المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تداعيات الحرب على مزارعي "الذهب الأحمر" في سوريا

 
   
12:44

http://anapress.net/a/335160921873938
236
مشاهدة


تداعيات الحرب على مزارعي "الذهب الأحمر" في سوريا

حجم الخط:

لا يكاد ينقضي شهر آب/أغسطس من كل عام حتى يتمّ المزارعون عملية قطاف وجني محصول الفستق الحلبي في ريف حماة الشمالي المركز الرئيسي لأكبر كمية من الأشجار في سوريا، إلا أن ظروف الحرب وهجرة المزارعين لأراضيهم وانخفاض أسعاره مقارنة بالسابق أدى إلى تراجع زراعته ومردوده بصورة كبيرة.

"الذهب الأحمر" هو الاسم المتعارف على الفستق الحلبي لما يتمتع بقيمة غذائية ومادية كبيرة تعود على المزارعين بأرباح طائلة جعلت منهم أحد أغنى التجار المزارعين لكن ذلك كان قبل العام 2011، حيث تراجع الانتاج عن العام السابق الذكر إلى 10% بسبب انخفاض العرض في السوق مقابل الطلب.

وفي حديث خاص لـ "أنا برس" مع أبو محمد أحد المزارعين المهجرين من مدينة مورك بريف حماة التي تعد أكبر منتج لثمرة الفستق الحلبي فيقول: "معروف للجميع أن مدينتي موركوكفرزيتا أكبر المدن المنتجة للفستق الحلبي في عموم سوريا، لكن ظروف الحرب والتهجير حالت دون استمرار الانتاج على الوتيرة ذاتها حيث توقف في بعض السنوات بشكل نهائي ليعود حالياً بنسبة لا تتجاوز الـ 10% مقارنة بالسابق".

 الفستق الحلبي يعد من أكثر أنواع المكسرات طلباً في السوق التجارية لكثرة استخداماته في الموالح والحلويات والمأكولات الشعبية 

وعن أسباب تراجع الإنتاج يقول أبو محمد: "السبب الأول هو الحرب التي جعلت من مدننا ساحة للاقتتال والقصف والتدمير الذي نتج عنه تهجيرنا من ديارنا واحتلال المدينة من قبل قوات النظام التي قطنت فيها لسنوات، مانعة سكان المدينة من دخولها وتفقد محاصيلهم، والقيام بجنيه من قبل عناصر النظام من باب السرقة لا أكثر، إضافة إلى القصف والقتال على الأرض الذي أدى إلى حرق وقطع عشرات الهكتارات من أشجار الفستق التي قام النظام بحرق وتجريف الكثير منها لكشف المنطقة خوفاً من تسلل مقاتلي المعارضة بين الأشجار،هذا بالإضافة إلى أن أشجار الفستق الحلبي تحتاج إلى عناية ورعاية من نوع مختلف، كالتقليم والحراثة ورشّ المبيدات على مدار العام ومجرد قلة خدمتها تصيبها الأمراض وتموت وهذا ما حصل مع حقول بأكملها نتيجة قلة العناية بها مجبرين لا راغبين.

ومن الناحية العلمية لتراجع انتاج الفستق الحلبي التقينا مع المهندس الزراعي "ابراهيم الأحمد" الذي أشار إلى أن "هناك تفاوت كبير بين انتاج الفستق ما قبل الحرب وانتاجه في الوقت الحاضر حيث أن إحصائيةً رسمية قامت بها وزارة الزراعة في العام 2010، قدّرت خلالها إنتاج مدينتي كفرزيتاومورك بنحو 65 ألف طن من الفستق الحلبي تنتجه 150 ألف شجرة، فيما لا يتجاوز الانتاج الحالي 10 % مما كانت تنتجه سابقاً، بسبب ظروف الحرب أولا وقلة العناية بالأشجار التي أنتجت الكثير من الأمراض التي بات يصعب علاجها مع الارتفاع الكبير لتكلفة العلاج، حيث فتكت حشرتي (الكابنودس والثقابة)بالأشجار خلال أعوام الاهمال التي تعرضت لها، مع الاشارة إلى أن تكلفة علاج الشجرة الواحد منه تتجاوز الـ 25 دولاراً أمريكياً، وهو مبلغ كبير لمن يملك حقلاً يحوي عدداً كبيراً من الأشجار ولم يعد يملك السيولة المالية التي تساعده على علاجها خلال سنوات توقف جني المحصول والتهجير الذي تعرضوا له.

كما أشار الأحمد إلى أن "المزارعين يمكن أن يعوّضوا شيئاً مما فاتهم هذا العام  لأن انخفاض العرض مقابل الطلب الكبـير عليه أدى إلى ارتفاع سعره مقارنة بالعام السابق حيث تجاوز سعره هذا العام الـ "7.5 دولار أمريكي" بينما لم يتجاوز العام الفائت الـ "4.5 دولار"، وهو مبلغ لا بأس به لشجرة تنتج قرابة الـ 30 كيلو غرام من الفستق ان تم الاعتناء بها نوعاً ما".

الجدير بالذكر أن الفستق الحلبي يعد من أكثر أنواع المكسرات طلباً في السوق التجارية لكثرة استخداماته في الموالح والحلويات والمأكولات الشعبية ما يجعل الطلب عليه في تزايد مستمر إلا أن سنوات الحرب وتبعاتها جعلت العرض أقل بكثير من الطلب المراد.