http://anapress.net/a/356807079545640
تلف مصير الهيئة العليا للمفاوضات سيناريوهات ضبابية بالتوازي مع التطورات الأخيرة التي واجهتها الهيئة ابتداءً مما يتردد حول مسألة توسعة نطاق التمثيل داخل الهيئة ليشمل باقي المنصات (منصة القاهرة ومنصة موسكو) بما يثير غموضًا حول تشكيل الهيئة وطبيعة تماسكها في ظل الخلافات الكائنة بين الهيئة وباقي منصات المعارضة حول بعض الملفات الرئيسية المتعلقة بالانتقال السياسي.
وفي خطٍ متوازٍ مع الجدل الدائر حول مصير الهيئة وموقف المملكة العربية السعودية ، فإن أنباءً قد أثيرت حول اعتزام رئيس الهيئة رياض حجاب تقديم استقالته. فيما ذكرت تقارير إعلامية أن هنالك ضغوطًا تتم من أجل إجباره على تقديم استقالته بالفعل، تقف السعودية وقوى دولية أخرى وراء تلك الضغوط، بحثًا عن مواقف أقل تشددًا من موقف حجاب فيما يتعلق بمصير الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية، وفق ما نقلته التقارير.
وأثير جدل قبل أيام قليلة حول تصريحات منسوبة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير تحدث فيها عن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، وأن "الأسد باق، وعلى المعارضة البحث عن سبل أخرى للانتقال السياسي" وهي التصريحات التي تم نفيها.
وذكر مصدر في منصة القاهرة –في تصريحات خاصة لـ "البيان"- أن "هنالك جهودًا تتم بقيادة المملكة العربية السعودية من أجل فرز المشاركين في الهيئة العليا للمفاوضات وإقصاء كل من يثبت علاقته مع قطر، في ظل الأزمة الخليجية الراهنة، وبناءً على ذلك قد تتم الإطاحة بحجاب في ضوء ما يثار حول كونه مدعوم من قطر، بالإضافة إلى آخرين، وأن توالي اجتماعات الرياض الهدف الرئيسي منها توسعة نطاق وفد المعارضة التفاوضي مع إقصاء أي من له علاقة مع الدوحة". (اقرأ أيضًا.. عضو بالوفد التفاوضي يكشف حقيقة تصريحات وزير خارجية السعودية بشأن "الأسد").
وأشار المصدر إلى أنه ليس من الواضح بعد طبيعة التغيرات التي سوف تشهدها الهيئة العليا للمفاوضات، لكن من المتوقع أن تحدث تغيرات جذرية في هيكلة الهيئة خلال المرحلة المقبلة تماشيًا مع ما سمّاه بـ "لجوء السعودية لترتيب أوراقها فيما يتعلق بالأزمة السورية في خط متواز مع الأزمة الخليجية الراهنة". (اقرأ أيضًا: الأسباب الحقيقية لاجتماع الرياض 2).
وفي المقابل، على ما يبدو أن حجاب قد أدرك ما يتم الترتيب إليه فلجأ إلى الداخل من خلال تواصله مع قيادات ميدانية ممثلين في روؤساء مجالس محلية في محافظة درعا، وهو اللقاء الذي تم خلاله التأكيد على رفض أي وجود للأسد في المرحلة الانتقالية، وعلى كامل أهداف "الثورة السورية".
ومن المرتقب أن ينعقد اجتماعًا بعد يومين في الرياض لمناقشة العديد من الملفات المتعلقة بالانتقال السياسي. وسط توقعات بخلافات واسعة تترجم عمليًا على طاولة الاجتماع بين الوفود الثلاثة (الهيئة ومنصتا القاهرة وموسكو). وذكر مصدر بمنصة القاهرة أن هنالك حديثًا متصلًا خول إعادة هيكلة الهيئة العليا للمفاوضات، وأن هنالك تغيرات قد تطرأ خلال أيام قليلة، لكن "لم يتم تبليغنا بأي من تلك المحاور أو التباحث بشأنها"، وقال إن المنصة مستعدة للمشاركة في أي حراك هدفه توحيد صف المعارضة السورية من أجل الدخول بقوة في المفاوضات والانتقال السياسي.