المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

القطاع الطبي في سوريا.. بين تجارة الأزمة والواجب الإنساني

 
   
10:31

http://anapress.net/a/310581316340599
753
مشاهدة


القطاع الطبي في سوريا.. بين تجارة الأزمة والواجب الإنساني

حجم الخط:

يعاني الريف الدمشقي من أزماتٍ إنسانية على درجةٍ من الخطورة والتأثير على حياة الناس، المدنيين والعسكريين، تتمثل بغياب الأطباء والكادر الصحي، أو حتى نادرة الكادر الطبي المتخصص.

 

مع تراجع قيمة الليرة، وارتفاع أسعار اللوازم الطبية يمكن أن نبرر فاتورة المشافي الخاصة، وهو ما يدفع بالبعض للتوجه نحو المشافي العامة

الأهالي في هذه المناطق يعتقدون أن حال الطب والاستطباب، لم يكن أفضل حالاً، وإن كانت المشكلة قبل خمس سنواتٍ تتمثل بالعجز المادي عن علاج المريض، ليضاف إليها اليوم "ندرة" الأطباء، الذين تشير معظم اللافتات في الأرياف أنهم كانوا هنا وهناك، على هذا الصف أو مقابله من الرصيف.

يقول "م.ب" 35 عاماً وهو يعمل في أحد المحلات التجارية بريف دمشق "لم يسعفنا الحظ في استقراض مبلغٍ من أحد معارفنا، فتوفي والدي، قبل إجراء العمل الجراحي، أما بعد الحرب، فلم نجد الطبيب وبترت قدم ابن عمي بعد سقوط قذيفة أمامه في مخيم اليرموك، كان من الممكن أن يعالج".

بينما تعتبر معاناة الدمشقيين مختلفة في هذا الإطار، فالطبيب موجود، والمشافي متاحة، لكن هذا يتوقف أيضاً على "إمكانيات المريض" المادية، فهي وحدها التي تحدد أين تتجه..!! وإلى أي طبيبٍ أو مشفىً يمكن أن تقودك "نقودك"، فالمعاينات تضاعفت أسعارها بصورةٍ ملحوظة.

كشفية الطبيب خاضعةٌ لقواعد محددة هي التي تحدد قيمتها بحسب "الاختصاص، شهرة الطبيب، وأخيراً المنطقة" وهذا ينطبق على المشافي الخاصةِ أيضاً، وتتراوح كشفية الطبيب ما بين 1000_3000 ليرة، بينما كانت ما بين 200_500 ل.س، بحسب ما تقول "ن.ع" موظفة في القطاع الصحي بدمشق.

ارتبطت كشفية الطبيب وتكاليف العمليات الجراحية بـ"الدولار"، ومع تراجع قيمة الليرة، وارتفاع أسعار اللوازم الطبية يمكن أن نبرر فاتورة المشافي الخاصة، وهو ما يدفع بالبعض للتوجه نحو المشافي العامة، حتى وإن انتظر دوره طويلاً _ربما أشهر_ لكن هذا يعتمد على الحالة المرضية والقدرة المالية بحسب ما يقول الطبيب "إ.ف" مختص جراحة عامة.

وبحسب "س.غ" موظف في إحدى المشافي الحكومية يقول لـ"أنا برس" إن إجراء عملية مثل استئصال الزايدة أو المرارة، أو الولادات القيصيرية، تبلغ تكلفتها في القطاع الخاص ما بين الـ60_80 ألف ل.س".

ويردف "أما في القطاع الحكومي "المجاني" فالمريض مجبر على انتظار دوره أمام أعداد كبيرة من المرضى، ليجد نفسه مجبراً أيضاً على دفع نحو 5_7 آلاف ليرة سورية لأحد موظفي المشفى من ذوي النفوذ أو ربما الطبيب ذاته، حتى يقرب له دور العمل الجراحي".

ويتابع "لكن هذا يختلف حسب نوع العملية وإمكانية التحمل فترة أطول، وأحوال المريض المادية، فعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة عملية "قثطرة قلبية" 800 ألف ل.س، المريض قد يدفع للطبيب لإجراء العملية في مشفى حكومي ما بين 100_150 ألف ليرة، طبعاً هذا مع ما سيلقاه من عناية مميزة من طاقم التمريض، لا سيما لو وضع في جيوب الممرضات والأذنة بعض الليرات".

تقول "و.ش" إحدى المريضات اللواتي التقت بهن "أنا برس" في إحدى المشافي الحكومية "أجريت لي عملية زرع مفصل، كان من الممكن إجراء العملية في القطاع الخاص لكن لا أمتلك تكلفة العملية التي تصل ما بين الـ 200_300 ألف ليرة سورية، وهذا يعتمد على عدد الأيام التي أقضيها في المشفى الخاص".

يردف "لقد استدنت 15 ألف ليرة سورية من أخي لأعطيها للطبيب حتى يقرب لي دوري، لم يأخذها كاملة، اكتفى فقط بـ10آلاف ل.س، الخمسة الباقية كانت "إكراميات في المشفى"، لو لم افعل ذلك لكنت انتظر الدور إلى ما لانهاية ربما شهرين أو خمسة، على مبدأ "عدي ومدي"، ثم ماذا لو لم أجد من يقرضني؟".

هي حالات ليست غريبة على السوريين عموماً، فالحكومة تواجه "الإرهاب" اليوم، أما بالأمس فكانت على رباطٍ في مواجهة "الصهاينة"، ليغيب الرقيب ويصبح الطب "تجارة"، وتتراكم معاناة البسطاء وغيرهم ممن يعتقد أن بعض "الأطباء" مشاركٌ في استغلال الأزمة...!! بحسب أحد النشطاء في دمشق.