المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

باحث سياسي يرصد لـ "أنا برس" خيارات أنقرة المحدودة في أزمتها مع واشنطن

 
   
10:00

http://anapress.net/a/295312509214452
121
مشاهدة


باحث سياسي يرصد لـ "أنا برس" خيارات أنقرة المحدودة في أزمتها مع واشنطن
تركيا- أرشيفية

حجم الخط:

خيارات محدودة أمام كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، إن رغبا في تجاوز التوتر الراهن الناتج عن إصرار تركيا إتمام صفقة شراء منظومة إس 400 الدفاعية من روسيا، وهو الإصرار الذي يواجهه رفض أمريكي صارم.

وفي تحليل للأزمة الراهنة ومآلاتها السياسية المختلفة خص به "أنا برس" يرصد الباحث والكاتب السوري يمان دابقي، أبرز تلك الخيارات من واقع التطورات والمؤشرات الراهنة، شدد خلاله على أن "أنقرة مهما حاولت المماطلة فعليها في نهاية المطاف إيجاد حل إذا ما أرادت عدم التفريط بأحد الحليفين".

واستهل دابقي تحليله بالإشارة إلى أن "العلاقات الأمريكية التركية تتعرض لهزات متباينة منذ أن تعرضت تركيا لمحاولة انقلاب في العام 2016، بعد أن وجهت تركيا بشكل غير مباشر أصابع الاتهام لواشنطن، والتي تحتضن المعارض التركي فتح الله غولن، ومنذ ذلك الحين العلاقات  الثنائية دخلت نفقاً مظلماً بعد تعدد الملفات الخلافية بين الطرفين، آخرها مسألة شراء تركيا منظومة صواريخ إس 400 روسية الصنع (..) وترى أنقرة أن حصولها على هذه المنظومة بات أولوية قصوى لحماية الأمن القومي التركي، من الأخطار والمهددات الإقليمية". (اقرأ/ي أيضاً: من الألف للياء.. أزمة منظومة صواريخ إس 400 بين واشنطن وأنقرة).

المنظور التركي

وقال دابقي في تحليله إنه "في المنظور التركي، اللجوء للخيار الروسي كان ضرورة جاءت بعد ادعاءات تركية متتالية بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفي بعودها، في العديد من القضايا والملفات، لذا تركيا عززت علاقاتها مع موسكو، في جميع المجالات؛ لاسيما النفط والاقتصاد والأسلحة، الأمر الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة، ودفعها لتهديد تركيا، بإلغاء صفقة شراء الطائرات إف 35، وفرض عقوبات، وإعطائها مهلة لنهاية شهر يوليو/ تموز المقبل؛ لإيقاف الصفقة نهائياً مع روسيا".

واستطرد الباحث السوري قائلاً: "أعتقد بأن تركيا تحاول الحصول على كلا الصفقتين بالتوازي؛ ففي آخر اتصال أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عرض إردوغان على ترامب إنشاء مجموعة عمل مشتركة، تكون متخصصة للبحث في المخاوف الأمريكية من الخطر المتوقع للمنظومة الروسية على طائرات f35، كما اتفقا على عقد اجتماع ثنائي على هامش قمة العشرين نهاية يونيو/ حزيران الجاري في اليابان (..) ومن جانب آخر، تؤكد تركيا أنها ستستلم من موسكو منظومة الصواريخ خلال الأشهر المقبلة، مؤكدة أكثر من مرة أنها لن تتراجع أبداً عن الصفقة".

العلاقات التركية الروسية

وتابع: وعلى رغم أن العلاقات التركية الروسية تعيش حالياً توتراً غير مسبوق بسبب تضارب مصالحهما في سوريا، إلا أن ذلك لم ينعكس على موضوع شراء الصفقة، أو إبداء تراخٍ مثلاً من الجانب التركي أو توجيه تحذير، إنما التوتر بقي محصوراً في إدلب، لكن تركيا عززت علاقاتها مع واشنطن مؤخراً وأعلنت عن وجود حالة تقارب مع أمريكا في ملف المنطقة الآمنة ومستقبل سوريا.

وشدد دابقي في معرض تحليله للأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا على أن "تحّسن العلاقات الأمريكية التركية في الشهرين الآخرين ولدّ من جانب آخر، توتراً روسياً تركياً، وهذا يعني أن تركيا مهما حاولت المماطلة في موضوع صفقاتها الثنائية، عليها في نهاية المطاف إيجاد حل إذا ما أرادت عدم التفريط بأحد الحليفين".

 وقد تضطر تركيا –والكلام على لسان دابقي- فعلاً للاختيار بين الصفقتين في حال رفضت إدارة ترامب المقترحات التركية الأخيرة، كتأجيل حصولها على المنظومة الروسية في الوقت الحالي ريثما يتبلور تصور تركي أمريكي في موضوع تجنيب الأخطار.

خيارات محدودة

 وتعد هذه المحاولة، في تصور الباحث السوري، ربما الخطوة الأخيرة لتركيا بعد إعطاء الإدارة الأمريكية مهلة لتركيا نهاية يوليو/ تموز المقبل، فإذا نجحت في إقناع ترامب، في لقاء قمة العشرين، قد تُمهد الطريق نحو تحقيق سياسية رابح رابح في الحصول على كلا الصفقتين، وإذا ما فشلت فسيكون عليها اختيار إحداها على حساب الأخرى، لكن يبقى هذا مستبعداً في الوقت الحالي، إلا في حال تصاعد الخلاف التركي الروسي لدرجة إنهاء التفاهمات المشتركة حول سوريا، والمعروفة بمساري (أستانة وسوتشي)، حينها ستتغير قواعد اللعب والاشتباك في كامل الجغرافية السورية، وقد تصل للتصادم المباشر بين روسيا وتركيا، وهو مطلب رئيسي لمؤسسات الويلات المتحدة، على حد تحليله.