مضر الأسعد يوضح لـ "أنا برس" حقيقة تشكيل روسيا قوة عسكرية من أبناء عشائر الحسكة

تشهد منطقة الجزيرة شرق سوريا، سباق بين القوات الأمريكية من جانب والقوات الروسية من جانب آخر، كل منهما يحاول التغلب على الثاني والإسراع إلى تشكيل قوة عربية جديدة تدير المنطقة الشرقية.

أجرى ضباط من الجيش الروسي، أمس الأول الخميس، اجتماعًا مع شيوخ عشائر طي وحرب والبني سبعة والبوعاصي والراشد والغنامة بقرية جرمز بريف مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا بأوامر وصلت من روسيا.. لتشكيل قوة عسكرية من أبناء العشائر 

وقال المرصد السوري لحقوق الأنسان أن الجيش الروسي بدأ بتشكيل هيكلية عسكرية جديدة موالية له في المناطق الخاضعة لنفوذه، لافتاً إلى أن قوام القوة الجديدة  سيكون من أبناء العشائر العربية في مناطق تل تمر، قامشلو، وسري كانييه، وقالت أنها استطاعت استقطاب المئات منهم.

وأشار المرصد إلى أن تشكيل الروس للقوة الجديدة يأتي بعد رفض قوات سوريا الديمقراطية أن تكون قوات رديفة لها في المنطقة، وأكد المرصد أن  تشكيل هذه القوة يأتي ضمن إطار تحجيم دور سوريا الديمقراطية.. ولقطع الطريق أمام واشنطن.

عضو مجلس القبائل والعشائر السورية، مضر حماد الأسعد قال خلال حديثه لـ "أنا برس" إنه منذ أشهر عديدة والروس يحاولون أن يشكلوا كتائب عسكرية أو فرق عسكرية تابعة لهم في الجزيرة والفرات ، وعقدوا أكثر من إجتماع في 5 و الـ 6 أشهر الماضية في كل من تل تمر وفي دير الزور وفي الرقة ولكنها كلها فشلت فشلا ذريع جدا ، لأن هناك رفض من الأهالي للدخول في هذا الجيش وخاصة هم يعرفون على أن هذا الجيش هو بالأساس تابع للنظام السوري ولو أنه مغلف في الغلاف الروسي .

وأوضح الأسعد بعد تصاعد الأمور في محافظة الحسكة والرقة ودير الزور، أصبح لدى الجانب الروسي هاجس كبير جدا، بإنه إذا لم يكن لديهم فرقة عسكرية في المنطقة الشرقية وخاصة في محافظة الحسكة، سيخرجون من "المولد" بلا حمص" ولن يكون لهم أي دور فيها وخاصة بعد أن تم تحرير مدينة رأس العين وسلوك و تل حلف وتل أبيض من جانب الجيش السوري الحر والجيش التركي .

وكشف الأسعد أنه منذ 20 يوم تقريبا عقد إجتماع في منطقة جبل عبد العزيز أو تل تمر في القاعدة العسكرية الروسية بين الروس و وجهاء المنطقة من أجل تشكيل جيش في منطقة تل تمر وما حولها وعلى هذا الأساس بأن الجيش تابع للقيادة الروسية بشكل كامل..  ولكن كان هنالك رفض من قبل الأهالي رفضا قاطعا، وهناك بعض الذين وافقوا ولكن حتى الآن لم يلتحق معهم أحد.

وحول التسابق الروسي الأمريكي في منطقة الجزيرة وأسبابه، أوضح الأسعد أنه بعد الإجتماع الشهير الذي عقد في مدينة الشدادي بتاريخ 6/4/2020 هذا الشهر في مقر قيادة القوات الأميركية في مدينة الشدادي وعلى أثره سيتم تشكيل جيش عربي في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة والإعتماد هو على أبناء العشائر الكبيرة في المنطقة من الجبور، البكارة ، العكيدات، البوشعبان، الطي، هذا الجيش سيكون البديل عن ميليشيا قسد ال pyd وهو من سيدير المنطقة بعد تفكيك ميليشيا الـ pyd.

لذلك سارعت روسيا إلى الإلتقاء مع عشائر منطقة القامشلي وهي عشيرة الطي، الحرب، البوعاصي، الشرابيين، المعامرة، وبقية العشائر الموجودة في المنطقة من أجل الإسراع وقطع الطريق عن أميركا لتشكيل هذا الجيش في المنطقة أي منطقة شمال الحسكة.

أقرأيضا: تسابق روسي أمريكي في توسيع النفوذ بالحسكة

وأضاف الأسعد عندما نأتي ونقيس الأمور السياسية في المنطقة إن كانت في القامشلي أو عامودا، تل حميس، المالكية، اليعربية، هناك أربع إتجاهات للأهالي، هناك إتجاه يعمل مع قسد بشكل كامل، وهناك إتجاه مازال يؤمن بوجود نظام الأسد، وهناك قسم مع الثورة ويرفض النظام ويرفض ميليشيا قسد، وهناك إتجاه رابع هو إتجاه صامت ينتظر أين ستكون النتيجة النهائية سيكون معه .

وختم الأسعد حديثه لـ "أنا برس" بقوله أن كل هذه الصراعات بين الأمريكان والروس تأتي لتثبيت كل منهما وجوده بشكل كبير لذلك يسعون إلى تشكيل قوى عربية جديدة في المنطقة لحماية نفوذهما وخلق دور جديد لهم في الساحة السورية ولا سيما في منطقة الجزيرة وشرق الفرات.