المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في اليوم العالمي لضحايا التعذيب.. معتقلان سابقان يرويان لـ "أنا برس" لحظات الرعب داخل سجون النظام

 
   
11:20

http://anapress.net/a/255149742994995
406
مشاهدة


في اليوم العالمي لضحايا التعذيب.. معتقلان سابقان يرويان لـ "أنا برس" لحظات الرعب داخل سجون النظام
تعبيرية- أرشيفية

حجم الخط:

لم تكن الفتاة السورية (ر.خ) تتوقع أن طريقها لتلقي التعليم مروراً بحاجز الراموسة في حلب سوف يكون علامة فارقة في حياتها لن تنساها أبداً، ونقطة تحوّل سرقت منها عامين من الألم والضغوطات النفسية التي لا تزال تعاني منها حتى اللحظة، فعلى هذا الطريق ولدى ذهابها إلى جامعتها في العام 2014 تم إلقاء القبض عليها، وتوجيه لائحة اتهامات طويلة بدأت من اتهامها بالمشاركة في الأنشطة المعارضة ضد النظام السوري.

(ر.خ) التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 19 عاماً فقط، قضت نحو عامين في غياهب سجون النظام السوري، مُتنقلة بين أكثر من فرع أمني، على رغم أنه لم يكن لها نشاط سياسي معارض يشكل خطورة على النظام الذي اعتقلها، كما تقول.

تقول (في شهادتها التي تحتفظ "أنا برس" بنسخة تسجيل صوتي منها بموافقتها، وقد رفضت ذكر اسمها كاملاً خشية التعرض لتهديد سلامتها وأمنها)، إنها "اليوم، وفي اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، تتذكر –أو بالأحرى هي لم ولن تنسى- ما لقيته من تعذيب نفسي وجسدي داخل المعتقل وعلى مدار عامين، وبشكل خاص في الفرع 248 تحت الأرض بثلاثة طوابق". (نرشح لكم: المظـــــاليـــم.. ضحايــا الاختفـــاء القسري في ســــوريا (ملف خاص)).

القصة بدأت في العام 2014 ولم تنته بخروجها من المعتقل في العام 2016 (بعد عامين في السجن)؛ ذلك أن آثار العامين لاتزال تصبغها بآلام نفسية. وتشير إلى جانب من أدوات التعذيب التي كانت شاهدة عليها في السجن، ومن بينها ما يُسمى بـ "الأخضر الإبراهيمي" وهو بوري أخضر اصطلح على تسميته على اسم المبعوث الأممي الأسبق إلى سوريا، يتم ضرب المعتقلين به بشكل عشوائي.

وسائل التعذيب

"تعرضتُ للضرب على وجهي ورأسي، وذلك أمام هول ما رأيته وسمعته من أدوات ووسائل تعذيب أخرى كان هيناً على رغم ما سببه لي من ألم.. البعض كان يتم تشليحه وربطه من قدميه أو من يديه ليتدلى جسده للأسفل، ثم يتلقى الضربات بالبواري وغيرها (..) مما تعرضت له أيضاً من وسائل التعذيب النفسي السب والإهانات داخل السجن".

وتصف (ر) التي تقيم حالياً في الشمال السوري، التي خرجت نظير مبلغ مالي سدده أهلها (وصفته بالرشوة) لإخراجها بعد عامين من السجن، الألم والتعذيب النفسي بأنه كان الأكثر تأثيراً عليها من الألم والتعذيب الجسدي "قبل التحقيق كانوا يرعبوننا.. كانوا يضربون ويعذبون آخرون أمامنا قبل الشروع في التحقيق معنا".

كنا لا نرى الشمس.. كنا تحت الأرض بثلاثة طوابق، محتجزون في غرفة بها قرابة الخمسين فتاة وسيدة
معتقلة سابقة

"كنا لا نرى الشمس.. كنا تحت الأرض بثلاثة طوابق، محتجزون في غرفة بها قرابة الخمسين فتاة وسيدة.. لم نكن نعرف إن كنا في النهار أو الليل.. كانت الغرفة مليئة بالحشرات، كنا نختنق فيها، ولازالت أعاني من مشاكل بالتنفس والاستنشاق حتى الآن بسبب ما عانيته في تلك الغرفة".

فيما لم تتمكن "أنا برس" من التواصل مع معتقلين سابقين بسجون أطراف النزاع الآخرين سواء قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو أي فصيل من فصائل المعارضة السورية، لرواية أوضاعهم السابقة داخل تلك المعتقلات.

ومع اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل سبعين عاما، اتفقت الدول الأعضاء على حظر التعذيب بشكل مطلق. إذ تنص المادة الخامسة من الإعلان على أنه "لا يجوز إخضاع أي شخص للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة". ويحيي العالم في السادس والعشرين من شهر يونيو (حزيران) كل عام اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.

