المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إصابتهم لم تمنعهم من تحدي ظروف الحياة

 
   
11:20

http://anapress.net/a/659966366597468
164
مشاهدة


إصابتهم لم تمنعهم من تحدي ظروف الحياة

حجم الخط:

لأنه يمتلك إرادة الحياة تمكن من تجاوز إصابته الدائمة التي خلفتها إحدى الغارات الجوية للطيران الحربي التابع لقوات الأسد، أثناء قيامه بعمله في مدينة تلبيسة لتفقده في لحظة مشؤومة يده اليمنى التي يعتمد عليها بالعمل لإطعام أسرته و إعالتها و إغنائها عن ذل السؤال.

كمال الخطيب (أحد أبناء ريف حمص الشمالي، ذو الثلاثين عاماً) استمر بمصارعة الحياة ومتاعبها على الرغم من فقده ليده، مستغنياً عنها بأخيه الذي لا يكاد يفارقه في ذلك الدكان الصغير والذي ذاع سيطه منذ سنوات بعد احترافهم لمهنة "السنكرة" وتصليح المستلزمات المنزلية مهما أكل عليها الدهر.

استمر بمصارعة الحياة ومتاعبها على الرغم من فقده ليده، مستغنياً عنها بأخيه الذي لا يكاد يفارقه في ذلك الدكان الصغير والذي ذاع سيطه

وحول طريقة تنقله إلى العمل تحدث كمال لـ "أنا برس": تمكنت من إعادة تصميم القبضة المخصصة في الدراجة النارية للبنزين وقمت بتعديل مهامها، من أجل أن أتمكن من قيادة الدراجة النارية بيد واحدة للذهاب إلى العمل وقضاء حوائجي اليومية.

وعن دور المنظمات الإنسانية والإغاثية تحدث كمال اضطررت للإعتماد على ذاتي من أجل تأمين متطلبات اسرتي المكونة من 4 أشخاص، بعد أن أدركت تماماً أن الوقوف على أبواب الجمعيات الإغاثية والخيرية لا تكاد تسد رمق شخص من اسرتي، فاستعنت بأخي نضال الذي استلم العمل في دكان أبي ومنا سنداً لبعضنا البعض نتعاون على تسيير أمور الزبائن وقضاء احتياجاتهم.

"كمال" ليس الشخص الوحيد الذي تعرض لإصابة بالغة في جسده، فحاله كحال الناشط الإعلامي عبد الكريم خشفة الذي استهدفته إحدى قذائف الدبابات في العام 2012 أثناء مشاركته في إحدى المعارك، ما تسبب ببتر ساقه اليمنى، وعلى الرغم من ذلك لم تنته الحياة بالنسبة له، بل بدأ برسم خطوط جديدة لمستقبله للتماشي مع وضعه الصحي الحالي.

وفي حديثه لـ "أنا برس" قال "خشفة" أو كما يحب أن ينادى أبو سفيان: خرجنا في هذه الثورة لرفع الظلم عن شعب طالما حكمه الأسد بالحديد والنار، ولم نكن نتوقع أن نستقبل بالورود، عملية الاعتقال والتعذيب والدخان المسيل للدموع كان من المسلمات بالنسبة لنا قبل أن نهتف أول هتاف في الثورة، لنتأقلم بعدها شيء فشيء على التصعيد الذي شهدته البلاد.

ويستطرد قائلاً: فقدت ساقي.. أمر لا شك أنه صعب جداً لكني أحمد الله لأن حالي أفضل من حال الكثيرين، وبعد أن تلقيت العلاج لمدة ستة أشهر تقريباً وتم تركيب طرف اصطناعي عاودت العمل في مجال الثورة السورية حتى وإن كان عملي بعيداً عن ساحات القتال، فأشغل منصب مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مدينة تلبيسة، وكذلك الأمر تفرغت للعمل الإغاثي لأقدم المساعدة لمن يحتاجها بالقدر المستطاع، وعلى هذا الحال تسير الأمور في الفترة الراهنة ولا أعلم ما سيحصل لاحقاً. (الثورة مستمر.. إذا نحن مستمرون معها) بهذه الكلمات اختتم أبو سفيان حديثه وشرع يكمل مهامه اليومية.

صورتان من المجتمع المدني في ريف حمص الشمالي تعكس الحالة النفسية للمصابين جراء استهداف قوات الأسد للأحياء السكنية التي دُمرت.. لكنها لم تتمكن من تدمير حلم الشباب الذي هتف للحرية في بداية العام 2011 وما يزال متمسكاً بها حتى يومنا هذا.