http://anapress.net/a/659187791715667
في نهاية مايو (آيار) الماضي وعقب أسبوعين من توليه السلطة في بلاده، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع رئيس الهيئة العليا السورية المعارضة للمفاوضات رياض حجاب، أكد خلالها تواصل دعم بلاده للمعارضة السورية، ذلك قبل أن يخرج ماكرون بعد ذلك اللقاء بأقل من شهر ليطلق تصريحات جديدة تكشف عن وجهه القبيح، ليناقض ما ذهب إليه في لقائه مع حجاب، ويعلن عن كونه "لا يرى أي بديل شرعي في السلطة في سوريا غير بشار الأسد".
تغير الموقف الفرنسي على هذا الوجه، وبتلك السرعة، أثار لغطًا واسعًا في الأوساط السورية والإقليمية ولربما الدولية كذلك. وطالب نشطاء سوريون بضرورة قيام الهيئة العليا للمفاوضات باستيضاح تفسيرات تلك التصريحات واستنكارها بصورة مباشرة، لاسيما أن رئيس الهيئة العليا كان قد أكد عقب لقاء ماكرون أن "فرنسا مازالت تدعم الثورة السورية".
وقال ماكرون –في تصريحات صحافية مساء أمس- إنه "لا يرى أي بديل شرعي لرئيس النظام السوري بشار الأسد"، ولفت إلى أن بلاده "لم تعد تعتبر رحيله شرطا لحل الصراع في سوريا".
"الأسد عدو للشعب السوري، لكنه ليس عدوًا لفرنسا.. أولويتنا هي الالتزام بمحاربة الجماعات الإرهابية، وألا تكون سوريا دولة فاشلة"، هكذا حسم ماكرون الموقف الفرنسي بصورة مباشرة لا تقبل التأويل ولا التشكيك، مناقضً كذلك التوجه السابق لباريس.
ومن خلال تلك التصريحات تتقارب فرنسا من الموقف الروسي بصورة مباشرة. لاسيما أن ماكرون قد قال صراحة "نظرتي الجديدة للقضية هي أنني لم أقل إن رحيل بشار الأسد شرط مسبق لكل شيء لأني لم أر بديلا شرعيا". ويعتبر الرئيس الفرنسي الحرب ضد الجماعات الإرهابية أولوية، وفي المرتبة الثانية "الحفاظ على استقرار سوريا".
وكتب الإعلامي السوري غسان إبراهيم عبر صفحته على "فيس بوك": إن ماكرون يقلد أردوغان بتقاربه مع روسيا، ويستبق ذلك بتصريح يقول فيه إن رحيل بشار الأسد ليس شرطا مسبقا للحل في سوريا. متسائلًا "هل تذكرون تصريح يلدريم قبل لقاء اردوغان وبوتين؟". وذلك في إِشارة لتصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أظهر خلالها موقفًا مرنًا من الأسد، ووصفه بأنه أحد الفاعلين في النزاع السوري، ولا يمكن استثنائه من المرحلة الانتقالية".
وجهة النظر تلك تقول إن فرنسا ساعية للسير على النهج الروسي، من خلال التقارب بين باريس وموسكو في تلك الفترة التي تعاد فيها عملية تشكيل السياسات الفرنسية في عهد الرئيس الشاب الجديد.
ورأى المعارض السوري زكوان بعاج أنه من المطلوب الآن أن يتم إطلاق " حملة واسعة ضد أفكار ماكرون الخبيثة المؤيدة لبشار الأسد".
وكان ماكرون قد أكد عقب لقائه الدكتور رياض حجاب في نهاية مايو/ آيار الماضي، الزامه الشخصي تجاه الملف السوري ودعمه للمعارضة السورية في ضوء العمل من أجل الانتقال السياسي.
وتعليقًا على تصريحات ماكرون، قال الأمين العام لحزب التضامن السوري الدكتور عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": إن تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون حول عدم وجود بديل شرعي لبشار الأسد كانت صادمه بالمطلق ومفاجأة من العيار الثقيل لاسيما أن فرنسا كانت مواقفها متقدمة على باقي الدول في دعم الثورة السورية والمطالبة برحيل بشار الأسد.
وتابع: لكن هناك تساؤل كان المفترض على ماكرون أن يجيب عليه: كيف لنا أن نوجد بديلا لنظام بشار الأسد؟ وان كان لا يعلم أجيبه بأن البديل موجود، أي مواطن سوري من خلال انتخابات ديمقراطية وتطبيق الدستور والقوانين.
واستطرد الخطيب قائلًا: وقبل انتهاء ولاية الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند هل كان معروفا البديل لولا الانتخابات؛ لذلك لا أستبعد أن يعود ماكرون عن تصريحاته كما عودتنا السياسة الغربية.. أما بخصوص لقائه مع رياض حجاب فهذا للأسف لا يقدم شيء للثورة لاسيما أن حجاب بنفسه أشار إلى سوء أداء المعارضة وكانه ليس جزءًا رئيسيًا منها عمل جاهدًا على حجز مكانه بينها.