http://anapress.net/a/285608520002834
واقعة مريرة تتلوها واقعة أخرى لتنضم إلى وقائع وقصص معاناة إنسانية كبيرة تشهدها سوريا من واقع الحياة الصعبة التي يعاني منها المدنيون في أقبية المنازل المهدمة في غوطة دمشق القريبة من العاصمة السورية دمشق، والتي تفصلها بعض الأبنية المهدمة عن حياة من نوع آخر وكأنهم في زمن مختلف عن أولئك المدنيين القاطنين في الشطر الاخر.
لم يكد ينسى أهالي غوطة دمشق، والكثير ممن تضامنوا إنسانياً مع الطفل "كريم" الذي هزت صورة رأسه الضمير الإنساني عربياً وعالمياً، بعد أن كُسرت جمجمته وفقدت إحدى عينيه بفعل الغارات التي شنتها الطائرات الحربية التابعة لقوات الأسد على بلدة حموريا ، حتى استفاقت جارتهم بلدة سقبا في ذات البقعة الجغرافية على فاجعة لم تكن حادثة الطفل "كريم" بأقل منها.
أويس العتقي ابن مدينة حرستا الذي لم يكمل عامه السادس بعد، تعرض هو وعائلته لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد في لحظة خروجهم من الأقبية التي اعتادوا كباقي الأهالي على المكوث ضمنها تخوفاً من أي حملة تصعيد على المدينة وعند خروجهم لشراء بعض المستلزمات الحياتية فوجئوا بإحدى القذائف التي تسببت بظلام دامس للطفل "أويس" سيرافقه بقية حياته.
على الرغم من نقله بشكل سريع إلى أحد المراكز الطبية ومحاولة الكادر الطبي تقديم ما يلزم من علاج للحفاظ على عينيه إلا أن مساعيهم باءت بالفشل، نظراً لإصابته البالغة على مستوى الرأس لأضرار واسعة بحسب مصادر طبية على مستوى العينين اليسرى واليمنى المتمثلة بـ "كسر في سقف الحجج" أجبروا الأطباء على إثرها للعمل على تفريغ العينين، وصنع أجفان اصطناعية مع كرات بلاستيكية مكان التجويف، بهدف الحفاظ على حياته بشكل مبدأي. (اقرأ أيضًا: بالصور: طفل سوري محاصر بالغوطة يفقد والدته وتفقده الإصابة القدرة على الكلام).
في ذات السياق أطلق عدد من الناشطين في الداخل السورية حملة للتضامن مع الطفل "أويس" من أجل تدخل المنظمات الطبية للعمل على إخراجه من الغوطة الشرقية ليتم استكمال علاجه بعد التخوف الحاصل لدى ذويه من أن يكون هناك عوارض لاحقة تظهر أثارها على الطفل كون الإصابة التي تلاقاها في الرأس بشكل مباشر، فضلاً عن أن استكمال علاجه في المشافي الميدانية تعتبر أمراً غاية في الصعوبة.
ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في شهر مارس/ آذار من العام 2017 الماضي بأن نسبة 30 بالمئة من الإصابات الموجودة في الغوطة الشرقية هي لأطفال لم يتجاوزا الخامسة عشر من عمرهم.