المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

نصب تذكاري لـ "غازي كنعان" في لبنان.. ماذا تعرف عن "كنعان"؟

 
   
15:11

http://anapress.net/a/298230822897752
3319
مشاهدة


نصب تذكاري لـ "غازي كنعان" في لبنان.. ماذا تعرف عن "كنعان"؟

حجم الخط:

كان الرجل ديمقراطياً أو على الأقل ليس ديكتاتورياً تافهاً وبعض الذين حملوا عليه بعد رحيله يبدو بأن أقصى طموحهم كان أن يصبحوا نسخة تايوانيه عنه.. بهذه الكلمات تحدث الوزير اللبناني السابق وئام وهاب عن غازي كنعان رئيس المخابرات السورية في لبنان في الفترة ما بين (1982 – 2001).

وكشف وهاب عن اتفاقه مع مجموعة من السياسيين على إقامة نصب تذكاري لقائد القوات السورية في لبنان سابقا، غازي كنعان، رغم تحكم الأخير وسيطرته على مفاصل القرار السياسي في لبنان وتدخله بكل شاردة وواردة بالبلد.

وغرد الوزير السابق وئام وهاب عبر حسابه على تويتر قائلا: "بعد الذي نشاهده اليوم تشاورنا مع مجموعة أصدقاء وقررنا إقامة نصب تذكاري لغازي كنعان.

غازي كنعان، رمز من رموز الأمن السوري، رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان، ما جعله حاكم لبنان الفعلي في الفترة من 1982 حتى ما بعد 2001م، وهو حسب كل الروايات صاحب النفوذ والقرار السياسي في البلد.

وصف بأنه رئيس الجمهورية في لبنان، ورئيس مجلس النواب، وصلة الوصل المباشرة مع حافظ الأسد بما يخص لبنان.. وجميع المسؤولون اللبنانيون الكبار كانوا يستشيرونه أو يستأذنونه في الأمور السياسية قبل اتخاذ أي قرار لأن الكلمة النهائية له بطبيعة الحال.

وتبقى حادثة وفاته لغزا لم يُعرف حتى الأن.. وإذا كانت هناك أسرار أخرى عرفها البعض وغابت عن آخرين فإنّها حتماً ستتكشّف بعد سقوط النظام. لأنّه وعلى رغم أنّ قادة متواطئين في عملية تصفية كنعان قد لقوا حتفهم، إلّا أنه ما زال هناك أناس رأوا وسمعوا ولم يتكلّموا…

كنعان الحاكم الفعلي للبنان

بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976 ربط حافظ الأسد وحدات جيشه المنتشرة هناك بفرع الأمن والاستطلاع ومقره عنجر، وعيَّن غازي كنعان ابن مدينته القرداحة رئيسا للفرع عام 1982. ومن هنا بدأ كنعان يتحكم بتفاصيل المشهد اللبناني كله.

سنوات كنعان في لبنان ارتبطت بازدهار تجارة المخدرات
أحمد فتفت

قال عنه وزير الداخلية اللبناني الأسبق أحمد فتفت، بحسب ما ذكرته قناة الجزيرة، بأنه "الحاكم بأمره" الذي عامل اللبنانيين بكثير من الاستعلاء..  مشيرا إلى أن سنوات كنعان في لبنان ارتبطت بازدهار تجارة المخدرات والتغطية على زراعتها في وادي البقاع.

ويعتبر إنه ضيق قبضة سوريا على لبنان حيث كان المخطط وراء انهيار معاهدة 17 أيار بين إسرائيل ولبنان بوساطة واشنطن عام 1983، كما كان وراء انسحاب قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة في عام 1984، والاطاحة بقائد الجيش اللبناني رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون في 13 أكتوبر 1990.

وبعد عودته من لبنان عين مديرًا للأمن السياسي في سوريا عام 2001، ثم وزيرًا للداخلية عام 2003.

