"يامادا" الياباني يضرب عن الطعام للمطالبة بالمعتقلين السوريين

هذه هي سوريا التي أحلم بها، لا أحتاج لشرح الكثير، نحن نتنفس للثورة التي أحَبها أحبائُنا، قد يكون طريقنا قاسي، مؤلم، ومُتعِب، لكن ليكُن طريقنا مليء بالكرامة، غايتنا هي الانتصار، وسوريا المُستقلة التي لن تكون الأرواح البريئة فيها مُقيدة، حيث يعيش الناس بقدر هائل من الحرية، العدالة، والكرامة.

بهذه العبارات عَبّرَ الباحث الياباني "إيتشيكو يامادا" الحائز على درجة الماجستير من جامعة طوكيو في تخصص دراسات الإبادة الجماعية، عن حبه لسوريا ووقوفه بجانب المعتقلين داخل سجون النظام السوري.

نشر السيد ايتشيكو يامادا مؤسس منظمة اليابان تتضامن مع سوريا والباحث الأكاديمي، بياناّ على صفحته الشخصية بعنوان "إضراب عن الطعام للمعتقلين والمختفين قسرا في سوريا".

وجاء في البيان، سيكون هناك حالة اضراب عن الطعام لمدة 4 أيام للمطالبة بالإفراج الفوري عما يزيد عن 130 ألف معتقل مغيب قسرياً في سوريا.

وأكد البيان أنّ الاضراب عن الطعام سيستمر لمدة أربعة أيام متتالية من تاريخ 28 حتى تاريخ 31 من الشهر الحالي أمام السفارة الروسية في برلين، بسبب نفوذ روسيا وانخراطها المباشر بالأعمال العسكرية والسياسية في سوريا، حيث نظم الاضراب من خلال منظمة اليابان تتضامن مع سوريا بالشراكة مع منظمة اليوم التالي.

وقال البيان أنّ الهدف من الاضراب هو المطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين السوريين وتحقيق العدالة لهم، ومع ذلك فإن الهدف الرئيسي لهذا النشاط هو لفت انتباه العالم إلى هذه القضية وإظهار التضامن مع ضحايا هذه الجريمة النكراء.

كما ويعتبر السيد يامادا هذا الاضراب ع الطعام "مساحة ضخمة لإحياء ذكراهم وتخليدها"، وذكر البيان أنّه سيتم عرض صور للمعتقلين السوريين وتقديم الورود وإضاءة الشموع تخليداّ لذكراهم، وسيشارك بعض أعضاء من "عائلات من أجل الحرية"، و"جمعية عائلات قيصر"، ومنظمة "جواب" في دعم اضراب السيد يامادا عن الطعام والمطالبة بالعدالة.

وأورد البيان سؤال طرحه الناس على يامادا يقول "سألني الناس لماذا أريد القيام بمثل هذا النشاط المحفوف بالمخاطر"، قال يامادا، فإن الاضراب عن الطعام لمدة أربعة أيام هو ترف لأن له نهاية، لكن معاناة المعتقلين وعائلاتهم لانهاية لها، لا أستطيع التعبير عن أسفي بما يكفي لأن هذا هو كل ما يمكنني فعله الآن، وخلال إضرابي عن الطعام أريد أن أشعر بجزء بسيط من الألم بسبب هذه المأساة التي لا يمكن تصورها، وسأكرس هذا النشاط لمعتقلي سوريا ومفقوديها وشهداء السجون السورية.

وختم البيان بعبارات تدعو للتضامن، وقال، من فضلك إذا كنت برلين قم بزيارة مكان الاضراب، ويرجى المشاركة الإعلامية حول هذا الاضراب، وستقوم منظمة اليابان تتضامن مع سوريا بالعديد من البث المباشر من برلين أثناء الاضراب عن الطعام، نحن بحاجة إلى دعمكم أكثر من أي وقت مضى لجعل العالم يصغي إلى ما يحدث في سوريا وتحقيق العدالة لجميع أفراد الشعب السوري.

يذكر أنّ علاقة "إيتشيكو" بالثورة السورية تعود إلى بداية اندلاعها عام 2011 عندما كان لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية، وحينها صُدم عندما شاهد السوريين على شاشات التلفاز في فرنسا، وخاصة الشباب منهم، وهم يخاطرون بحياتهم للمطالبة بحقوق الإنسان الأساسية التي كان يتمتع بها، وتساءل بحسب موقع "زمان الوصل" عن تلك الشجاعة التي يمتلكها السوريين التي تميزهم:"يالها من شجاعة.. ما زلت أتذكر الوجوه الشابة بفرح وخوف، قُتل معظمهم للأسف الآن".