http://anapress.net/a/285248741681826
سيطر مقاتلو تنظيم الدولة "داعش" خلال الأيام القليلة الماضية على ثلاثين بلدة وقرية في ريف مدينة إدلب الجنوبي بعد معارك عنيفة خاضوها ضدّ مقاتلي هيئة تحرير الشام بعد أن فشلت الأخيرة بالتصدي لهجوم داعش الذي يحاول التقدم نحو عمق مدينة إدلب في حال نجح بالوصول إلى منطقة أبو ضهور، وسط حالة من الرعب التي بدأت تنتاب المدنيين الذين تخوفوا من إعطاء الذريعة للطائرات الروسية وقوات الأسد لقصف المدنيين بحجة محاربة الإرهاب.
بالتزامن مع معارك تنظيم الدولة في ريف إدلب الجنوبي، بدأت قوات الأسد المدعومة بسلاح الجو الروسي بعملية عسكرية في ريف حماة الشمالي الشرقي تمكنت خلالها مساء الأمس من السيطرة على تلّة السيرياتل الاستراتيجية بعد معارك ضد مقاتلي هيئة تحرير الشام.
https://youtu.be/fr1I9KtFXwA
وبحسب ما أفاد به "أبو مصعب" من المرصد 200 في ريف حماه الشمالي لـ "أنا برس" فإن قوات الأسد شنت حملة عسكرية شرسة مدعومة بالميليشيات الإيرانية واللبنانية، باتجاه منطقة أبو دالي إلا أن الفصائل العسكرية تمكنت من التصدي لمحاولة التقدم الأخيرة والمتمثلة بكل من "هيئة تحرير الشام وجيش إدلب الحر وجيش النصر وجيش العزة".
وأضاف أن التمهيد المدفعي المكثف لقوات الأسد أدى لانحياز مقاتلي المعارضة عن "تلة السيرياتل" مساء الأمس الجمعة بعد أن تمكنوا من قتل العشرات من قوات الأسد. (اقرأ أيضًا: عام هزائم تنظيم البغدادي.. داعش يتلقى ضربات موجعة في 2017).
وأشار "أبو صعب" إلى أن قرية أبو دالي ما تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة وكذلك قرية المشيرفة، بينما تعتبر تلة خنزير بحكم الساقطة نارياً نظراً لتموضعها في المنتصف من أماكن سيطرة الطرفين، بينما تستمر قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها بمحاولة السيطرة على قرية "الرهجان" بدورها للوصول إلى مطار أبو ضهور العسكري.
من جهة أخرى، تسببت المعارك المستمرة في ريف حناه الشرقي والشمالي بنزوح مئات العائلات من سكان المنطقة الذين توجهوا بدورهم إلى ريف مدينة إدلب الجنوبي الشرقي وتحديداً إلى مُدن "سنجار و أبو ضهور وخان شيخون وجبل الزاوية" وسط ظروف انسانية ومعيشية صعبة بسبب فصل الشتاء.
وأفادت مصادر محلية مطلعة لـ "أنا برس" بقيام عدد من العائلات ببناء خيم بسيطة من شوادر الإغاثة ضمن المناطق النائية والأراضي الزراعية، مع غياب شبه تام للمنظمات الإغاثية والخدمية التي من المُفترض أن تلبي بعض احتياجات النازحين الذين فروا من هول واشتداد المعارك الدائرة، وسط مناشدات لأهلي الخيام بتحرك المنظمات والمسؤولين الإغاثيين للوقوف على أوضاعهم المزرية التي باتوا يُعانون منها.