غازي كنعان، على غرار ضباط سوريين كبار آخرين خدموا في لبنان، كانوا أيضاً ضالعين في أعمال الإرهاب والجريمة التي فشت في البقاع اللبناني. وتجدر الإشارة الى أنه في البقاع اللبناني، الذي كان الجيش السوري منتشراً فيه، والخاضع لسيطرة "حزب الله"، كانت هناك "صناعة" متشعبة ومتطورة من زراعة وانتاج المخدرات (الحشيش، الكوكائين والهيروين) وتزييف الأموال (بالذات الأوراق المالية من فئة 100$ أمريكي).

 وقد أتاحت أجهزة الأمن السورية لهذه "الصناعة" بالتواجد والازدهار في المناطق التي يسيطرون عليها (من خلال منحها "الحماية") واستفادوا من الأرباح الهائلة المرتبطة بهذا. كذلك استفاد الضباط السوريون الكبار الذين خدموا في لبنان (ومعهم قادة كبار في القيادة السورية) من أرباح غير مشروعة نتيجة الصفقات المشبوهة من شخصيات في القيادة اللبنانية.   

عودته لدمشق

عقب تسلم بشار الأسد الحكم عام 2000، عاد كنعان إلى دمشق ليتولى إدارة الأمن السياسي في سوريا عام 2001، ووزارة الداخلية عام 2003.

شهد عام 2004 ازدياد التدخل السوري في لبنان على نحو كان يعارضه رفيق الحريري الذي رفض التمديد للرئيس إميل لحود لفترة ثالثة، فاستدعي الحريري إلى دمشق على نحو عاجل لمقابلة بشار الأسد.

وبحسب رواية عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري آنذاك، فإن اجتماع الأسد والحريري حضره غازي كنعان الذي قرع الحريري بعنف.. وبعد شهرين من لقاء دمشق اغتيل الحريري في تفجير ضخم، ووجهت أصابع الاتهام لسوريا وأجبرت على الخروج من لبنان. وكان كنعان أحد المطلوبين للتحقيق

انتحار كنعان

في ظروف غامضة وجد وزير الداخلية السوري غازي كنعان ميتا في مكتبه وسط دمشق، في وقت كان يمر فيه نظام بشار الأسد بمرحلة حرجة وعزلة دولية بسبب اتهامه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

ففي صبيحة يوم 12 تشرين الأول 2005، انتحر غازي كنعان بطلقة في مكتبه، بعد مقابلة بادر اليها قبل ذلك مع وسائل الإعلام اللبنانية. وطبقاً للرواية السورية الرسمية، فقد انتحر كنعان بواسطة إطلاق عيار ناري في فمه.

ورغم أن الرواية الرسمية تحدثت عن انتحار كنعان، فإن كثيرين ذهبوا إلى فرضية الاغتيال.. عبد الحليم خدام يرى أن شخصية كنعان القوية ليس من السهل أن تنتحر، مشيرا إلى أن الأمن السوري منع عائلة القتيل من رؤية الجثمان، حتى لا ترى أن عدة رصاصات أطلقت على الرجل لا رصاصة انتحار.

وضعت وفاة غازي كنعان سلسلة من الأسئلة التي لا تتوفر حولها الإجابات القاطعة لغاية الآن

وفي مكالمة مسربة تحدث رفعت شقيق حافظ الأسد عن تصفية جميع من يشكلون تهديدا أو ضغطا على بشار الأسد، الأمر الذي طال عدة أسماء أمنية رفيعة، لكنها لا تفوق غازي كنعان أهمية وهو الموصوف بأنه "صندوق أسود".

وضعت وفاة غازي كنعان سلسلة من الأسئلة التي لا تتوفر حولها الإجابات القاطعة لغاية الآن: هل انتحر غازي كنعان فعلاً؟ أم أنه ربما كان كبش الفداء لنظام الأسد وجرى قتله من قبل رسل النظام أو ربما جرى الضغط عليه من قبل النظام السوري لكي يضع حداً لحياته؟

 هل كان غازي كنعان ضالعاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة باغتيال الحريري؟ ربما كانت لديه معلومات حول منفذي القتل، تؤدي الى القيادة السورية، وأثار مخاوفها منه؟ هل لانتحاره صلة بقضية اغتيال الحريري والتحقيق الذي تجريه لجنة ميليس، وهل سيتم التحقيق بالقتل من قبل اللجنة في عملها لاحقاً؟ 

