http://anapress.net/a/317507133003691
العديد من الأمور قد تكشفت بصورة واضحة لا تقبل التأويل عقب القصف الذي قام به التحالف الروسي والأسدي والإيراني على السوق الشعبي في منطقة الأتارب بريف حلب والذي راح ضحيته 33 شخصًا وأصيب 93 آخرين.
جاء القصف الذي قام به التحالف الثلاثي الروسي الإيراني الأسدي عقب تلقي الروس ضربة قوية من المعارضة السورية التي رفضت المشاركة في مؤتمر "سوتشي" الذي تحاول موسكو من خلاله أن تخلق مسارًا بديلًا ينسف مقررات جنيف، وتثبت به هيمنتها كلية على الملف السوري.
كشف الهجوم عن شعار روسيا "سوتشي أو نحرق البلد" أو بالأحرى شعار "موقفنا وسيطرتنا على الملف السوري كلية وتحديدنا وجهة الحل وطبيعيته أو نحرق البلد". وهو ما أكده محللون رأوا أن القصف الأخير على الأتارب جاء من منطلق تلك الزاوية كأحد دوافعه وأسبابه الرئيسية، فالروس يسعون لـ "الانتقام" عقب رفض سوتشي واضطرارهم للتأجيل.
ويعتبر الأمين العام لحزب التضامن السوري الدكتور عماد الدين الخطيب، أن "كل يوم يمر على الصراع في سوريا توغل روسيا بعمليات القتل والإرهاب ضد الشعب السوري وتؤكد وقوفها إلى جانب النظام ومحاولة إعادة تدويره في ظل غياب رؤية وإرادة غربية أمريكية للصراع في سوريا وترك الامور لروسيا".
ومدينة الأتارب –وفق الخطيب- هي ضمن اتفاق الاستانة المتعلق بتخفيف التصعيد وليس فيها قوى عسكرية أو أي تواجد لهيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة مما يؤكد أن الهجوم على سوق الخضار المكتظ بالمدنيين ما هو إلا رسالة للمعارضة تؤكد فيها روسيا أنها صاحبة القرار وتؤكد جديتها بتنفيذ تهديداتها عندما أعلنت الخارجية الروسية أن من يرفض حضور مؤتمر سياسي من المعارضة سوف يتعرض للتهمييش والإقصاء من الحل السياسي.
ويتابع الخطيب في تصريحاته لـ "أنا برس" قائلًا: إن روسيا تتصرف في سوريا على أنها صاحبة الكلمة العليا ويظهر ذلك جليا من خلال اجتماعات وزير دفاعها مع بشار الأسد في حميميم دون مستشارين أو حتى وزير دفاعه.
وبدوره، يلفت المعارض السوري زكوان بعاج إلى نفس الشعار الروسي الخاص برغبتها في إذعان المعارضة وفرض وجهة نظر موسكو على الملف السياسي في سوريا أو أن تقوم بحرق البلد، قائلًا في تصريحات خاصة لـ "أنا برس": نعم ممكن أن تكون هذه المجزرة كنوع من الضغط المستمر على المعارضة السورية.. المجازر مستمرة منذ أكثر من ست سنوات.
ويردف في معرض رصده لرسائل الروس من ذلك التصعيد، قائلًا إن روسيا تبعث برسالة مفادها أنه "على المعارضة أن تركع وتلتزم بما تمليه روسيا الدولة العظمى بالحفاظ على بشار الأسد وعصاباته الأمنية والعسكرية التي تعمل وفق أجندة روسية منذ خمسين سنة.. وتلتزم روسيا بقيام العصابة الأسدية الإجرامية الشريرة ببعض الإصلاحات بمشاركة هزيلة للمعارضة في الوزارة وإعطائهم وزارات لتجهض المعارضة".
وتتفق روسيا مع شعار "الأسد أو نحرق البلد" الذي رفعه النظام منذ بداية الأزمة السورية، وهي باعتبارها الداعم الأكبر للنظام إلى جانب الميلشيات المتحالفة الإيرانية وميليشيات حزب الله اللبناني، تسعى لفرض توجهها وجهة نظرها على ملف الحل السياسي بما يخدم بقاء الأسد ويكرسه في السلطة. وجاء استهداف الأتارب التي تقع ضمن إطار منطقة الهدئة وخفض التوتر والتصعيد التي تم الاتفاق عليه في الأستانة، ومثل ذلك رسالة من الروس إلى المعارضة السورية كمحاولة للضغط عليها.