http://anapress.net/a/499503526458048
ادلب ليست تورا بورا، ادلب ليست الرقة، عدد من الهاشتاغات نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي ردّاً على من يقوم بتصوير ادلب على أنها شبيهة بمناطق داعش في الرقة وأنها عبارة عن سجن كبير، السجان فيها تنظيم القاعدة والسجين هو الشعب الذي لن ينجوا، كل ذلك كان نتاج ضعف النفوس وبعد بعض الوكالات الاعلامية والقنوات الفضائية عن المهنية وارضاءً للداعم للحصول على المزيد من المال.
الفلم التراجيدي كما وصفه المئات والذي أعدته مذيعة تلفزيون الآن، الإعلامية جنان موسى بطريقة أثارت استنكار الكثيرين للطريقة التي تم تنفيذها به في إظهار مدينة ادلب بصورة مخالفة للحقيقة أظهرت المحافظة بحلّة مخيفة، حيث تم تصوير الفيلم بكاميرات الجوال وبطريقة الخلسة تناول التصوير اللافتات والعبارات التي كتبتها الفصائل الاسلامية على الجدران وفي الطرقات العامة لإظهار أن تنظيم القاعدة يكبت على أنفاس المدنيين فيها ويوجه الإعلام كما يشاء ويمنعهم من التصوير إلا حسب هواه.
الفيلم الذي شاهده الآلاف في أبناء محافظة ادلب وأثار سخريتهم لدرجة كبيرة لأنهم عرفوا كل مكان تم تصوير الفيلم فيه وأن الحقيقة مخالفة تماماً لما تم إظهاره، جميع المشاهد التي قال الفيلم إنها في أماكن حساسة وتم تصويرها خلسة مظهرةً المحافظة على غرار مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، يمكن لأبناء المحافظة إدراك مدى التحريف الذي جاء الفيلم به لأن المشاهد متاحة للتصوير في أي وقت وبأحدث الكاميرات دون أي اعتراض من أحد.
مشاهد التكذيب للفيلم جاءت على لسان مراسل القناة ذاتها الذي استنكر التصرف وأدرك مدى الخطورة التي يمكن أن تنجم عن فيلم تم تصويره بهذه الطريقة، من خلال تسجيل مصور للمراسل ذاته – مصطفى الخلف - والذي ظهر فيه من داخل مدينة ادلب مظهراً الأسواق والازدحام والحركة السكانية دون ظهور أي مظاهر للقاعدة أو التشدد أو الكبت على المدنيين كما أظهر الفيلم، ردُّ آخر جاء في تصوير مشابه لمراسل شبكة بلدي أحمد رحال الذي نفى تماما ما تم عرضه وهو يحمل كاميرته وجواله ويسير في الشارع ويصور دون أي ممانعة من أي جهة تقييد حرية الإعلام وتجبر الناشطين على التزييف كما أظهرت جنان موسى.
لم تقتصر الردود على التسجيلات المصورة من قبل إعلاميي المحافظة وإنما عشرات المنشورات والتقارير التي هاجمت الفيلم واعتبرته مثار للفتنة والاستخفاف بأرواح المدنيين في ادلب كما وصفه الكثيرون، حيث نشر الناشط "عمر حاج أحمد" على حسابه في فيسبوك "تقرير قناة الآن ما هو إلاّ جعجعة إعلامية هدفها الشهرة والتشهير بعيداً عن كل أخلاقيات الصحافة, حيث حوّلت محافظة ادلب إلى بؤرة إرهاب من قاعدة وتركستان وأن كل مقومات الحياة والحريات والتصوير والتنقل معدومة بسبب مضايقة الإرهابيين, مع العلم أن في إدلب أكثر من 300 إعلامي ويومياً ينتجون أكثر من 1000 مادة إعلامية لكل الوكالات العالمية والمحلية دون مضايقات تُذكر إلا بحالات ضيقة جداً لا تصل إلى مستوى الصفاقة الذي ظهر في تقرير القناة".
ردود فعل غاضبة من قبل ناشطي المحافظة عبّر بعضهم خلالها بتهكم كبير لإدراكهم مدى الخطورة التي يمكن أن ينتجها الفيلم في حال تمّ تصديق ما جاء فيه واعتباره استخفافاً بأرواح المدنيين الذين سيكونون عرضة للقصف في أي لحظة من قبل طيران التحالف والنظام وروسيا الذين يعلمون ما في المحافظة ولكن ينتظرون أيّ ذريعة للنيل من المدنيين بحجة الارهاب.