلى المشافي"، على حد قوله. فيما حاولت "أنا برس" التواصل مع أي من القائمين على المخيمات هناك أو أي من المسؤولين دون ورود رد حتى لحظة نشر التقرير. (اقرأ/ي أيضًا: بابادوبولوس.."الملاك الحارس للاجئين" والمنقذ لآلاف الأرواح في بحر إيجة).

اضطرابات نفسية.. وتحرش جنسي

وبدورها، تقول اللاجئة "هند" التي تبلغ من العمر 18 عاما، وهي من سكان حلب ومقيمة في مخيم "فيال" إنها هاجرت إلى الجزيرة دون اصطحاب ذويها، وأنها مرٌت بتجارب سيئة ومواقف صعبة مثلـ" تحرشات واعتداءات جنسية"  انطبعت بذاكرتها، ما أدى بها إلى أن تصاب باضطرابات نفسية حادة، وقد حاولت الانتحار لتنجو من تلك المأساة وكوابيس المخيم، على حد تعبيرها في حديثها مع  "أنا برس".

ونشير هند إلى أنها طالبت المسؤولين في المخيم لعدة مرات بإعادتها إلى سوريا ولكنهم سخروا منها في البداية، فقامت بتهديدهم بالانتحار، حينها جاؤوا بها إلى مركز براكسيس (Praksis) لمعالجتها نفسيا واستكمال حياتها بشكل طبيعي.

ومن جهتها تحدثت أم ديار، وهي لاجئة سورية من أهالي مدينة عفرين، ومقيمة في المخيم ذاته، وهي أم لأربعة أولاد، عن معاناتها وأولادها مع شدة البرودة في المخيم. ومن مشاهد المعاناة أيضاً أنها مضطرة إلى أن تذهب إلى مكان يبعد عن سكنها لتقوم بغسيل ثياب أطفالها يدوياً.

وتفيد أم ديار بأنها تضطر لجمع الحطب من الغابة المجاورة للمخيم وذلك لتدفئة أطفالها الصغار، موضحة أن المعاناة الكبيرة تبدأ عندما تهطل الأمطار الغزيرة والثلوج ما يؤدي إلى تسريب المطر إلى داخل الخيمة أو انهيارها في بعض الأحيان.

إحصاءات وأرقام

ويعاني الكثير في الجزر اليونانية من نقص الاحتياجات اليومية والصحية والخدمية، وهناك الكثير من الأطفال لا يلتحقون إلى المدارس حيث أن مستقبل هؤلاء الأطفال مجهول، وبحسب "منظمة أطباء بلا حدود " التي وصفت الوضع في المخيم في تقرير سابق لها، فإن "الطريقة التي يُترك بها الناس يعيشون بها هنا غير مسؤولة وغير إنسانية على الإطلاق.

وحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فقد وصل أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى اليونان في العام 2015 وأوائل عام 2016. وما زال الوضع في الجزر يشكل مصدر قلق للمنظمات الإنسانية، علماً أن المفوضية موجودة في 11 موقعاً في اليونان (6 مواقع في الجزر و5 في البر الرئيسي).

وفي مايو 2018، بلغ عدد اللاجئين والمهاجرين في اليونان أكثر من 60 ألف من بينهم حوالي 14 ألف شخص في الجزر، وبدأت المفوضية بالتركيز مجدداً على الحماية التي كانت مهمةً قبل الأزمة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة. 




معرض الصور