http://anapress.net/a/454051016327869
"الموك ورى المذلة" شعارٌ ترددَ كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل انطلاق المعركة العسكرية الاخيرة لفصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا الواقعة في أقصى الجنوب السوري والتي تهدف بحسب البيان الصادر عن غرفة عمليات "البنيان المرصوص" الى السيطرة الكاملة على "حي المنشية"
ولعلّ الشعار الآنف ذكره قد بدت ملامح معانيه تظهر على الفصائل العسكرية التي تتبع لـ "غرفة الموك" التي تتخذ من دولة "الأردن" مقراً رئيساً لها، وتعمل على تسيير تلك المجموعات عن بعد، من خلال اتصالات مباشرة مع قادتها حيث تأمرهم بالمشاركة من عدمها في أي معركة يتم الإعلان عنها في الجنوب السوري.
وبحسب قائد عسكري ضمن غرفة عمليات البنيان المرصوص فإن ضابطًا أردني رفيع المستوى قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع قادة الفصائل المشاركة في عملية "الموت ولا المذلة" من أجل حثهم على إيقاف العمل العسكري متذرعاً "بأن الوضع السياسي في سوريا خلال هذه المرحلة لا يتحمل وغير مناسب للقيام أي عمل عسكري من شأنه خلط الآراء والمواقف السياسية من قبل الأطراف الإقليمية المؤثرة في الشأن السوري".
وأشار ذات المصدر إلى أن "الأردن" حاولت منع القيام بهذه العملية أساساً من خلال الضغوطات التي تمت ممارستها على بعض الفصائل العسكرية المعارضة المنضوية ضمن غرفة عمليات الموك والتي نجحت بإجبارها على الانسحاب بعتادها الثقيل من المعركة قبيل أيام على انطلاقها، بعد تهديدهم من قبل "الغرفة" باتخاذ عقوبات بحقهم.
في سياق متصل، لاقت المعركة قبولاً ورضى واسعاً من قبل أهالي "حوران" لا سيما بعد مرحلة الركود الأخيرة التي مرّت بها فصائل المنطقة على مدار الثلاثة أعوام الماضية بحسب "أبو البراء الحوراني" الذي أضاف بأن المعركة حققت نتائج ايجابية وبرهنت على أن وحدة التشكيلات المعارضة هي السبيل الأنجح لإعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في الفترات الماضية.
وأحرزت فصائل المعارضة تقدماً سريعا خلال الـ 48 ساعة الماضية على الرغم من القصف العنيف من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة له والمتزامنة مع غارات الطيران الحربي الروسي والسوري على حدّ سواء للمناطق التي تتقدم اليها المعارضة، والتي كان أخرها السيطرة على "جامع المنشية" وعدد من الأبنية المحيطة له، لتصبح بذلك على تماس مباشر مع "الوحدة الإرشادية" التي تعتبر واحدة من أهم تحصينات قوات الأسد في المنطقة.