http://anapress.net/a/255153895415654
هاجم يوم الجمعة 21 ديسمبر (كانون الأول) حيوان برّي غريب خيمة تقطنها عائلة نازحة من ريف حماة لديها طفل يبلغ من العمر شهرين، وذلك لدى غياب والدته لوقت قصير لقضاء احتياجاتهم وبقاء الطفل وحده داخل الخيمة، ما أدى لتشوه رأس ووجه الطفل وسيلان الدماء على أرض الخيمة ووفاته على الفور.
الحادثة أثارت لغطاً داخل مخيم "كفر عميم" في ريف إدلب، واختلف الأهالي على ماهية الحيوان الذي هاجم الخيمة، وذهب البعض إلى الادّعاء بأنه حيوان "الغرير"، بينما اعتقد آخرون بأنه حيوان آخر وهو "الجردون" هو من كان السبب بقتل الطفل، وذلك في خط متواز مع ما تشهده المخيمات من سوء رعاية صحية ورقابة وعناية ووجودها في مناطق برية تسمح للحيوانات الوصول الى الخيم بسهولة فائقة.
نذير عبد العليم (ناشط طبي يعمل في الطوارئ وطالب طب في الصف الثاني) قال لـ "أنابرس" إن الطفل راجع مشفى عدي بمدينة سراقب وكان فاقد الوعي تماماً ويعاني من مشاكل في دقات القلب وتآكل بالأنف والجفن العلوي الأيسر والحاجب والجبهة، وكان لدى الطفل شحوب شديد، وكانت عليه علامات نزيف شديد، فتمت عملية إنعاشه والتي لم تحقق نتيجة بمحاولات متكررة من الطبيب الجراح محمد بدر المتواجد داخل المشفى رفقة المخدر حسين شعبان بمساعدة طاقم الطوارئ؛ وذلك بسبب دخول الطفل بصدمة وطول الفترة الزمنية بين تضرره ووصوله إلى المشفى.
وأضاف نذيرأن "الطفل يقطن في كفر عميم داخل خيمة.. مع تعدد الروايات حول ماهية الشيء الذي قام بتشويه أو بالاعتداء، إلا أن التشخيص سريرياً هو أن الطفل عانى حالة توقف قلب وشحوب شديد مع علامات التشوه التي تظهر في الصورة التي تمت تداولها". (اقرأ/ي أيضًا: شاخوا قبل الأوان.. هكذا يعيش بسّام وكثيرون غيره من أطفال سوريا).
تعيش المخيمات شمال سوريا خلال الأسبوع الأخير حالة كارثية جراء السيول والأمطار والتي أدت إلى تجريف عشرات الخيم وتضرر الممتلكات الخاصة بالمدنيين ومنعت الأطفال من الخروج الى المدارس وعطلت كافة جوانب الحياة التي يعيشها القاطنين في المخيمات.
تعالت نداءات واسعة وجهتها الكثير من العائلات ومنظمات من الداخل السوري إلى العالم ولجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان للنظر بحال آلاف العائلات النازحة والمهجرة من مناطق أخرى وللحد من تشرد الأطفال داخل المخيمات والعمل على توفير الطعام والشراب ووسائل التدفئة.