المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

صحيفة تكشف عن وثائق ترصد أدوات إيران في السيطرة على العراق وسوريا

 
   
10:57

http://anapress.net/a/328649371477881
584
مشاهدة


صحيفة تكشف عن وثائق ترصد أدوات إيران في السيطرة على العراق وسوريا
قاسم سليماني- أرشيفية

حجم الخط:

سلطت مئات من البرقيات المسربة الضوء على حرب الظل التي تشنها طهران من أجل النفوذ الإقليمي، والمعارك داخل أجهزة الاستخايات الإيرانية .

واستندت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى تقارير استخباراتية إيرانية مسربة لتفضح مخطط إيران للنفوذ الإقليمي، وتؤكد أن الهيمنة الإيرانية على العراق ترسخت من خريف 2014.  وكتب بعض الوثائق ضباط وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية في 2014 و2015.

 أكدت الصحيفة الأمريكية تقارير متداولة عن زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني للعراق منتصف أكتوبر (تشرين الأول)  لدعم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي وإعادة إحلال الأمن، وسط موجة احتجاجات شعبية واسعة تطالب برحيل الحكومة وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق. 

جواسيس إيران بمطار بغداد راقبوا الجنود الأمريكيين ورحلات التحالف الدولي لمحاربة داعش
 

وطبقاً لما ترجمه موقع 24، كان سليماني يسعى إلى إقناع  حليف في البرلمان العراي لمساعدة عبدالمهدي على البقاء في منصبه. وكانت المرة الأولى يذهب سليماني إلى بغداد في مهمة للسيطرة على الأضرار، علماً أن جهود العراق لدعم عبدالمهدي هي دزء من حملة لإبقاء بغداد حكومة تابعة لها. وأضافت الصحيفة أن الوجود الإيراني لم يغب عن مطار بغداد وأن جواسيس إيران بمطار بغداد راقبوا الجنود الأمريكيين ورحلات التحالف الدولي لمحاربة داعش.

وأوضحت البرقيات أن سفراء إيران في لبنان وسوريا والعراق من الرتب العليا للحرس الثوري، وأن مسؤولين عراقيين سياسيين وأمنيين وعسكريين أقاموا علاقات سرية مع إيران، مشيرة إلى أن إيران ركزت على تعيين مسؤولين رفيعي المستوى في العراق، وأن وزير الداخلية العراقي السابق بيان جبر من أبرز المسؤولين المقربين من إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق المسربة تبيّن كيف تفوقت إيران على الولايات المتحدة في العراق، وأنها جندت عملاء سابقين من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية عقب الانسحاب الأميركي من العراق، كما جندت مسؤولاً بالخارجية الأمريكية لمدها بخطط واشنطن في العراق. وأضافت أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اشترط الإطاحة بنوري المالكي لتجديد الدعم العسكري للعراق.

واعتبر أوباما أن سياسات المالكي الوحشية والقمعية ضد السنّة أدت إلى ظهور داعش، مؤكدة أن رئيس الوزراء الأسبق كانت الشخصية المفضلة لإيران. ورفض وزير النقل العراقي طلب أوباما وقف استخدام إيران للمجال الجوي للعراق، بحسب الوثائق.

حيدر العبادي

كما كشفت الوثائق استعداد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي للتعاون مع استخبارات إيران رغم شكوك طهران به، كما أن قيادياً بالاستخبارات العراقية أبلغ إيران استعداده للتعامل معه. وأشارت إلى أن إيران عولت دائماً على وزراء في الحكومات العراقية المتعاقبة.

وأشارت الوثائق إلى أن مضمون لقاءات المسؤولين الأمريكيين والعراقيين كانت تُنقل إلى طهران، وأن أبرز مستشاري رئيس برلمان العراق السابق سليم الجبوري كان إيرانياً.

إلى ذلك، أفادت الوثائق المسربة أن إيران تعتبر مراقبة النشاط الأمريكي في العراق ضرورة لبقائها وأمنها القومي، وأن جواسيس إيران متغلغلون في جنوب العراق.

