http://anapress.net/a/262899405692468
منذ أن تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا وانفرادها بشكل تدريجي بالملف السوري سياسياً وعسكرياً، وأصبحت اللاعب الأساسي بعد التراخي الأمريكي وتسليم الملف السوري للروس. بدأ يتبادر للكثرين متى ستخرج روسيا من سوريا وخاصة بعد اتفاق مناطق خفض التوتر والتهدئة في معظم المناطق.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده تحديد إطار زمني لحل القضية السورية وانسحاب القوات الروسية والإيرانية من سوريا. وأشار لافروف إلى أن القوات الروسية متواجدة بدعوة من حكومة دمشق ولذلك فوجودها أمر شرعي وقانوني، أما قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فهي (غير شرعية) لأنها لم تحصل على إذن أو دعوة من النظام على حد تعبيره.
جاءت تصريحات لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الجمعة 22 أيلول/سبتمبر خلال مؤتمر صحفي، موضحاً أن "تحديد جدول زمني لن يحل الأزمة في سوريا".
ويذكر أن أول دخول رسمي للقوات الروسية إلى سوريا كان في نهاية أيلول/سبتمبر2015، بحجة القضاء على الإرهابيين، لكنها دعمت نظام الأسد منذ بدء الثورة فساندته لبسط سيطرته من جديد على مساحات واسعة، بالإضافة إلى قيامها بعمليات وقف لإطلاق النار، وتحديد مناطق خفض التصعيد بالتعاون مع تركيا وإيران.
يقول الخبير الاستراتيجي منذر الديواني في حديث خاص لـ "أنا برس": "هناك استنتاج واحد بأن الرهان الروسي بات يقوم على الحل العسكري، وفرض أمر واقع كامل يحول طاولة المفاوضات إلى الوجهة المطلوبة. وبذات الوقت لا يمكن السماح برحيل النظام في إطار معادلة جنيف القائمة على تأسيس هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، وهي معادلة دفنتها موسكو في مباحثات الاستانة."
ويستطرد: "إن موسكو تدرك جيداً تركيبة النظام ومعضلة "الرمزية" التي اكتسبها الأسد وجعلت من رحيله نقطة انهيار فورية للنظام كله، ما يعني أن تخسر رهانها دفعة واحدة. وعلى الرغم أن روسيا جاءت متأخرة إلى سوريا بعد تدهور الموقف الداخلي والإقليمي، لكنها تحاول حالياً تعويض ما فاتها من خلال بسط نفوذها على كامل الأراضي السورية".
وحول تصريحات لافروف بأن موسكو ترفض الخروج من سوريا بإطار زمني يؤكد الديواني: "هناك قناعة روسية بأن موسكو لن تخرج من سوريا والمنطقة بعدما بذلت كل هذه الجهود للتمركز فيها، فروسيا تخوض معركتها الكبرى وإما أن تنتصر وتخرج بمكاسب واضحة إقليمياً ودولياً أو تقر موسكو بفشل استراتيجيتها ضد واشنطن".
ويضيف المعارض السوري كمال اللبواني خلال حديثه لـ "أنا برس": "تسعى موسكو لزيادة أوراق التفاوض بيدها، طالما هم يتفاوضون نتوقع تصعيد مواقف، ولكن عندما تبدأ رسائل القوة تنهار أسقفهم، مؤكداً أن هذه التصريحات هي رسالة لواشنطن، متوقعاً بوقوع تصادم حتمي بين الأمريكان والروس ولكن عبر حلفائهما.
وعلى صعيد آخر، يشار إلى أن طهران أعلنت وبشكل صريح على لسان علي أكبر ولايتي المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، أن ميليشيات حزب الله لن تخرج من سوريا، وعدّ أول موقف رسمي واضح من هذه المسألة منذ الاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار برعاية روسيا وتركيا.