قبيل حادثة انتحار غازي كنعان، صرح بشار الأسد بأن أي مسؤول سوري يثبت تورطه باغتيال رفيق الحريري سيحاكم بتهمة الخيانة.   (أقرأ أيضا: هكذا يحافظ الأسد على عرشه)

التحقيق معه

كان من بين عدة مسؤولين أمن سوريين استجوبهم محققون من الأمم المتحدة في إطار التحقيق الدولي في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وكانت لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري قد حققت معه في سبتمبر 2005، كما جمدت وزارة الخزانة الأمريكية في مطلع عام 2005 أصول غازي كنعان، والعميد رستم غزالة خليفته في لبنان في خطوة قالت عنها إنها تهدف للعزل المادي للممثلين السيئين الذين يدعمون جهود سوريا للإخلال باستقرار جيرانها.

من هو غازي كنعان

غازي كنعان من عائلة العلوية ولد عام 1942م في قرية بحمرا قرب القرداحة بلدة حافظ الأسد في جبال العلويين شرقي مدينة اللاذقية. وعلى نقيض العديد من التقارير، فهو لا يمت لعائلة الأسد بأي قرابة، متزوج وله ستة أولاد (أربعة ذكور وابنتان).

التحق بالجيش مبكرا مثل بقية الضباط العلويين، عضو حزب البعث، تخرج من المدرسة الحربية، في مدينة حمص عام 1965، وبعد صعود حافظ الأسد الى سدة الحكم وتعزيز حكم الطائفة العلوية، شغل غازي كنعان سلسلة من الوظائف في مجال الأمن الداخلي في حمص شمالي سوريا.

 حتى تعيينه رئيساً لفرع الأمن العسكري في حمص (في العام 1973). بين السنوات 1973- 1983، عني بمكافحة العناصر المناوئة لنظام الأسد في منطقة حمص واكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال.

ومارس في كثير من الأحيان التحقيق مع المقبوض عليهم بخصوص الأحداث التي بدأها الإخوان المسلمون في سوريا ببداية الثمانيات.. وتشير بعض المصادر إلى أنه قد عذب بنفسه عددا منهم وتسبب بإعدامهم ميدانيا أصبح رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في لبنان في سنة 1982. 

في العام 1983، تم تعيين غازي كنعان رئيساً لجناح الأمن والإستطلاع في لبنان، وعلى مدار عشرين عاماً جمع قوة كبيرة في هذا المنصب، وقد تحول الى شريك هام في بلورة “الترتيب السوري” في لبنان والرجل الأول الذي ينفذ السياسة السورية في لبنان من جميع أوجهها.

في هذه الفترة كان المشغل للشخصيات ومراكز القوى البارزة في لبنان ولا عجب أن سُمي بـ "المندوب السامي"، وتحول مقر قيادته في عنجر في البقاع الى رمز لسياسة الاضطهاد السورية.. وخلال خدمته المتواصلة في لبنان، اكتسب القوة، السيطرة والثراء.

في فترة حكم حافظ الأسد، حاز غازي كنعان، بفضل مهنيته، ونجاعته وانجازاته على الساحة اللبنانية، على تقدير كبير من قبل القيادة السورية، ومن قبل حافظ الأسد.

وفي فترة بشار الأسد، زال سحر غازي كنعان، على خلفية الشقوق التي حدثت في "الترتيب السوري" في لبنان وتحول لبنان من ذخر الى عبئ على النظام السوري. ومع أن تعيين غازي كنعان كوزير للداخلية كان ظاهرياً ذروة السيرة الذاتية، غير أنه من الناحية العملية، كان يملك صلاحيات تقل عن صلاحيات رئيس جهاز الأمن السياسي.  

كان يتمتع بعلاقات جيدة مع عدة مسؤولون أمريكان، وخاصة جماعة المخابرات (CIA) وقد زار واشنطن DC عدة مرات وكانت أول زيارة له في فبراير/ شباط 1992