http://anapress.net/a/430190032911674
تكبّدت قوّات النظام والمليشيات التابعة له خسائر كبيرة خلال الأيّام الماضية بسبب معركة شنّها تنظيم الدولة شملت كافّة الجبهات في محافظة دير الزور شرق سوريا، تعدّ هي الأشرس من نوعها منذ سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور في منتصف عام 2014.
وتمكّن تنظيم خلال تلك المعركة من تقطيع اوصال المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، فسيطر على الطريق العسكري الواصل بين حيي الجورة والقصور ومنطقة الطلائع واللواء 137 غرب المدينة وبين هي هرابش ومطار دير الزور العسكري في شرق المدينة، حيث عزلها عن بعضها البعض تماماً.
وقال المحلل العسكري فايز الأسمر " اعتمد تنظيم الدولة على تكتيكه المعروف سمكة الصحراء، ولفت انتباه النظام إلى مطار التيفور بتدمر مما دفع النظام لحشد قواته بمطار التيفور وجبال التياس ليبعد التنظيم عن مطار التيفور، لكن التنظيم فاجأ النظام بمعركة دير الزور" وضيفاً أنّ هذه المعركة تختلف عن كل المعارك إذ فتح جميع الجبهات واستخدم المفخّخات بشكل أكبر مما تسبب بتشتيت قوّات نظام الأسد.
وأضاف الأسمر أنّ النظام في دير الزور لا توجد لديه القوّات الاحترافيّة الكافية لمواجهة التنظيم، إذ يعتمد في دير الزور على ميليشيات الدفاع الوطني وجيش العشائر فضلاً عن المدنيين الذين يقوم باعتقالهم وزجّهم على الجبهات، وهذا ماقد يضعف موقف النظام في المعارك الجارية حاليّاً.
ولفت إلى أنّ التنظيم استخدم تكتيك تقطيع الأوصال وحصار المناطق وبالتالي أصبح من السهل عليه قضم الأراضي، وهذا ماحدث بالفعل، فقط سيطر التنظيم على جميع المناطق حول المطار وحول اللواء 137 وسيطر نارياً على نقاط إلقاء الإمداد في اللواء 137 مما اضطر طائرات الشحن التوقف عن إلقاء الإمدادات العسكريّة في نقطة الإلقاء، وهذا قد يعجّل بسقوط نقاط أكثر تسيطر عليها قوّات نظام الأسد.
وأكّد الأسمر أنّ "ميزان القوى يرجح لصالح تنظيم الدولة حاليّا، وهذا ما قد يمكّنه من السيطرة التامّة على اللواء 137 والمطار العسكري إن لم تتغيّر المجريات ويستعمل نظام الأسد الأسلحة الكيميائيّة المحرّمة دولياً" مضيفاً أنّه إنّ سقطت هذه النقطتين فسيكون سقوط المناطق المأهولة بالسكّان دراماتيكيّاً إذ أنّ المعركة ستتحوّل إلى حرب شوارع ومدن، وهذا ما يتقنه التنظيم أكثر ممّا يتقنه النظام والمليشيات الموالية له.
يذكر أنّ الطائرات الحربيّة التابعة لنظام الأسد لم تغادر أجواء المدينة منذ بدء المعركة، حيث شنّت عدّة غارات على الأحياء المأهولة بالسكّان موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.