المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

براءة طفل تنقذه من الموت!

 
   
10:02

http://anapress.net/a/519405018884421
1098
مشاهدة


براءة طفل تنقذه من الموت!

حجم الخط:

لعل الانتشار الواسع لمخلفات الحرب في كل مكان من الرقعة السورية الخارجة عن سيطرة النظام يفرز يوماً بعد يوم تداعيات سلبية جسيمة على حياة المواطنين، لاسيما الأطفال الذين يلهون هنا وهناك بوجود آلة موت موقوتة تفصح عن ضحايا جدد رغم توقف حدة التوتر والقصف الجوي منذ قرابة الشهر.

"بابا والله لو مو نازل لبوس شتلة البندورة كانت قتلتني القنبلة عند ما انفجرت"، بكلمات بسيطة وبريئة يروي الطفل بلال الذي لم يتجاوز العقد الأول من عمره من ريف إدلب.. القصة عندما كان يلهو في الحقل المجاور لمنزله حيث انفجرت قنبلة عنقودية من مخلفات قصف الطيران السابق على المنطقة وكادت تودي بحياته. 

يقول والده في حديث لـ "أنا برس": "نحن نعيش في ادلب في منطقة من أشد مناطق العنف الذي مارسه نظام الأسد ضدّ المدنيين مستخدماً شتى أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة غير آبه أصلاً بمن حرمها، حتى هذه المنطقة حيث أسكن رغم أنها متطرفة عن البلدة إلا أن الطيران الحربي استهدفها بالقنابل العنقودية والفوسفورية عدة مرات، ومعروف للجميع  بأن القنابل العنقودية قسم كبير منها لا ينفجر ويبقى مبعثراً بين الحقول الشائكة ولدى العبث بها تنفجر وتودي بحياة الشخص".

قبل الانفجار ببرهة نزل إلى الأرض يقبل نبتة البندورة وهنّ عبارة عن 10 نبتات زرعها بجانب المنزل ويقوم على رعايتهن

يضيف والد الطفل: "الأطفال يلعبون باستمرار بين الأشجار إلا أنه ويوم الثامن من شهر رمضان تحديداً كنت صائماً ومستلقياً في المنزل وإذا بصوت انفجار قوي قمت راكضاً وإذا بقنبلة عنقودية من مخلفات القصف السابق انفجرت على بعد 200 متر من المنزل لسبب لم أعرفه ربما بسبب الحرارة المرتفعة وأدت إلى دمار جزء من سور المنزل".

 إلا أن اللافت في الأمر أن ولدي الصغير بلال كان على مقربة كبيرة من القنبلة المنفجرة لم تتجاوز الخمسة أمتار، إلا أنّ براءة الأطفال وصفاءهم ينقذهم دوماً، حيث حدثني بأنه وقبل الانفجار ببرهة نزل إلى الأرض يقبل نبتة البندورة وهنّ عبارة عن 10 نبتات زرعها بجانب المنزل ويقوم على رعايتهن ويفرح بنموها، فخلال نزوله إلى الأرض انفجرت القنبلة ونتج عنها شظايا ربما لو كان واقفاً لقتلته، إلا أنه وبسبب نزوله لم تصبه الشظايا أو أيّ أذى بتقدير وحماية من الله".

انتشار مخلفات الحرب بتعدد أنواعها "القنابل العنقودية والبراميل الصواريخ التي لم تنفجر"، موضوع فائق الخطورة بحكم انتشار تلك الأسلحة ضمن التجمعات السكنية التي شهدت الفترة الماضية حملة بربرية شرسة تم خلالها استهداف هذه المناطق بمختلف أنواع الأسلحة، ومعروف بأن قسماً كبيراً منها لا ينفجر بسبب عدم سقوطه على الصاعق الذي يولّد الانفجار، إلا أن أيّ عبث بها يؤدي لانفجارها على الفور وتعددت القصص التي أودت بحياة الكثيرين جلّهم من الأطفال خلال اللعب والعبث بها عن غير قصد.

بدورها تعمل فرق الدفاع المدني وفرق الهندسة المتخصصة بإزالة تلك المخلفات وتفكيكها على أداء واجبها لدى الطلب، إلا أنّ الانتشار الواسع لتلك الأسلحة وفي مناطق زراعية غير مكشوفة وعدم تقديم البلاغات عن تواجدها إن تم العثور عنها يقف عائقاً أمام الفرق المتخصصة في إزالتها بالكامل، ما يسفر عن تعدد قصص الموت والإصابة بها باستمرار.