ورأت الصحيفة الامريكية في تقريرها أن إيران تحرص على إرسال طلابها إلى الحوزات الدينية بالعراق، كما تحرص إيران على بناء الفنادق في كربلاء والنجف. وأشارت إلى أن عمليات التطهير في جرف الصخر نفذتها ميليشيات تابعة لإيران. كما أكدت الوثائق استخدام الأجواء العراقية للإمدادات العسكرية للنظام السوري.

 سفراء إيران في لبنان وسوريا والعراق من الرتب العليا للحرس الثوري، وأن مسؤولين عراقيين سياسيين وأمنيين وعسكريين أقاموا علاقات سرية مع إيرا
 

وكشفت الوثائق إن المسؤولين العراقيين يتقاضون رشى عند الضرورة. ويحتوي الأرشيف على تقارير عن نفقات وضعها ضباط وزارة الاستخبارات، بما فيها واحد يتحدث عن ما مجموعه 87,5 أورو ثمن هدايا لقائد كردي.

ووفرت التقارير نظرة استثنائية على داخل النظام الإيراني السري. وهي تفصل أيضاً إلى اي مدى سقط العراق تحت النفوذ الإيراني منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003، وكيف استغل العراق والولايات المتحدة العراق كساحة لألاعيبهما الاستخباراتية.

ويضم الأرشيف مئات من التقارير والبرقيات المكتوبة خصوصاً في 2014 و2015 من ضباط في وزارة الاستخبارات الإيرانية كانوا يعملون على الأرض في العراق.

وتظهر البرقيات أن ضباطاً من وزارة الاستخبارات ومن الحرس الثوري كانوا يعملون في شكل مواز في العراق.

ورفض ثلاثة مسؤولين إيرانيين التعليق على مقال "نيويوك تايمز".

أما حسان ضنايفار، السفير الإيراني في العراق من 2010 حتى 2017 وهو أيضاً نائب سابق للقوات البحرية للحرس الثوري فأكد أنه كانت لإيران اليد العليا في جمع المعلومات الاستخباراتية في العراق. (اقرأ/ي أيضاً: «إيران باقية وتتمدد».. كيف نجح نظام الملالي في شراء سوريا؟ (التجنيس نموذجاً) (تحقيق)).

الانسحاب الأميركي

ووفقاً للتقارير، تحركت طهران بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 لتجنيد عملاء سابقين في "السي آي اي". وأظهر جزء غير مؤرخ من البرقيات أن طهران بدأت تجنيد جاسوس في وزارة الخارجية الأمريكية. وليس واضحاً مصير جهود التعبئة، ولكن بحسب الملفات، بدأت إيران عقد اجتماعات مع المصدر وعرضت مكافأة مع راتب وقطع ذهبية وهدايا أخرى.

ولم يرد اسم المسؤول في وزارة الخارجية في البرقيات، ولكنه وصف بأنه سيكون قادراً على تقديم "نظرة استخباراتية إلى مخططات الحكومة الأمريكية في العراق، سواء للتعامل مع داعش أو أية عمليات سرية أخرى".

وأرسلت الصفحات الـ 700 إلى مجلة "إنترسبت" التي ترجمتها من الفارسية إلى الإنكليزية وتقاسمتها مع "نيويورك تايمز". وتأكدت المطبوعتان من صحة الوثائق لكنها لا تعرف من سربها. وتواصلت "إنترسبت" مع المصدر الذي رفض لقاء صحافي، عبر وسائل مشفرة. وهو قال في رسائله المشفرة إنه يريد أن "يدع العالم يعرف ما تفعله إيران في بلدي العراق".

وعموماً، ظهر عملاء الاستخبارات التي تتحدث عنهم الوثائق صبورين ومحترفين وبراغماتيين. كان همهم الأساسي منع العراق من التفكك والمتطرفين السنة من التغلغل إلى الحدود الإيرانية والسقوط إلى حرب طائفية يمكن أن تحول الشيعة هدفاً للعنف ونشوء دولة كردية مستقلة تهدد الاستقرار الإقليمي وسيادة الأراضي الإيرانية.

وكشفت الوثائق إن سليماني عمل على استئصال داعش، ولكنه ركز أكثر على إبقاء العراق دولة تابعة لإيران، وبقاء الفصائل السياسية الموالية لطهران في السلطة.




كلمات مفتاحية