http://anapress.net/a/272995793948172
تستمر قوات الأسد والميليشيات الأجنبية المساندة لها بتطويق جزيرة حويجة كاطع الواقعة بين ضفتي نهر الفرات والتي لا يفصلها عن ضفافه سوى مسافة قصيرة تُقدر بنحو 100 متر فقط، وسط استهداف هذه البقعة الجغرافية بعشرات القذائف والصواريخ الفراغية.
وعلى الرغم من توجيه الأهالي وعدد من الناشطين الحقوقيين "نداء الاستغاثة الأخير" بحسب البيان الذي صدر في العاشر من نوفمبر الجاري والذي طالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل السريع لإنقاذ أرواحهم إلا أن شيء لم يكن خلال الفترة الماضية. (اطلع على نص البيان من هنا).
من جهتها أعربت قوات سوريا الديمقراطية عن استعدادها لاستقبال المدنيين في حال تمكنوا من اجتياز نهر الفرات الفاصل بينها والذي لا تتعدى مسافته الـ 100متر، لكن بحسب ما أفاد ناشطون فإن قوات "قسد" لم تحرك ساكناً هي الأخرى لتسهيل عبورهم وانهاء المعاناة اليومية التي يعيشونها.
في ذات السياق قال أحد قادة في المجتمع الديمقراطي "عبد السلام أحمد" لـ "أنا برس" أنه سبق أن أبدت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها لاستقبال الأهالي المحاصرين، إلا أن النظام والروس هددوا بقصف المدنيين.
وتابع: من المعلوم أن المدنيين يفرون من المناطق التي يسيطر عليها النظام و ميليشياته خوفا من الانتقام و يلتجئون لمناطقنا ويحتمون بقوات سوريا الديمقراطية، وحصل ان اندس بعض الانتحاريين في صفوف المدنيين، فانت تكاد لا تميز بين المدني والمقاتل، إذ لم يتعاون المدنيين مع القوات العسكرية، سيما وأن اعداد النازحين كبير جدا.
وتجدر الإشارة إلى أن مصادر محلية في دير الزور تحدثت مساء الأمس عن قيام عدد من المدنيين بتسليم أنفسهم لقوات الأسد بعد نفاذ الطعام والأدوية، ومن ضمنهم عدد من مقاتلي تنظيم الدولة داعش.
وفي السياق، أفاد العميد أحمد رحال لـ "أنا برس" بأن الحديث على وسائل الإعلام بشكل متكرر لا يعني أن جزيرة حويجة كاطع تتمتع بموقع استراتيجي من الناحية العسكرية بالنسبة لمدينة دير الزور، وإنما تكرار الحديث عنها يهدف لتسليط الضوع على المعاناة الحقيقية للأهالي المتواجدين بداخل المدينة والذي يقدر عددهم بنحو 700 شخص مهددون بأي لحظة بارتكاب قوات الأسد لمجازر مروعة بحقهم وسط التزام جميع الأطراف الدولية الصمت إزاء ما يجري من انتهاكات يومية بحقهم.
وأضاف "الرحال" بأن حويجة كاطع تُعتبر البوابة الشرقية لمدينة دير الزور وجبهة قتال، وفي الأونة الأخيرة حاول المدنيين الخروج نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية نظراً لحصارها من قبل قوات الأسد بالتزامن مع عدم قدرتهم على النفوذ إلى مناطق سيطرة "قسد" وتخوفهم البالغ من التوجه لمناطق سيطرة الأسد تخوفاً من ارتكاب الأخير محاكم ميدانية بحقهم.