المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بلدة قمحانة شماليّ حماة.. أهمية السيطرة عليها وأسباب تأخّر سقوطها بيد المعارضة

 
   
13:03

http://anapress.net/a/286385103341732
546
مشاهدة


بلدة قمحانة شماليّ حماة.. أهمية السيطرة عليها وأسباب تأخّر سقوطها بيد المعارضة

حجم الخط:

تستمر المعارك في بين قوات المعارضة ونظام الأسد في بلدة قمحانة شمالي مدينة حماة لليوم الخامس على التوالي، ورغم احراز تقدم ملوس للمعارضة داخل البلدة إلا أنها لم تتمكن من السيطرة عليها بالكامل بسبب شراسة المعارك واستماتة الشبيحة الذين يدافعون عنها في التصدي للهجوم حيث لازالت البلدة تشهد معارك كرّ وفرّ بين الطرفين، علماً أن عشرات البلدات والقرى المجاورة لها سقطت خلال ساعات قليلة من بدء المعارك إلا أنّ للبدة أهمية استراتيجية وعرقية تختلف عن معظم مدن حماة، والتي تعد بوابة المدينة وخط الدفاع الأول عنها، ويعتبر آخرون سقوطها إيذانٌ بسقوط مدينة حماة.

بلدة قمحانة التي اعتمد عليها الأسد الأب والابن منذ عام 1980 لعام 2011 حتى انطلاق شرارة الثورة الأولى، لتكون خط الدفاع الأول عن المدينة لموقعها المهم ولمناصرة أهلها للنظام وانخراط جميع شبابها في صفوف النظام كمتطوعين أو شبيحة يدافعون عنه رغم ممارساته اللاإنسانية بسبب منحهم صلاحيات لا متناهية على جميع الأصعدة، حيث  تعتبر البلدة البوابة الشمالية لمدينة حماة، وخط الدفاع الأول لقوات النظام على أسوار المدينة ، والسبب الثاني هو العامل النفسي، إذا تم تحرير البلدة فهذا يعني أن الثوار كسروا شوكة النظام في حماة وريفها بشكل عام، بسبب كثرة الشبيحة المنضمين لقوات النظام من أهالي البلدة وعلى رأسهم شبيحة "النمر" سهيل الحسن، حيث يُقدر عدد الشبيحة من البلدة بحوالي 1500 شخص، ويَعتمد عليهم النظام أكثر من شبيحة الطائفة العلوية، حيث أن معظم من يقاتل ويدافع عن المدينة هم من شبيحة البلدة أولاً ومن مقاتلي حزب الله ولواء فاطميون والدفاع الوطني التابع للنظام، أما السبب الثالث هو القطع العسكرية المتواجدة ما بعد قمحانة كجبل زين العابدين، وجبل كفراع والمعروفين بقرني حماة، أي إذا سيطر الثوار على الجبلين تصبح مدينة حماة ساقطة نارياً بأيديهم.

إن لاعتماد نظام الأسد على بلدة قمحانة دور مميز على كافة الأصعدة، كونها الخزان البشري والعسكري للنظام قرب المدينة، وقد عمل النظام على تزويدها بكافة أنواع الأسلحة والمقومات لتكون خط الدفاع الأول عنه، حيث تحوي البلدة على كتلة نارية كبيرة فيها من الأسلحة والمدفعية وراجمات الصواريخ والرشاشات المتوسطة، كما أن قرب البلدة من جبل زين العابدين "القوة العسكرية الكبرى للدفاع عن مدينة حماة" يمنحها قوة أكبر لاعتمادها عليه في حال تعرضت لهجوم لاسيما أن السفح الغربي للجبل يعد من المناطق الإدارية التابعة لبدة قمحانة، فالبلدة التي تبعد 8 كيلومترات عن مدينة حماة من الجهة الشمالية لا يفصلها عن المدينة إلا طريق حلب الذي يتمركز فيه فرع الأمن السياسي إضافة إلى عدد من مستودعات الأسلحة التابعة للقوى الجوية، هذا وقد أشاع الكثيرون بأن البلدة هي من الطائفة الشيعية البحتة إلا أن الحقيقة وحسب بعض سكانها الذين نزحوا عنها وانخرطوا في صفوف الثوار، فإن البلدة سنية بالمطلق ولا يوجد فيها إلا عدد قليل جداً من العوائل الشيعية إلا أن موالاتها للنظام أسفرت عن قدوم أعداد كبيرة من المقاتلين الشيعة من حزب الله ولواء الفاطميون إليها، ما أدى إلى ازدياد أعداد الشيعة فيها بنسبة كبيرة.

تقدم كبير وسريع أحرزه الثوار بسيطرتهم على أكثر من ثلاثين موقعاً للنظام في ريف حماة الشمالي كسرت شوكة الأخير وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد علاوة على فقدان عشرات المواقع الاستراتيجية له، إلا أن معركة السيطرة على بلدة قمحانة أخذت حيّزاً أكبر مما كانت تتوقع المعارضة، حيث بدأت عمليات اقتحام المدينة صباح يوم الجمعة الفائت بتفجير سيارة مفخخة في تجمعات النظام، تبعها اشتباكات عنيفة تمكن الثوار خلالها من دخول البلدة والاشتباك مع عناصر النظام داخل أحيائها وتحول المعركة إلى حرب شوارع تمكن الثوار خلالها من تدمير 4 دبابات وعدد من الآليات الثقيلة إضافة إلى قتل العشرات منهم حسب تصريحات من الثوار العاملين فيها، إلا أن استماتة النظام في الدفاع عنها سواءً من قبل العناصر المقاتلين فيها أو من الدعم العسكري الذي يقدمه جبل زين العابدين وسلاح الجوي، لم يمكن الثوار من السيطرة عليها بالكامل والتي ستكون عملية سقوطها نقطة تحوّل كبيرة على الساحة العسكرية وسط البلاد.