خفايا مقتل الجنرال الروسي في دير الزور

أسئلة كثيرة تداولها صحفيون وناشطون حول ظروف مقتل الجنرال الروسي "فاليري أسابوف" الذي قتل في مدينة دير الزور نتيجة قصف مفاجئ بالهاون قام به مسلحو تنظيم داعش، وفق ما ادعت به وزارة الدفاع الروسية.

الجنرال القتيل كان يشغل منصب رئيس المستشارين العسكريين الروس في سوريا، وكان يعمل برفقة الضباط والعسكريين السوريين في عدة مناطق كان آخرها دير الزور، كما وصفته وزارة الدفاع الروسية

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف أن مأساة فقدان الضابط الروسي الكبير (الجنرال فاليري أسابوف) هي نتيجة لهذه الازدواجية الأميركية في سياستها لمكافحة الإرهاب في سوريا.كما حمّل من جانبه نائب وزير الخارجية الروسية، سيرجي ريابكوف، الولايات المتحدة المسؤولية عن مقتل الجنرال الروسي فاليري أسابوف في سوريا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن ريابكوف، قوله إن السياسة ذات الوجهين التي تنتهجها الولايات المتحدة هي السبب في مقتل الجنرال أسابوف، مضيفة أن مقتل القائد الروسي هو الثمن... الثمن الدامي للسياسة الأميركية ذات الوجهين في سورية.

ومن جانبها نفت الخارجية الأمريكية اليوم 26/سبتمبر، أن تكون واشنطن وراء مقتل الجنرال الروسي فاليري آسابوف، معتبرة أن التصريحات حول دعم أمريكا تنظيم الدولة، أو أنها تتغاضى عن مقتل القائد الروسي لا تستند إلى حقائق.

نقلت إذاعة "غوفوريت موسكفا" (موسكو تتحدث) الروسية مفاجأة حول مقتل الجنرال الروسي، نقلتها عن مصدر في سوريا أن مقتل اللواء الروسي فاليري أسابوف في سوريا قد يكون ناتجا عن خيانة.

كما تحدثت وسائل إعلام رسمية في روسيا عن وجود أدلة غير معلنة أنّ الجنرال الروسي فاليري أسابوف قد قتل شرقي سوريا بعملية "غدر وخيانة"، ولم تقدم الصفحة الرسمية لقاعدة حميميم العسكرية في سوريا، التي تحدثت عن تلك الأدلة، أيّ إيضاحات بشأن الفاعل أو الجهة التي تقف خلف ما سمته بـ الغدر والخيانة. والمثير في الأمر أن وزارة الدفاع الروسية لم تؤكد أو تنفِ هذه المعلومات حتى الآن. حيث تناقلت هذه المعلومة الكثير من الصحف والمواقع المحلية في روسيا.

وفي هذا الإطار يقول الباحث والمحلل السياسي جودت الحسيني لـ "أنا برس"، حول فرضيات مقتل الجنرال الروسي، إن مقتل الضابط الروسي بدير الزور وتصفيته له عدة احتمالات؛ فالاحتمال الأول كما يقول الحسيني: أن النظام السوري هو تربية النظام الروسي من حيث العمل المافوي من خلال التخلص من الأيادي التي كانوا يستهلكونها في عملية القتل والاغتيالات وبعد أن تنتهي مهمته يقومون بتصفية هذه الأداء المستهلكة

وقد قامت المخابرات الروسية بالإيعاز إلى ضباط من العصابة الأسدية التي تعمل مع الروس من تحت الطاولة بتصفية هذا الجنرال بإيعاز روسي وبعدها الضغط على النظام باستحقاقات قادمة جديدة.

الاحتمال الثاني: يعتقد بأن هناك ضباط يعملون بخط ضد النظام للانقلاب عليه وتولي زمام الأمور وهم يعملون مع الأمريكان لتوريط عصابة النظام مع العلم الطرفان هم عصابتان مافيتان حيث أوعز الأمريكان لهؤلاء الضباط الذين يعملون معهم بتصفية هذا الضابط الروسي لرمي الاتهام على النظام لحصول خلافات عسكرية بين الطرفان الروسي والسوري. وبالتالي -كما يرى الحسيني- ستنعكس هذه الواقعة سياسيا حول الموقف الروسي اتجاه نظام الأسد، هذا الحدث سيجعل النظام في ورطة ان فتح الروس تحقيق حول هذه العملية لأن نتائجها تنعكس كما ذكرت عن العلاقات المشتركة بين الطرفان.

الاحتمال الثالث وهو ضعيف: وهو أن الجنرال قتله داعش بقصف في المحافظة واستغلت المعارضة الروسية بالداخل هذا الموقف لتحريك الرأي الشعبي ضد بوتين على تورط روسيا بحرب استنزفت الاقتصاد الروسي وهذا هو احتمال ضعيف.

وعلى حسابه على تويتر دحض الصحفي الروسي "Maxim A. Suchkov/ مكسيم سوتشكوف" رواية وزارة الدفاع الروسية حول مقتل الجنرال فاليري أسابوف، يقول الصحفي كيف لتنظيم "داعش" أن يعرف بوجود الجنرال الروسي في المكان المقصوف وفي هذه الساعة. ووجه "سوتشكوف" اتهاماً لنظام الأسد بتمرير هذه المعلومات الحساسة للتنظيم، إذ سبق أن اشتكى الروس من فساد بعض ضباط النظام وأجهزته الأمنية بعمليات تهريب سلاح لمناطق داعش.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت قبل يومين مقتل أسابوف بانفجار قذيفة خلال قصف مفاجئ بالهاون قام به مسلحو تنظيم داعش، وأوضحت أنّ مهمة الضابط القتيل كانت تقديم المشورة العسكرية إلى القوات السورية الحكومية، وبمقتل أسابوف ارتفع إلى 33 عدد الجنود الروس الذين سقطوا في مهام قتالية في سوريا، حسب أرقام نشرتها وزارة الدفاع الروسية.