المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

محمد سليمان.. نموذج حزين من أطفال سوريا المهجرين

 
   
11:22

http://anapress.net/a/377502130227093
1849
مشاهدة


محمد سليمان.. نموذج حزين من أطفال سوريا المهجرين
معاناة أطفال سوريا- أرشيفية

حجم الخط:

في حيز صغير، وضمن حدود دولة تشتعل فيها نيران الحرب، نزحَت وتهجرت عائلات وتشردت أطفال وترملت نساء، وبكت أمهات على فراق الأبناء والأزواج والأرض والمنزل والأحباب، وتساقطت دموع الأطفال الصغار التي لم يرون من حياتهم الطبيعية إلا القليل، كما هو حال الطفل محمد سليمان النازح والمهجر من بلدة المليحة في غوطة دمشق إلى شمال سوريا، والذي يبحث عن علاج لإصابته، ناظراً بعينيه على الحدود؛ هل ستفتح أبوابها أم ستبقى في وده ألمه صامتة؟!

ولد الطفل محمد سليمان بعد ولادة "الثورة" السورية بأشهر قليلة، في مدينة المليحة على مسافات قليلة من أسوار المدينة العريقة دمشق. فتح عيناه في شهر آب/أغسطس من العام 2011 ليرى الحياة القاسية التي رافقته منذ ولادته.. لم يعلم أن ألماً شديداً ينتظره وعائلته في قادم الأيام، ولم يدر أنّ حياته سيعيشها بعيداً عن منزله وحارته التي ولد فيها.

في العام 2014 دارت معارك طاحنة بين قوات الأسد وداعميها من عناصر حزب الله والميليشات الإيرانية والعراقية من جهة وبين قوات المعارضة السورية المحاصرة في غوطة دمشق من جهة أخرى، فارق القوى العسكرية لم يخفى، فمن لديه طيران ومدافع ليس كمن يقاتل بنيران رصاص الأسلحة الخفيفة، بعدها أضحت مدينة الملحية وما حولها مدمرة بأثر صواريخ الأسد وطيرانه ومدافعه وبراميله. (اقرأ/ي أيضاً: لم يتجاوز 16 عاماً وأصبح الأب والأم لإخوته الصغار.. تعرف (ي) إلى قصة أحمد هرشو)

 الضحايا لم يكونوا من العسكريين فحسب، ولا حتى الشجر والحجر، بل قلوب البشر تألمت واحترقت وحزنت ولم تشفع لها رقتها أمام قهر الصواريخ ونيرانها.

بداية الإصابة

فقد المئات حياتهم بعد هذا العام وأصيب آخرين، بعضهم تعافى وبعضهم يأن في جراحه إما مهجراً بعيد عن وطنه أو تحت حكم لا يعرف معنى الحرية.. أصيب محمد بمرضٍ عصبي بعد سقوط برميل متفجر ألقته الطائرة على منزل عائلته، تضرر دماغه ووصلت به الحالة في ظل الحصار ونقص الغذاء والدواء إلى ضمور عقلي لينتهي بشلل رباعي في جسده الصغير.

في التاريخ ذاته، وفي نفس الواقعة فقد الطفل محمد والده وأخته؛ على أثر تعرضهم لإصابة بالغة أدت لوفاتهما على الفور قبل إسعافهما، بقي بعدها رفقة والدته يتنقل من مشفى إلى آخر ومن طبيب يجري له عملية إلى مركز طبي يحاول أن يقدم له أمل الحياة من جديد.

عدم النطق واختلاجات دائمة وضمور عقلي نتج عنه شلل رباعي لا يمكن علاجه في الشمال السوري وربما يصعب ذلك في مشافي سوريا بالكامل.

مبدأ الحرية والعدالة والكرامة ورفض الحياة في كنف أحضان من قتل والد الطفل محمد، كان قرار والدة محمد، خرجت مع من هجرهم نظام الأسد من الغوطة الشرقية نحو الشمال السوري، وبقيت وابنتها الصغيرة وابنها المعاق في مدينة عفرين بلا معيل لهم.

ثمن الكرامة والهجرة ورفضهم لنظام الأسد وحكمه، دفعة عائلة محمد في العيش بين جدران الخيم البالية، وعلى المساعدات التي تقدمها المنظمات والجمعيات الاغاثية.

وفيما لم يتسن لـ "أنا برس" التواصل مع الطفل وأسرته،روى تفاصيل حالة محمد المسؤول الإعلامي في جمعية سنا ياسر بلال، والذي قال لـ"أنا برس" إنَّ حاجيات العائلة وطفلها المصاب كبيرة في ظل قلة الدعم وانعدام الموارد الأساسية لهم، وبشكل خاص حاجة الطفل محمد للمتابعة الطبية الدائمة وبرنامج غذاء مختلف عن باقي الأطفال.

احتياجات خاصة

وأكد ياسر أنه في ظل متابعتهم لحالة الطفل، تزداد المستلزمات الشخصية له؛ كونه مصاب بشلل رباعي ويحتاج أدوية خاصة، ومنزل يناسب حالته. ونقل أنّ الأحوال المادية التي تعيشها والدة الطفل "صعبة جداً" -بحسب وصفه-.

وحصلت "أنابرس" على معلومات خاصة من مدير جمعية سنا  الدكتور ماهر حنن حول أعداد الأطفال المصابين المسجلين لديهم فقط، إذ وصل عددهم إلى 43 طفلاً مسجلين بإصابات متنوعة منها الشلل النصفي والشلل التام وغيرها.

 بينما ذكر أيضاً أنّ هؤلاء الأطفال فقط ضمن منطقة درع الفرات من الفئة المهجرة منها حصراً بينما العدد الحقيقي في حال إحصاءه لدى المنظمات والجمعيات كافة فهو يفوق ذلك بكثير لما لاقاه الأطفال من أذى خلال السنوات الثمانية الأخيرة.