تعذيب ممنهج

وفي السياق، يروي المعتقل السوري السابق (أ.ف) والذي تحتفظ "أنا برس" بنسخة من شهادته الكاملة عن أوضاعه داخل أحد سجون نظام الأسد (لم يسمها)، تفاصيل وصفها بـ "المرعبة" عن قرابة ستة أشهر فقط قضاها في السجن.. 

تم خلالها انتزاع اعترافات منه بالتعذيب والتنكيل به، بعد أن تم إلقاء القبض عليه بأحد الحواجز في ريف دمشق، بعد أن عثروا بهاتفه على فيديو لأحد أصدقائه الذين قتلوا في المعارك ضد نظام الأسد.

"أكثر من خمسة أشهر عانيت فيها الكثير، وكنت شاهداً على وسائل تعذيب مختلفة، ليس أولها أو آخرها الأخضر الإبراهيمي، ذلك البوري المرعب الذي كان يتم ضرب السجناء والمعتقلين به بوحشية (..) العنف الجسدي واللفظي والنفسي كان يمارس ضدنا بشكل واضح، ولا تزال بجسمي ندوب شاهدة على ما مررت به من تعذيب حتى اللحظة على رغم أنني اعتقلت وخرجت من المعتقل في العام 2012 في مدينة دوما".

 ويردف: "أمام هول التعذيب الذي كنا نتعرض إليه كنا نتمنى أن يطلقوا علينا النار ويريحونا من هذا العذاب.. لك أن تتخيل أن غرفة قرابة المتر في متر ونصف كنا نجلس فيها إما منفردين فيما يعرف بالغرفة المنفردة، أو كمجموعة، كنا نسميها غرفة العذاب، كنا نُضرب فيها من قبل ثلاثة من السجانين بالكبل الكهربائي المعدني أو بالبوري الأخضر الإبراهيمي وغيرها من وسائل الضرب والتعذيب (..) أحياناً كان يتم ضربي حتى أفقد الوعي تماماً".

فترة التحقيق لم تكن بأفضل حال من فترة التعذيب، فخلال التحقيق "كنت أجلس القرفصاء واضعاً يدي فوق رأسي، وأحياناً أرفع يدي إلى الأعلى ووجهي إلى الحائط.. أحياناً كانت تطول تلك الوضعية حتى تصل إلى يومين متتاليين يُمنع فيها الحركة على هذا الوضع إلا لتناول الطعام (مرتان يومياً)".

من بين وسائل التعذيب الأخرى "الدعس بالقدم على السجين"، وذلك من خلال قيام أحد السجانين بالمشي فوق جسد السجين وضربه بالقدم، على حد شهادة (أ). ويقول إنه في أوقات ما "كانوا يخرجوننا ليلا من الغرفة، ويخبرونا بأنه سوف يتم إعدامنا الليلة".

وبهذه الطريقة انُتزعت اعترافات من (أ) –على حد قوله- بأنه "إرهابي، ويهرب السلاح، ويساعد في عمليات القتل والخطف والسرقة وخلافه"، وذلك قبل أن تتم إحالته إلى المحاكمة، ويفصح عن تعرضه للتهديد لانتزاع الاعترافات منه، فتتقلص الاتهامات إلى "إهانة رئيس الجمهورية" ومن ثم الحكم بسجنه ثلاثة أشهر. "كنت محظوظاً، فمن دخل المعتقل في الفترات التالية لم يكن ليخرج إلا في حالات نادرة فقط".

إحصاء

طبقاً لإحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن قرابة الـ 14129 شخصاً قد قتلوا بسبب التعذيب على يد الأطراف الرئيسية الفاعلة في سوريا منذ آذار (مارس) 2011 وحتى الشهر ذاته من العام الجاري 2019، نسبة 98.97% منهم على يد قوات النظام السوري، بينما نسبة 0.38% على يد التنظيمات الإسلامية المتشددة، ونسبة 0.3% على يد فصائل المعارضة المسلحة، و0.27 على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، و0.08% على يد "جهات أخرى" لم تحددها الشبكة.

نرشح لكم:

"نبيل".. ست سنوات في انتظار ملتقى لا يجيء 

"أمّ خالد".. سأظلّ أبحث عن ابني حتّى أجده أو تنتهي بي الحياة

من اختطفني قسرًا هو نفسه من قتل أبي وأخي

عثمان.. سبع سنوات من الاختفاء القسري

تحرش لفظي وجسدي.. ناجية من سجون الأسد تروي معاناتها

ذهب لتأجيل تجنيده.. واختفى قسريًا منذ 2014 ولا أحد يعرف مكانه