"ما هي نسبة نجاح جنيف 4؟".. أجوبة صادمة

"ما هي نسبة نجاح مفاوضات جنيف 4؟" سؤال يتردد على ألسنة السوريين خلال الفترة الراهنة بينما الأنظار والآمال معلقة على الجولة القادمة من المفاوضات السورية-السورية المرتقبة في مدينة جنيف في الثالث والعشرين من شهر فبراير الجاري.

ويأتي ذلك في وقتٍ تتباين فيه توقعات فصائل المعارضة –حتى أعضاء الوفد التفاوضي أنفسهم- بشأن فرص نجاح جنيف في ظل المعطيات الراهنة، فبينما يرى البعض أن الروس ساعون لإيجاد حل يخدم مصالحهم الخاصة رأى آخرون أن هنالك العديد من العقبات التي تعترض السبيل نحو الحل من بينها الموقف الإيراني.

إلا أن التباين ذاته لم ينعكس على رأي الشارع السوري (بالداخل والخارج)، إذ استقبل السوريون –رغم آمالهم في أن تسفر تلك الجولة الرابعة من المفاوضات عن مسار سياسي يستند إلى أساس جنيف 1 والقرارات الدولية ذات الصلة وينهي سنوات الحرب والعناء- بنظرة تشاؤمية، انطلاقًا من فشل الجولات السابقة، وانطلاقًا أيضًا من المعطيات الراهنة والمقدمات التي كان من بينها فشل مؤتمر الأستانة 2 نهاية الأسبوع الماضي.

ومن خلال سؤال طرحه الأمين العام لحزب التضامن السوري د.عماد الدين الخطيب، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قال فيه (ما هي نسبة نجاح جنيف 4؟) تستطيع الأجوبة أن تعكس تلك النظرة التشاؤمية للشارع السورية سواء بالداخل أو الخارج بشأن مصائر تلك المفاوضات، فالكثيرون عبّروا عن مدى اليأس بالتعليق بأن النسبة "صفر%"، حتى أن أحد المعلقين قال"صفر%".ل إن نسبة النجاح "دون الصفر وبمائة درجة"!

وقال أحد المعلقين إن "الدلائل على فشل جنيف 4 مسبقا: هناك وفود غير منسجمة.. ولا يوجد برنامج عمل واضح..  ولا يوجد تنظيم إداري بين كل هذه الوفود وكيفية اتفاقها أو عدم اتفاقها.. ومن تمثل هذه الوفود من الواقع على الأرض؟".

وقال المعارض السوري زكوان بعاج "هي إملاءات وليست مفاوضات"، فيما قال أحد المتابعين "تحولت القضية السورية شبيه القضية الفلسطينية وعملوا للمفاوضات كبير المفاوضين كما هو الحال للفلسطينيين صائب عريقات وصار عنا مؤتمر جنيف وأستانا كما هو الحال عند الفلسطينيين أوسلو وكامب ديڤيد".

وأردف أحد المعلقين على هذا الاستطلاع المصغر قائلًا "سيفشل طبعًا، والجميع يعلم ذلك، ولنرضخ علانية لتوافق المصالح القذرة للروس والأمريكان و مشتقاتهم". فيما أضاف آخر "لن يحصلوا ولا ورقة صفراء ساقطة من شجرة في الخريف .. الإيرانيون لم يأتوا لسوريا وحدهم، تم استجلابهم بعد أن سلموهم حكم إيران من الشاه.. هذا مخطط قديم، ولكن الناس لم يقفوا ضد المقبور وقتها وإلا كان استبداله ممكنا جدا.. والظرف الدولي أسهل.. والنتيجة ناقص 5".

فيما اعتبر آخر أن "المفاوضين ذاهبين لنصرة روسيا على الشعب السوري . إذ أنهم حتى الآن لم يعلنوا أن روسيا دولة محتلة".. وقال آخر "النجاح لن يكون بجولة أو جولتين. الحل يحتاج لجولات كثيرة، هنا وهناك وهنالك نتيجة لتعدد المتدخلين.. وهذا الحل خارج أيدي السوريين بعد أن أدخلوا الدببة إلى كرمهم. وهو (أي الحل) سيكون بعد توافق دولي وسيأتي بعد وقت وتراكم خطوات، والمهم هو صمود الهدنة ووقف سفك دماء الناس والدمار".

تباين

وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فؤاد عليكو (عضو المجلس الوطني الكردي وعضو الوفد التفاوضي في الجولة المرتقبة من مفاوضات جنيف) إنه لا يعتقد بأن جنيف ستحدث اختراقًا أو انفراجًا مقبولًا للأزمة  السورية. وبرر عليكو ذلك في تصريحات سابقة لـ "أنا برس" بسبب ما وصفه بـ "التباعد الكبير" بين النظام والمعارضة حول أجندات الحل السياسي في سوريا، مشددًا على أن النظام لازال يفكر بطريقة الإصلاح السياسي الشكلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية على أن يبقى بشار في سدة الرئاسة بصلاحياته الكاملة وهذا ما يرفضه بشكل مطلق ويرى أن الحل يكمن في الانتقال السياسي وتشكيل هيئة حكم بكامل الصلاحيات بما فيه صلاحيات رئيس الجمهورية وفق قرارات الأمم المتحدة المستندة لبيان جنيف 2012.

وأفاد عضو الوفد التفاوضي بأنه لا يعتقد لكل تلك الأسباب بأن الجولة القادمة من مفاوضات جنيف قادرة على التقارب بين وجهتي النظر المتباعدتين كثيًرا إضافة إلى أن المناخ الدولي العام غير مهيأ لإحداث أي اختراق. بينما قال عضو الوفد التفاوضي في الجولة القادمة بمفاوضات جنيف عبد المجيد حمو (عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية) إن هناك آملًا واسعة لدى السوريين بشأن تلك الجولة في أن تكون خطوة بمسار الحل السياسي عبر بوابة جنيف 1 والقرارات الدولية ذات الصلة ولاسيما القرار الصادر عن مجلس الأمن 2254. وشدد في تصريحات لـ "أنا برس" على أن المعارضة تتمسك في خضم تلك المفاوضات ببيان جنيف 1 ونتائجه باعتباره مرجعية رئيسية جنبًا إلى جنب والقرارات الدولية ذات الصلة في هذا الشأن، مشددًا في السياق ذاته على أهمية الدور الذي تلعبه موسكو في الوقت الحالي باعتبار أن روسيا هي ضامنة عملية وقف إطلاق النار وتسعى من أجل الدفع باتجاه الحل السياسي.