http://anapress.net/a/260390743443220
وصف عضو الإئتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة جورج صبرا البيان الختامي الصادر عن أطياف المعارضة السورية المجتمعة في الرياض بأنه جاء بلغة الوسطاء الدوليين حيث تمت صياغته بطريقة دبلوماسية يلفها الكثير من الغموض على المستوى السياسي.
وقال صبرا لـ "أنا برس": إن لغة البيان التي أُصيغ بها ستكون لها نتائج مدمرة على صعيد تطبيق المرحلة الانتقالية المتفق على مبادئها في الفترة القادمة خلال المفاوضات المباشرة مع ممثلي نظام الأسد في المحافل الدولية، إذ أنه سيحظى بقبول جميع الأفراد في بداية الأمر، لكن الخلاف سيبدأ عند تنفيذها حيث ستظهر الاختلافات بالتفسير وفهم الموقف الذي بنيت عليه.
ولعل أهم ما ينقص هذا البيان -وفق صبرا- هو عدم وضوح آلية عمل الانتقال السياسي، إذ أن الأمر ليس متعلق فقط ببناء دولة ديمقراطية، بالإضافة إلى أن المجتمعين خرجوا عن المقررات التي أتى بها مؤتمر جنيف 1 في العام 2012 الذي يتحدث عن هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، بينما تحدث البيان عن هيئة حكم انتقال للسلطة بالتالي فإن الفروق كبيرة بين صيغ البيانين.
وأضاف "صبرا": إن المتابعين لمؤتمر الرياض 2 كانوا يتوقعون عدم صدور بيان يحافظ على ثوابت الثورة السورية والمحافظة على أساسيات العملية السياسية التي تعتبر مرجعيتها قرارات الرياض1 والسبب في عدم حدوث ذلك هو وجود معارضين يهمهم عدم الحديث بشكل مباشر بمصير الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، ويسهل عليهم التغاضي عنه، لذلك أتى البيان الختامي ملتبساً إذ أنه من الممكن أن يحظى بقبول الثورة لكنه في ذات الوقت قابل للتفسير بمنظور أخر غير الذي فُهم عليه. (اقرأ أيضًا: أربع ملاحظات رئيسية على مسودة البيان الختامي للرياض 2).
وأكد عضو الائتلاف الوطني السوري بالقول إن البيان الختامي لمؤتمر الرياض 2 يتناقض مع الطروحات التي قدمها المبعوث الدولي لسوريا ستيفان ديمستورا والتي سيبنى عليها مفاوضات الجولة الثامنة من مؤتمر جنيف المزمع عقده أواخر نوفمبر الجاري الذي يتحدث عن "الانتخابات و الدستور" وهنا يأتي التساؤل على النحو التالي أين عملية الانتقال السياسي المتفق عليها؟ وكيف يمكن التفكير باجراء انتخابات والبحث في بنود الدستور قبل إقرار عملية الانتقال السياسي وتثبيتها والتفاوض على بناء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات كما ورد في بيان جنيف وقرار مجلس الامن 2118.
إلى ذلك استبعد المعارض السوري اقتراب الحل السياسي في سوريا طالما أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين قطبي العالم المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية من جهة و روسيا الاتحادية من جهة أخرى، مضيفاً بان الحل السياسي ليس في متناول اليد طالما أن سوريا تعتبر مسرحاً للعمليات العسكرية لجيوش العالم والقوى والميليشيات الطائفية.