المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إدلب على صفيح ساخن.. أسباب الاقتتال بين الفصائل المسلحة

 
   
10:00

http://anapress.net/a/314370673455260
441
مشاهدة


إدلب على صفيح ساخن.. أسباب الاقتتال بين الفصائل المسلحة
صورة أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

تستمر الاشتباكات العنيفة بين كبرى الفصائل العاملة في الشمال السوري ضمن حرب الإلغاء بين الطرفين، حيث يحاول كل فصيل توسيع رقعة سيطرته على حساب الفصيل الآخر، مزهقة المزيد من الأرواح.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن اشتباكات بين هيئة تحرير الشام من جهة، وحركة أحرار الشام وألوية صقور الشام من جهة أخرى، في محور تل جعفر شمال شرق مدينة خان شيخون، وقرى كرسعة والفقيع وترملا الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وفي سياق متصل، قامت حكومة الإنقاذ اليوم في مدينة إدلب بوقفة تندد بالاقتتال الحاصل بين تحرير الشام وتحرير سوريا، وأكدت حكومة الإنقاذ على إيقاف الاقتتال بشكل فوري لما فيه إزهاق المزيد من الأرواح، وفق ما نقلت وكالة سمارت.

وتعليقاً على أسباب الاقتتال وعوامله ونتائجه في المناطق المحررة بين كبرى الفصائل المسلحة في إدلب وريفها، يقول الأكاديمي والباحث السياسي ياسر النجار لـ "أنا برس": إن "الكل أصبح يدرك أن إدلب على صفيح ساخن والنظام وحلفائه يدفعون باتجاه محاصرة الثوار في هذه المنطقة الجغرافية (إدلب وريفها)".

وتابع: "الاقتتال البيني له عوامل ونتائج وجهات مستفيدة، والجهة المستفيدة من الاقتتال البيني بين الفصائل المسلحة في إدلب وريفها النظام وحلفائه من الميليشيات الإيرانية ومن خلفهم الروس، لذلك النظام حريص على زرع الفتنة بين الفصائل المسلحة عبر الاختراقات الأمنية، وبنفس الوقت روسيا حريصة على تفتيت الفصائل عبر المفاوضات المجزئة بين كل فصيل على حدة".

أهم أسباب وعوامل الاقتتال بين الفصائل كما يرى الأكاديمي والباحث السياسي تعود إلى "الأجندات والارتباطات بالدول الإقليمية والدولية، وهذا الاقتتال يعبر عن اقتتال ما بين الدول الداعمة أكثر من اقتتال الفصائل المسلحة ما بينها". (اقرأ أيضًا: دوافع وأهداف الحرب الطاحنة بين "تحرير الشام" وتحرير سوريا").

ويوضح الأكاديمي "حالياً الاقتتال يكون على النفوذ والموارد المالية جاءت هذه العوامل بسبب أزمة الثقة ما بين الفصائل المسلحة، فأصبحت هناك حرب وجود ما بين الفصائل، فالمعارك الجارية في ريف إدلب كما في معرة النعمان وخان شيخون كانت معارك للسيطرة على الموارد المالية، للسيطرة على منطقة عبور الترانزيت لمناطق النظام وبالعكس".

وشدد على أن "روسيا عندما تقوم بالتفاوض تختار الفصائل المسيطرة على مناطق التماس بين مناطق النظام ومناطق الفصائل، وبالتالي الفصيل المسيطر على مناطق العبور والتماس سيحظى بالقرار النهائي والدور الأكبر وبالتالي ارتفاع أسهمه في البقاء والنفوذ على المنطقة".

