http://anapress.net/a/375113996058779
https://youtu.be/_s0fZ9Zyx-Q
"آخر اللحظات في الغوطة الشرقية".. كلمات قالها بطل عالق تحت ركام بناية مؤلفة من أربعةِ طوابق عندما قصفته الطائرة الحربية في غوطة دمشق قبل تهجيرها بأيام قليلة.
الشاب سعيد بينما كان ورفاقه في أحد الملاجئ يختبئ من حمم الطيران الحربية لم يتخيل أن تلك الحمم ستصل إليه رغم ارتفاع البناء وتدعيمه.
يقول سعيد لـ "أنا برس": فجأة كنت جالساً مع رفاقي نتحدث مع بعضنا البعض، لم أجد إلا البناء بالكامل نزل علينا وحدث انفجار هائل، في تلك اللحظات شعرتُ بالخوف وبحثت عن رفاقي لم أجدهم فجميع الجدران نزلت علينا.
أضاف سعيد: لم أتوقع نفسي أن أعيش؛ فأحببت أن أوثق لحظاتي الأخيرة في الحياة فأخرجت هاتفي وسجلت لحظات القهر بينما نحن عالقين تحت الانقاض ورفاقي معظمهم لم يعرف مكانه بسبب شدة الدمار. (اقرأ أيضًا: محمد جابر.. قصة مصاب على الحدود التركية).
سعيد أخرجه الدفاع المدني من تحت الأنقاض بعد أكثر من سبع ساعات بعدما غادرت الطائرات سماء المنطقة واستطاعت فرق الإنقاذ الوصول لمكان القصف وأخرجته ورفاقه.
خرج مع أهالي غوطة دمشق في عملية التهجير القسري التي فرضها النظام السوري والروسي على الغوطة الشرقية ووصل ليعيش في مخيمات التهجير في الشمال السوري. (اقرأ أيضًا: إذلال وتهجير واستملاك وتغيير ديمغرافي بقوانين رسمية).
حال الشاب سعيد ليست فريدة بل الكثير من أهالي غوطة دمشق نساء ورجال واطفال سقطوا تحت الانقاض ولم توثقهم الكاميرات وبقيت تلك الذكريات في أذهانهم بأن طائرات حربية قتلتهم وهم سالمين في منازلهم.
مؤخرا ختمت روسيا والنظام السوري فرض عمليات التهجير على جميع المناطق الواقعة قرب دمشق والا سيتحول مصير الأهالي المدنيين في تلك المدن والقرى إلى المجهول تحت أنقاض منازلهم امام عيون العالم أجمع.