http://anapress.net/a/264418377617976
أوشكت المهلة التي حددها "معسكر المقاطعة" لقطر على الانتهاء، بينما لا تلوح في الأفق ما يوحي بإمكانية رأب الصدع داخل المعسكر الخليجي، مع عدم نجاح الوساطات المختلفة وفي مقدمتها الوساطة الكويتية، ما يضع الأزمة برمتها أمام خمسة سيناريوهات رئيسية حددها مصدرٌ دبلوماسي عربي –رفض ذكر اسمه- في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" أكد خلالها على أن المنطقة تدخل في "أجواء غير طبيعية" ومرشحة للتفاقم حتى لو تمت حلحلة الأزمة القطرية.
السيناريو الأول، وهو الأخطر حسب تصريحات المصدر الدبلوماسي البارز، يتعلق باستمرارية "الإنكار القطري" وممارسة سياسة "العناد" في مواجهة المطالب التي تقدمت بها الدول المقاطعة (طالع قائمة المطالب من هنــا) ما يدفع المقاطعين نحو "التصعيد" وهو التصعيد الذي حددت الإشارات الواردة من مسؤولين خليجيين وكذا تقارير إعلامية ملامحه الرئيسية في أن تكون الخطوة التالية هي "محاكمة قطر" وذلك بالتوجه إلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة لاسيما مجلس الأمن. (اقرأ أيضًا.. كواليس خاصة.. الجنائية الدولية نحو نظر "الملف القطري")
وخطت مصر بخطوات عملية في ذلك الصدد لما طالبت مجلس الأمن مؤخرًا بفتح ملف منح قطر فدية لمنظمات إرهابية (قيمتها مليار دولار) من أجل الإفراج عن مختطفيها في العراق من الأسرة الحاكمة. وذلك يأتي كخطوة (أو مقدمة) من أجل إدانة قطر في المحكمة الجنائية الدولية، تدعم تلك الخطوة دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين).
ولوحت وسائل الإعلام الرسمية في السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى أن "الخطوة التالية هي التوجه لاتخاذ إجراءات تدويلية للأزمة"، وقالت إن الدول المقاطعة لديها أسانيد دامغة ودلائل تؤكد "التورط القطري في دعم وتمويل الإرهاب".
أما السيناريو الثاني –حسب المصدر- فيتعلق بتحول المقاطعة إلى حصار كامل مصحوبًا بعقوبات اقتصادية أوسع من أجل الضغط على الاقتصاد القطري. وهو السيناريو الذي قد تنجح الدوحة في مواجهته مرحليًا من خلال الاستناد إلى استثماراتها في الخارج خاصة في أوروبا وبريطانيا على وجه التحديد من أجل قيام تلك الدول بدور ضاغط على المقاطعين لفض الحصار، لكن على المدى الطويل وحال صمود المقاطعين فإن ذلك سوف تكون له انعكاسات سلبية وخيمة على الاقتصاد القطري.
والسيناريو الثالث يتعلق باستخدام واشنطن علاقاتها مع جميع الأطراف والقيام بالضغط عليهم من أجل التوصل لـ "حلول وسطى" لاسيما أن الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي أبدت فيه انزعاجها من الدور القطري (وفق تصريحات رسمية أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) فالعلاقات بين الجانبين لن تنقطع، ووقعت قطر مؤخرًا على عرض لشراء طائرات إف-15 بقيمة 12 مليار دولار من الولايات المتحدة، بما يعني أن أمريكا "تلعب على جميع الأطراف" وتستفيد منهم.
وحدد المصدر الدبلوماسي السيناريو الرابع في نجاح الوساطة "العربية" الممثلة في جهود الكويت وعمان من أجل التوفيق بين الطرفين، من خلال دفع "المقاطعين" إلى تخفيف المطالب وتنقيحها لقبول الدوحة مع وضع آلية يتم من خلالها مراقبة التزام الدوحة بالمطلب الرئيسي الخاص بعدم دعم الإرهاب.
بينما يأتي السيناريو الخامس –وهو الأقل تحققًا من وجهة نظر المصدر الدبلوماسي- وهو ما يتعلق برضوخ قطر أمام تلك المطالب التي تقدم بها معسكر المقاطعة. وأفاد بأن المنطقة مقبلة على العديد من التطورات والتغيرات الفاصلة والجذرية، في مرحلة يعاد فيها إعادة تشكيل موازين القوى من جديد.