أصبح في إدلب الآن كثافة سكانية عالية جداً بحيث أصبحت هذه المنطقة مستنزفة من كافة الأصعدة على مستوى الموارد والبنى التحتية
النجار

وحول سلبيات تجمع كل الفصائل المسلحة في منطقة إدلب وريفها يعتقد الأكاديمي، أنه "أصبح في إدلب الآن كثافة سكانية عالية جداً بحيث أصبحت هذه المنطقة مستنزفة من كافة الأصعدة على مستوى الموارد والبنى التحتية، فتواجد كبير من فصائل المسلحة ضمن هذه الرقعة الجغرافية المحدودة وهذا السلاح الموجود بأيدي الفصائل سيؤدي بالمنطقة إلى حالة اصطدام واقتتال بيني على مستوى فوضى أمنية".

 ويتابع النجار:  "المنطقة الجغرافية التي تم اختيارها لتهاجر إليها الفصائل، والتي هي إدلب وريفها، هي منطقة جغرافية حدودية مع تركيا وبالتالي تم الدفع بهذا الاتجاه للضغط على تركيا وللقبول بأي حل ولو كان على حساب الثورة، فسوف يتم إشغال الأتراك بالفصائل المسلحة الموجودة في إدلب لتصبح أداة ضغط عليها".

ويرى الباحث السياسي أن "اعتماد النظام حلفائه على سياسة قضم المناطق وهذا ما عمل عليه النظام في أكثر من منطقة في سوريا والآن سيعمل عليه في إدلب، ناهيك على المعارك المفتوحة بين الفصائل المسلحة في المناطق المحررة في إدلب وريفها بين كبرى الفصائل هناك. مما يساعد النظام وحلفائه على تفتيت تلك المناطق وسهولة السيطرة عليها".

"أما عن النواحي الإيجابية في تجميع الفصائل المسلحة في إدلب، يؤكد النجار أن تجميع الفصائل المسلحة في إدلب من كل المناطق السورية هذا أدى إلى تلاقي كل قيادات الثورة سواء العسكرية أو المدنية هناك مما أدى إلى تلاقح أفكار ما بين القيادات الثورية وسوف يقدمون شيء إيجابي تجاه الحاضنة المجتمعية وترجع تسترد الحاضنة المدنية دورها من جديد في انطلاق الثورة".

ومن الإيجابيات التي ظهرت أيضاً كما يقول النجار، هو "ظهور حس التكافل الاجتماعي بشكل واضح في إدلب فيما بين السوريين النازحين من مختلف المدن والقرى السورية واستقبالهم من أهالي إدلب، حيث ظهر التعاطف وحس مجتمعي كبير من أهالي إدلب تجاه النازحين وزرع في نفوس النازحين الأمل بعد إن كانت نفوسهم مكسورة بسبب التهجير القسري من بيوتهم..  والحالة المجتمعية بين المدنيين رفعت مستوى المسؤولية لدى الفصائل المسلحة للوقوف في وجه النظام وحلفائه بقضم مناطق من مساحات التماس في ريف إدلب من خلال تقدم المليشيات الإيرانية باتجاه المناطق المحررة".

وأخيراً من الإيجابيات كما يشير النجار، هو "الضغط على مؤسسات المعارضة من ائتلاف وحكومة ليكون الخطاب مباشر مع المجتمع المدني في إدلب وزيارات ميدانية للاطلاع على أحوال المدنيين.. وأصبح هناك تواصل بشكل يومي لقيادات المعارضة مع المدنيين في إدلب".

ويختم الباحث السياسي قائلاً، إن "إدلب أصبحت الآن أيقونة للثورة وأمل الثوار في سوريا وخارجها لاستمرار هذه الثورة، إدلب تتحمل الآن العبء والمسؤولية الأكبر لإنجاح مشروع الثورة وإفشال مشروع العودة إلى حالة الديكتاتورية والاستبداد، إدلب تحولت إلى مركز لإدارة مشروع الثورة من جديد".

ويشار إلى أن مصادر إعلامية متابعة لاقتتال الفصائل في إدلب اليوم، الأربعاء 18 من نيسان، إن حصيلة القتلى من الطرفين تجاوزت 700 قتيل بشكل تقريبي، إلى جانب 500 جريح أصيبوا خلال الاشتباكات في كل من ريفي إدلب وحلب الغربي، منذ 20 شباط الماضي.