المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هل ترسم حلب خارطة سوريا الجديدة؟

 
   
09:58

http://anapress.net/a/550463523482581
910
مشاهدة


هل ترسم حلب خارطة سوريا الجديدة؟

حجم الخط:

تسعى قوات النظام السوري، بدعم روسي ايراني، للسيطرة على شرق مدينة حلب بالكامل، قبيل تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة بشكل رسمي.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه قوات النظام تقصف الأحياء السكنية في شرق حلب، ووقوع عشرات الضحايا بشكل يومي، وتدهور الأوضاع في المدينة، يخيم صمت مرعب ومخيف في المجتمع الدولي على ما يحدث في حلب.

ويبدو أن معركة حلب هي معركة مصير لكثير من الأطراف المتصارعة في الحرب السورية، والتي من خلالها يمكن حسم كثير من المعارك. ولكن المعارضة السورية ومن يقف خلفها من قوى اقليمية ودولية هل قادرة على الصمود امام الثقل العسكري الروسي والإيراني المصمم على إستعادة حلب.

ويبقى السؤال لماذا هذه الاستماتة من قبل ايران وروسيا لإستعادة حلب؟ ولماذا يعتقد الروس والايرانيون بأنهم يختصرون الثورة السورية باستعادة حلب؟ أم أن معركة حلب ليست إلا انتظار حدوث أي تراجع على الأرض لإجبار الطرف الأخر للجلوس على طاولة المفاوضات والقبول بالشروط؟ أم أن فصائل المعارضة ستنتفض من جديد؟

يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": سقوط حلب يعني هيمنة النظام على مراكز الثقل في سوريا اقتصادياً وحيويا وحصر التواجد العسكري في إدلب وشمال حماة وبالتالي حصر الفصائل في هذا الاتجاه والضغط عليها عسكرياً للقضاء عليها أن استطاعوا وفي حال عدم الاستطاعة يتم الاتفاق على إدارة ذاتية للمنطقة بشرط بقاء جزء من سهل الغاب وهو الجزء الغربي بيد النظام.

 سقوط حلب يعني هيمنة النظام على مراكز الثقل اقتصاديًا وحيويًا في سوريا وحصر التواجد العسكري في إدلب وشمال حماة 
 حسام النجار

ويستطرد:  في حال السقوط سيكون هناك توزيع للقوى على الأرض؛ فنجد الكرد شمال شرق وباتجاه الرقة ،و الترك شمالا من الباب لغاية تل أبيض وجنوبا سنجد الأردنيون يتحكمون بالمنطقة كما قلنا بواجهة حورانية وسنجد إدلب في حال عدم حصول النظام عليها كنتون بإدارة ذاتية والساحل وباقي المناطق التي يسيطر عليها النظام تحت الوصاية الروسية. لذلك نجد النظام والروس حريصون على إخضاع حلب أو تدميرها فحلب هي التي ستحدد خارطة سوريا، لذلك معركة حلب هي بيضة القبان في معركة التحرير

ويشير النجار إلى أن روسيا قسمت سورية لمنطقتين عسكريتين جعلت إيران وفصائلها مسيطرة على منطقة وهي تسيطر على الأخرى؛ فالروس والإيرانيين قسموا سوريا إلى منطقتي سيطرة: جنوب غرب كلَف بها الحرس الثوري وحزب الله، وشمال غرب وتدمر تحت مسؤولية رجال الكرملين، الذين يبنون بالقرب من المدينة القديمة قاعدة عسكرية روسية".

وفي ختام حديثه لـ "أنا برس" يؤكد النجار أن الوضع مستغرب جدأ، فالقصف الذي يحصل على المدينة لا يصدقه عقل بالإضافة لتخلي بعض الفصائل عن القتال والاتجاه لقتال تنظيم الدولة  ضمن درع الفرات طبعاً بأوامر تركية. إذاً هناك حالة ما قد يكون اتفاق ضمني تركي روسي بعدم إسقاط حلب مقابل إخراج داعش من المنطقة . لذا استبعد إسقاط حلب.

موضوع ذا صلة

وبدوره يقول الدكتور محمود الحمزة الباحث والخبير بالشأن الروسي: إن حلب عاصمة الشمال وثاني أكبر مدينة في سوريا وهي قريبة من تركيا. كما ان روسيا والنظام يريدون السيطرة على حلب قبل تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة لكي يتعاملوا من منطق القوة ويفرضون شروطهم في اي مفاوضات او فكرة للحل السياسي.

  روسيا تريد الحل العسكري.. أمريكا متواطئة.. تركيا تفضل السكون بعد صفقة مع موسكو
 محمود الحمزة

ويستطرد الحمزة:  أنا مقتنع أن روسيا ايضا تريد الحسم العسكري مثل النظام. وامريكا متواطئة ومتخاذلة امام ابادة الشعب السوري. حتى تركيا ساكتة على تدمير حلب لانها عقدت صفقة مع روسيا. وحول ما إذا كانت السيطرة على حلب ستحدد وتغيير الخارطة في سوريا اعتبر الحمزة أنها ستؤثر كثيرا لكن المعركة لم تنهي بعد والثورة مستمرة ولكن ستاخذ اشكالا أخرى وقد تسيطر روسيا وايران على حلب ولكن قد تدمر حلب بأكملها، فالعالم كله ترك المعارضة والسوريين وحدهم؛  فالمجتمع الدولي بأكمله يريد إرغام المعارضة على قبول نظام الاسد يعني اجهاض الثورة بنسبة كبيرة، ويمكن تمرير مشاريع توزيع النفوذ والتقسيم اذا اقتضى الأمر.

ومن جانبه يقول الكاتب والصحفي أحمد كامل لـ "أنا برس" إن روسيا وايران يستعجلون الحسم في حلب من أجل استغلال هذه اللحظة التي انقسم فيها العالم بين متواطئ وصامت على ما يحدث في حلب، يبدو أن هذه الحظة نادرة في التاريخ إذ يجمع العالم كله بالقبول بالمجازر وإبادة المدنيين في الأحياء الشرقية.

 ويوضح أحمد كامل أن الهجوم الإيراني الروسي على شرق حلب هو لكسر معنويات الفصائل والمدنيين ، وهي جزء من الحرب النفسية على الثورة السورية، وتضخم كثيراً لكي يشعر الشعب السوري بالهزيمة عندما تخرج الفصائل المعارضة خارج الأحياء الشرقية.

ويؤكد كامل أن معركة حلب ليست الفاصلة ولا الحاسمة وليست الأخيرة ، فهناك أكثر من طريقة وأكثر من شكل لمحاربة النظام وإسقاطه ، وما يجري في حلب هو شكل من هذه الأشكال.