"سوتشي".. مؤتمر الإذعان والالتفاف على "جنيف"

انتقد معارضون سوريون دعوة روسيا لعقد مؤتمر للسوريين في "سوتشي" واعتبروه محاولة لـ "الالتفاف" على مقررات جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة بالملف السوري. ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه موسكو من أشد حلفاء وداعمي نظام بشار الأسد، وشريكة في الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين، لاسيما منذ تدخلها عمليًا في "المستنقع السوري".

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان: إن دعوة روسيا لعقد مؤتمر للسوريين في سوتشي محاولة للالتفاف على جنيـف والإرادة الدولية في الانتقال السياسي في سوريــة وفق قرارات مجلس الأمن وتحت رعاية الأمم المتحدة.

وإذا كانت القيادة الروسية جادة في دعم العملية السياسية، عليها الضغط على نظام الأسد للمشاركة في جنيــف والالتزام بقرارات مجلس الأمن والدخول في مفاوضات مباشرة وجدية.

وأشار إلى أن روسيا ليست طرفاً محايداً في القضية السورية، وهي طرف منحاز إلى جانب كيان الأسد، ودافعت عنه عسكرياً وسياسياً، ومن ضمن ذلك استخدامها الفيتو ٩ مرات في مجلس الأمن لتمكين مجرمي الحرب من الإفلات من العقاب.

وتتحمل روسيا المسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها في سوريــة منذ تدخلها العسكري في أيلول ٢٠١٥، مما تسبب في مقتل آلاف السوريين، من بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى مسؤوليتها عن جرائم الإبادة واستخدام الأسلحة الكيماوية والمحرمة من قبل كيان الأسد والميليشيات الإرهابية الإيرانية، وتهجير عشرات آلاف المدنيين من بيوتهم تحت القصف والتدمير.

أقرأ: بضمانات روسية ..مؤتمر حوار وطني في مطار دمشق

وتسعى روسيا لتمزيق الشعب السوري إلى "شعوب"، وتفتيت وحدة سوريــة، بهدف بسط نفوذها وهيمنتها، مما يفقدها صفة أن تكون طرفاً وسيطاً أو ضامناً.

وأفاد رئيس الدائرة الإعلامية بالائتلاف بأنه بعد ٧ جولات من أستانة، ما زال ملفا المعتقلين وفك الحصار وإدخال المساعدات معلَّقين، وتقع على عاتق روسيا المسؤولية الرئيسة في ذلك إلى جانب كيان الأسد.

وبدوره، قال المعارض السوري جميل عمار: إن من يذهب اليوم من المعارضين السوريين الى سوتشي بروسيا لحضور "مؤتمر الإذعان" لا يحمل معه هم الثورة السورية وإنما همه الشخصي بأن لا يخرج من المولد بلا حمص ويجهل أنه لن يكون سوى شاهد زور على اخراج دستور الذل و المهانة لسوريا و العودة صاغرا الى حظيرة النظام برعاية المندوب السامي الروسي....

وفيما انتهت محادثات الأستانة مؤخرًا دون تقدم ملموس، فإن الجانب الروسي قد دعا إلى عقد مؤتمر حوار وطني سوري ينعقد في روسيا في "سوتشي" بمشاركة 30 من القوى السياسية السورية.

ووصف نشطاء عبر مواقع التواصل المؤتمر بكونه "مؤتمر الخيانة".. وأن "‏مؤتمر سوتشي الذي دعت له روسيا خيانة لدماء شهداء الثورة ولإبقاء نظام الأسد المجرم"، وفق تعبير الناشط محمد الياسين.

أقرأ أيضاً: عريضه للتوقيع: تجاوزات روسية لمقررات جنيف الملزمة

ووصف سمير سفيان بـ "مؤتمر سوتشي السياحي للحوار السوري"، قائلًا: قرأت قائمة من دعاهم الروس الى سوتشي، وتحتوي أسماء 33 "حزب سياسي"، وهي ليست دقيقة وليست نهائية ففيها جهات لن تذهب، ومعظمها لم أسمع به ولا أعلم أحداً منتمي له، كما ان حزب البعث الحاكم ليس من بينها..  دخلت إلى موقع ما يسمى مجلس الشعب السوري علني أعرف شيئًا عنها، فوجدت في موقع هذا المجلس قائمة بـ 20 حزبًا ومعظم المشاركين في سوتشي ليس له حتى قيد في قائمة "مجلس شعب" ليس له من أمره شيء (يعني لا بيحل ولا بيربط).

"ويريد الروس من هذا المؤتمر السياحي أخذ مباركة على دستور أعدوه كي يقولوا للأمريكان قضي الأمر، وأصبح الحل جاهزًا فلا داع لجنيف وقرارات مجلس الأمن، فقد أفلحنا من حيث فشلتم".

وفي تصريح لـ "أنا برس"، قال المحلل السياسي حسام نجار، إن روسيا دعت ما يقارب 1500 شخصية حسب ما تقول تمثل جميع السوريين على اختلاف عقائدهم واثنياتهم وعرقهم، فبدل هذا قامت بدعوة تجمعات وأحزاب وتيارات متعددة المشارب وفي التقرير المنشور من قبل وزارة الخارجية الروسية هناك ملاحظة مهمة وهي أنه كتب بجانب كل مكون مكان تواجده وهذا للإيهام ان معظم المعارضة هي معارضة داخلية وهناك القليل من المعارضة الخارجية كذلك الملاحظ من خلال أسماء التجمعات أنها لا تشكل ثقل فعلي على الأرض أو أن تعدادها قليل يعتمد بشكل أساسي على تفريق اللحمة الوطنية إلى شعوب وأعراق وديانات وطوائف وهو الغاية الأسيسة التي يعتمد عليها المؤتمر

https://youtu.be/6t4xVPsxLN8

وأكد النجار على أن روسيا من خلال دعوتها لهذا المؤتمر أن تشتت الجهود الرامية لحل المأساة السورية وأن تضع هي خطتها الرامية إلى تحقيق هدفها أولاً بوضع دستور جديد يحقق ما تصبو إليه من خلال رغبات الحاضرين المتنوعة وثانياً للتحكم بالخطة الموضوعة بعد وضع الدستور

وتحاول روسيا أن يكون سوتشي بديلاً لجنيف لكن هذا صعب التحقق كما يرى النجار، فلا يمكن لروسيا إخراج أمريكا والدول الفاعلة بالقضية السورية خارج مسار الحل لذلك ستحاول قبل انعقاد المؤتمر إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية مع الدول ذات الصلة بالمأساة السورية ومن جهة ثانية الضغط على الأهالي بحصارهم وتجويعهم من خلال النظام لإخضاع الفصائل أو وفد قوى الثورة العسكري.

وبطبيعة الحال الروس لا يمتلكون كامل زمام المبادرة في المسألة السورية وهذا سعيهم الحثيث للوصل إلى توافق دولي يلبي جميع المصالح. وعلينا أن نذكر أن الأمريكان صرحوا أمس أنه لا منتصر في الحرب السورية.. وهذه القاعدة اتبعوها في لبنان لا غالب ولا مغلوب.. يحاولون تطبيقها في سوريا، وفق نجار.