http://anapress.net/a/548209925583782
التلويح بورقة التهجير القسري يعود من جديد إلى المناطق الخارجة عن سيطرة قوات الأسد بعد الاتفاق الذي تم ما بين فصائل المعارضة المسلحة المناوئة للأسد وممثلين عن وفد المصالحة الوطنية المسؤولين عن ملف التسويات الخاصة بمناطق جنوب العاصمة السورية دمشق.
وأفاد الصحفي الميداني مطر إسماعيل لـ "أنا برس" بقيام فصيل مجاهدي الشام تحت قيادة صالح الزمار العامل في حي جوبر بإجراء مفاوضات مع قوات الأسد من خلال علاقاته مع وفد المصالحة الوطنية قبل نحو شهرين من الآن تفضي بختامها بخروج عناصره إلى مدينة جرابلس وكذلك الامر ضمان خروج مقاتلي هيئة تحرير الشام إلى مدينة إدلب.
وخلال الأسبوعين الماضيين تم تحريك الملف من جديد ليتم التواصل لصيغة نهائية لخروج الفصيلين نحو الشمال السوري، الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث انعكاسات سلبية على حي القدم باعتباره اتفاق جانبي بين الطرفين، باعتبار أن عدد المقاتلين الكلي في حي جوبر هو 600 مقاتل من ضمنهم 200 مقاتل من فصيل مجاهدي الشام بالتالي سيشكل خروجهم فراغ كبير على جبهات القتال المتوزعة بين قوات الأسد وتنظيم الدولة، ما دفع بدوره هيئة تحرير الشام للخوض في اتفاقية مشابهة مع قوات الأسد لخروجها أيضاً.
وأضاف إسماعيل أن الاتفاق تمّ بالفعل وتم العمل على صيغة تضمن خروج المقاتلين مع عائلاتهم بالإضافة للمدنيين الراغبين بمغادرة الحي مخيرين بين إدلب وجرابلس، مشيراً إلى أن بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا المتاخمة لحي القدم حاول القائمين عليها إدراجها ضمن مناطق خفض التصعيد العسكري المعلن عنه في استانا نظراً لغياب الخيارات والحلول أمامهم الأمر الذي لم يحسم حتى اليوم.
وتخوّف أهالي جنوب دمشق من الإعلان عن توصل لإتفاق غير معلن بين تركيا وروسيا وإيران في اجتماع استانا6 الأخير الذي يتحدث عن انتشار القوات التركية في الشمال السوري مقابل سيطرة القوات الإيرانية على مدن وبلدات جنوب دمشق بالكامل، المر الذي تم رفضه من قبل فصائل الثوار المدنيين الذين تحدثوا بأن الاتفاق إذا ما تم تطبيقه ستصبح المنطقة "ضاحية دمشق الجنوبية".
وأكد "إسماعيل" على أن مناطق جنوب العاصمة دمشق أمام ثلاثة خيارات حتمية الأول هو تطبيق الاتفاق الغير معلن بين تركيا وإيران " بحسب ما جاء في صحيفة الشرق الأوسط" المرفوض بالمطلق والثاني إدخالها ضمن مناطق خفض التصعيد "وهو ما يتم العمل عليه خارجياً في هذه الفترة" والثالث وهو الأهم بعد قيام قوات الأسد بالضغط على المدنيين لإعادة العمل بملف التسويات والمصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن الخيار الأخير هو الأقرب للمدنيين في حال غياب أي حلول جديدة تطرح في المستقبل.
واختتم مطر إسماعيل حديثه بالتأكيد على أن ملف تنظيم الدولة في جنوب دمشق لم يُحسم حتى الآن، مؤكداً بوجود اقنية للتواصل بينه وبين قوات الأسد ولكن ما من دليل ملوس حتى يتم إظهاره للإعلام.
وتتعرض مناطق جنوب العاصمة دمشق المتمثلة بكل من "بيت سحم يلدا احياء مخيم اليرموك والحجر الأسود و ببيلا وحي القدم" لحصار خانق من قبل قوات الأسد من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، وسط حالة من العجز الطبي الكبير التي تعاني منه المنطقة وغياب الكوادر الطبية المتخصصة بسبب الحصار.