http://anapress.net/a/319717825807569
على خلفية قيام قوات الأسد في الآونة الاخيرة بقطع مياه نهر العاصي المغذي لسد الرستن في ريف حمص الشمالي منذ أوائل شهر /مايو/ أيار الجاري، ظهر بناء قديم في أحد الأودية التي تشكل طوقاً حول المدينة، والذي كانت تغمره المياه منذ عشرات السنيين.
البناء الذي تسبب انحسار المياه للمرة الاولى بظهوره ليرى النور، يرجع لعصر الإنتداب الفرنسي على الأراضي السورية في تموز من العام 1920، والذي أمتد لنحو 26 عام حتى تمام إجلاء القوات الفرنسية عن كامل التراب السوري يوم السابع عشر من شهر نيسان في العام 1946.
وبحسب أراء الأهالي في منطقة "البديقة" الى اغرب من مدينة الرستن، والتي ظهر فيها البناء، تحدثوا بأن المبنى كان عبارة عن محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في عهد الفرنسيين، حيث تظهر أعمدة متناسقة من العواميد الإسمنتية الضخمة، وهي تنساب من أعلى الجبل الى أسفل الوادي، حاملة معها سيلاً من مياه الامطار، ومجرى نهر "بحيرة قطينة" المغذية للمنطقة بالمياه منذ مئات الاعوام.
"ابو محمد الرستناوي" أحد المزارعين من "منطقة البديقة" تحدث بحسب معلوماته التي ورثها عن والده، بان البناء كان يتصل به "نواعير" تشغلها ساقية المياه المناسبة عبر الاعمدة، لتقوم بالدوران بفعل المياه وتوليد الطاقة الكهربائية، مشيراً الى أن هذا الأمر كان يتم قبل تشييد سد الرستن في خمسينيات القرن الماضي، ولفت الى أن البناء لم يشهده طيلة حياته، كونه مغموراً بالمياه ، وإنما هي معلومات أخبره بها والده.
هذا وتبلغ مساحة البناء الحجري نحو 150 متر مربع، لم تتمكن المياه من تفتيته طيلة الفترة التي غمرته بها، وما زال يحافظ على شكله الهندسي الذي يتوسطه عدد من القناطر و الرسوم الهندسية.
وكانت قوات الأسد قد تعمدت فتح جميع العنفات الخاصة بتدفق مياه "سد الرستن" الى العاصي الممتد نحو ريف حماه الشمالي في بداية شهر " آذار" في خطوة لعرقلة تقدم فصائل المعارضة التي كانت تبسط سيطرتها على عشرات المدن والبلدات في ريف حماه ضمن معركة أطلق عليها "وقل اعملوا"