http://anapress.net/a/279428669477082
بينما ينام الناس في أسّرتِهم الدافئ بأمان وسلام تحت أسقف أسمنتية محمية بعيدًا عن البرد والخطر، تعيش عائلات في خيم أرضها طينية بفعل زخات المطر، بينما المياه حولها وبداخلها يحيط بها الطين من كل الجوانب، في مشهد يغلفه البرد والجوع والخوف.
جابر وعائلته مهجرين إلى الشمال السوري يعيشون في مخيم يدعى "البل" لا يحمل أدنى مقومات الحياة في الشتاء تحت الأمطار، وذلك شمال سوريا في مناطق المعارضة السورية.
تعرضت والدة جابر لنكسة صحية خطيرة اضطر لللذهاب لإسعافها بأقرب نقطة طبية ليتفاجئ بأنها مغلقة ولا توجد سيارة إسعاف لإنقاذها. استمر جابر بالبحث الطويل هنا وهناك على سيارة لنقل والدته لمركز طبي للعلاج دون جدى، ليجد عربة يطلق عليها هناك "طريزينه" مؤلفة من ثلاثة دواليب لا تصلح لنقل البضائع حتى، وضع فيها والدته في ظلام الليل وسواده في الطرقات الطينية المليئة بالوحل والمياه والأجواء البارده.
عصام تيمية (ناشط يعيش في المخيم يساعد الأهالي هناك) يروي ذلك المشهد لـ "أنا برس"، ويكشف عن الأوضاع داخل المخيم قائلًا: في الصباح خرجت الأهالي والنساء العفيفات لتبدأ بإخراج فرش وبطانيات وأدوات الخيم المبللة بسبب بالشتاء والطوفان الناتج عن شتاء الليل.
وأضاف عصام أن "حالة المخيم مأساوية فعلًا.. بنصف الخيم دخلت إلينا المياه فلا يوجد سبيل للتدفئة لغلاء المحروقات والحطب وحتى المدافئ مرتفعة الأسعار.. الوسائل الضامنة لعدم غرق الخيم صعبة جدًا.. نحن بحاجة لتبني أوضاعنها من مؤسسات فعالة.. لا مال كاف لدى المهجرين والعائلات الفقيرة في المخيم.. يعيش الأهالي على بعض المعونات، وثمة أمراض حدث دون حرج، إضافة إلى نقص الأدوية وصعوبة تأمينها".
ويضيف إلى ذلك صعوبة التعليم والتنقل وتأمين العلاج والخدمات الصحية اللازمة للأطفال والسكن المناسب لهم والأجواء التي تدعم عملية التعليم، مشددًا على أن هناك أعداد هائلة من العائلات التي لم تستطع تأمين منزل للخروج من المخيمات.
ونقل رسالة عائلات مخيم البل، الذين أكدوا أنهم في خطر بيّن، وما الحالة التي يمرون بها اليوم إلا ألمًا قليلًا جدًا مقارنه مع ما يتوقعنه في الفترة المقبلة في حال ازدياد الأمطار واندلاع العواصف والتي ستودي بالخيم إلى الخراب.