أنظار روسيا تتجه نحو إدلب..ومهمة داعش بدأت هناك

لم تعد هناك الآن أي بلدة أو منطقة في سوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ومهمة الجيش الروسي القاضية بهزم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي المسلح "أنجزت بالكامل".. هذا ما صرح به الجنرال الروسي سيرغي رودسكوي قبل يومين..

بالتزامن مع تصريحات الجنرال الروسي تشهد مناطق عدة من ريف حماة الشرقي معارك ومواجهات عنيفة بين هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة (داعش) الذي يسعى بدوره إلى التوغل في ريف حماة الشرقي والوصول إلى محافظة إدلب الذي صار يبعد عنه نحو أربعة كيلومترات، في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات من المعارضة السورية من خطورة أهداف ومساعي التنظيم في التوغل نحو إدلب.

من جهته وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد بالأمس أنه ليس لدى روسيا أي خطط للتعاون مع الولايات المتحدة في إدلب شمال سوريا، مشيراً إلى أنه، لا يزال الوضع في إدلب صعباً، ونعمل مع الشركاء الأتراك بالدرجة الأولى، وكذلك مع الشركاء الإيرانيين والسوريين، على إطلاق منطقة خفض التوتر هناك بأقصى فاعلية ممكنة.

يتساءل مراقبون، هل بدأت موسكو تتجه نحو إدلب بعد دير الزور وريفها؟ وهل بدأ العمل على حشد عناصر لداعش نحو إدلب لضرب الفصائل وإيجاد المبرر لقصف المدينة؟!

يقول رئيس أركان القوى العسكرية والثورية ووزير الدفاع السابق في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس إن داعش هو أداة ابتدعتها أجهزة مخابرات دولية وأسند له دور يتلخص ببساطة في دمغ المعارضة السورية بصفة التطرف والإرهاب.

ويستطرد: ويتم إدخالها في مناطق المعارضة وافتعال معارك لإتاحة الفرصة لطيران النظام والطيران الروسي وطيران التحالف الدولي لقصف تلك المناطق وتدميرها وتهجير سكانها وهذا ما تعد له وتحضره موسكو لمدينة إدلب

ويوضح الوزير السابق خلال حديثه لـ "أنا برس" أن ما تقوم به داعش على تخوم إدلب اليوم لا يخرج عن هذا السيناريو فمن خلال الزج بعناصر داعش إلى إدلب، تريد روسيا القضاء على ما تبقى من فصائل وإعطاء المبرر للمحتل الروسي او للتحالف الذي تقوده أمريكا لقصف إدلب وتدمير ما بقي من بنى تحتية تمهيدا لهجوم بري عليها إما من قوات النظام وحلفائه أو من ال pkk الارهابي وحلفائه الأمريكان.

المؤلم جداً كما يقول إدريس أن هذه السيناريوهات أصبحت مكشوفة وأصبح اللعب فوق الطاولة ولم يعد مستورا ولكن لا توجد جهة سياسية أو عسكرية في المعارضة السورية تعمل بشكل مخطط ومنهجي لتلافي سلبيات هذه السيناريوهات ولمقاومتها فالكل غائب عن المشهد ومشغول بمفاوضات عبثية في جنيف والأستانا.

ومن جهة أخرى يرى المحلل السياسي حسام نجار أن مقتلة الثورة السورية كانت من داعش، فبعد أن كان الجيش الحر يسيطر على نسبة كبيرة واسعة وممتدة من الأرض السورية وخاصة الشرق السوري عمل المتآمرون على إدخال داعش لتلك المناطق والتي بدأت بقتل قيادات الجيش الحر واختلاق معارك معهم مما ادى الى سيطرتها على المنطقة الشرقية بالكامل.

ويشير النجار إلى أنه في ظل ما يتم على الأرض والادعاءات الروسية والأمريكية التي تقول إن التنظيم بقي لديه ما بين 3000 و4000 عنصر. يتساءل الفرد كيف استطاعت روسية حصر هذا العدد بعد كل هذه المعارك؟ وأين تتواجد هذه الأعداد؟ وكيفية تسليحها؟ وألية تحركها إلى ادلب؟ ألا يلاحظها الطيران الروسي؟ ألا يستطيع سحقها أو أنها تتحرك بمعيته وتحت توجيهاته؟

ويؤكد النجار لـ "أنا برس"، أن النظام وروسيا هم من يسهلون الطريق لتنظيم الدولة "داعش" لمحاربة فصائل المعارضة ويشتت مجهودهم دون أي تدخل من النظام وميليشياته ودون خسارة جنود وكذلك دون نكث روسيا لاتفاقها مع الاتراك، فكان لابد من الاتيان بتنظيم داعش لهذه المهمة.

ويتابع، فبعد اختلاق معارك من قبل داعش مع فصائل ادلب تأتي روسيا لتقول إنني سأضربها وبالمعية تقصف فصائل ادلب وتمهد لدخول قوات النظام والميليشيات الى باقي المناطق، وكلما تمر الايام يدرك الجميع ان داعش صنيعة وهي الخنجر الذي ضرب خاصرة الثورة السورية في مقتل وتم توجيه هذا التنظيم بشكل حرفي مدرب.

علينا ألا ننسى الخلايا النائمة للتنظيم والمتواجدة في كل من ريف حمص الشمالي وريف حماة الشرقي وريف ادلب الجنوبي وكذلك فصيل جند الأقصى الذي يستخدم دولياً وعلى نطاق واسع وسيكون له دور كبير لاحقاً في صفقة القرن. وفق النجار